الإثنين 25 مارس / مارس 2024

محوره أرز البسمتي.. خلاف جديد بين الهند وباكستان

محوره أرز البسمتي.. خلاف جديد بين الهند وباكستان

Changed

الأرز البسمتي
أثار طلب الهند موجة ذعر في باكستان التي تواجه خطر خسارة سوق تصدير مهم (غيتي)
قدمت الهند لدى المفوضية الأوروبية طلب "مؤشر جغرافي محمي" سيضمن لها في حال قبوله الاستخدام الحصري لاسم البسمتي في الاتحاد الأوروبي.

يدور خلاف منذ عدة أشهر بين الهند وباكستان حول منتج من إرثهما المشترك هو أرز البسمتي، لمعرفة من سيسمح له ببيع هذا الأرز المرغوب كثيرًا من قبل المستهلكين تحت هذه التسمية في دول الاتحاد الأوروبي.

فقد قدمت الهند لدى المفوضية الأوروبية طلب "مؤشر جغرافي محمي"، سيضمن لها في حال قبوله الاستخدام الحصري لاسم البسمتي في الاتحاد الأوروبي.

وسارعت باكستان، الدولة الوحيدة الأخرى المصدرة في العالم لهذا الأرز العطري -ذي الحبوب الطويلة الرفيعة الذي يزرع على سفوح جبال الهيملايا- إلى معارضة هذا الطلب الذي نشر في سبتمبر/ أيلول 2020 في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي.

ذعر باكستاني

وأثار طلب الهند موجة ذعر في باكستان التي تواجه خطر خسارة سوق تصدير مهم، وأعاد إحياء التنافس التاريخي بين القوتين النوويتين اللتين نشأتا إثر تقسيم عام 1947.

وقال غلام مرتضى المالك الشريك لـ"مطاحن البركات للأرز" الواقعة على بعد حوالى 30 كلم جنوب لاهور في إقليم البنجاب، أكبر منتج لأرز البسمتي في باكستان، لوكالة فرانس برس: "كان الأمر أشبه بإلقاء قنبلة ذرية علينا".

وأضاف مرتضى الذي يملك حقول أرز على بعد 5 كلم من الحدود الهندية، قائلا: "لقد تسببوا (الهنود) بكل هذه الضجة ليتمكنوا بطريقة أو بأخرى من الاستحواذ على أحد أسواقنا. كل صناعتنا للأرز ستتأثر".

وتعد باكستان رابع أكبر مصدّر للأرز في العالم، وصدّرت 4,5 ملايين طن عام 2019 بقيمة 2,2 مليار دولار (1,8 مليار يورو)، بحسب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو). وتحل الهند في المرتبة الأولى مع 9,7 ملايين طن و6,8 مليارات دولار.

سوق مهمة جدًا

ويستورد الاتحاد الأوروبي حوالى 300 ألف طن من البسمتي سنويًا، ثلثاها من باكستان والثلث الآخر من الهند بحسب المفوضية الأوروبية.

واكتسب أرز البسمتي الذي يناسب بشكل خاص الأطباق الرائجة مثل البرياني او البيلاف، شعبية كبرى في الخارج وخصوصًا في الشرق الأوسط في العقدين أو الثلاثة عقود الماضية.

وزادت باكستان بشكل كبير صادراتها من البسمتي إلى الاتحاد الأوروبي في السنوات الثلاث الماضية، مستفيدة من صعوبات الهند في التكيف مع المعايير الأوروبية الأكثر تشددا في مجال المبيدات.

ويقول نائب رئيس جمعية مصدري الأرز في باكستان فيصل جهانجير: "بالنسبة لنا، هي سوق مهمة جدًا".

وتعتبر باكستان أن لها نفس الحق الذي تتمتع به الهند في استخدام اسم البسمتي.

وتقول ديلفين ماري فيفيان الباحثة القانونية في مركز التعاون الدولي للأبحاث الزراعية من أجل التنمية، "من الواضح أنه على المستوى التاريخي والسمعة والمنطقة الجغرافية، هي مشتركة بين الهند وباكستان الحالية".

لكن الهند تؤكد أنها لم تزعم في ملف ترشيحها بأنها الدولة الوحيدة التي تنتج البسمتي. لكن عبر تقديم الطلب باسمها هي وحدها، فإنها تسعى إلى أن يتم الاعتراف بها على هذا النحو.

ترشيح مشترك

يقول فيجاي سيتيا الرئيس السابق للجمعية الهندية لمصدري الأرز إن "الهند وباكستان صدرتا وتنافستا بطريقة سليمة في مختلف الأسواق منذ حوالى 40 عامًا. هذه المنافسة قائمة أساسًا، ولا أعتقد أن المؤشر الجغرافي المحمي سيغير هذا الأمر".

ومن غير المرتقب أن تطمئن هذه الحجة باكستان. ويتعين على البلدين الآن التفاوض لإيجاد اتفاق ودي كما ينص عليه الإجراء الأوروبي، لكن المحادثات لم تبدأ بعد. وقال ناطق باسم المفوضية الأوروبية إن فترة التشاور مددت حتى "سبتمبر 2021" بطلب من الهند.

وبعد سنوات من التردد، سجلت الحكومة الباكستانية بشكل طارئ في يناير/ كانون الثاني اسم البسمتي كمؤشر جغرافي على أراضيها، وهو شرط أساسي لأي إجراء أمام الاتحاد الأوروبي. 

البسمتي يأتي من البلدين 

وظهرت مؤشرات تقارب طفيفة في الأسابيع الأخيرة بين البلدين اللذين كانا على شفير حرب جديدة في 2019. وتأمل باكستان في الاستفادة من ذلك لإقناع الهند بتقديم "طلب مشترك" باسم الإرث المشترك" الذي يمثله أرز البسمتي كما يقول جهانجير.

ويضيف "أنا واثق جدا بأننا سنتوصل إلى نتيجة (إيجابية) في وقت قريب جدا"، و"سبب ذلك هو أن العالم يعرف بان البسمتي يأتي من البلدين".

وإذا لم يتم التوصل إلى أي اتفاق واختار الاتحاد الأوروبي إعطاء الحق للهند، فان باكستان يمكن أن تلجأ إلى القضاء الأوروبي، أو أن تقدم بدورها ترشيحها الخاص. لكن الأمر سيستغرق سنوات أمام الاتحاد الأوروبي لدراسته، وسيتأثر الأرز الباكستاني في هذا الوقت بشكل كبير.

وقالت ماري-فيفيان "سبق أن حصلت حالات قليلة من رفض طلبات مؤشرات جغرافية في أوروبا، وفي كل مرة يتم التوصل إلى تسوية".

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close