الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

دول مجموعة السبع "تعتزم" تأمين مليار جرعة لقاح مضاد لكوفيد للعالم

دول مجموعة السبع "تعتزم" تأمين مليار جرعة لقاح مضاد لكوفيد للعالم

Changed

مجموعة السبع
جونسون وبايدن خلال لقائهما أمس قُبيل انعقاد قمة المجموعة السبع (غيتي)
كشفت بريطانيا التي تستقبل الاقتصادات الرائدة، أنها ستتبرّع بـ100 مليون جرعة لقاح فائضة على الأقلّ خلال العام المقبل، بينها ستوزع 5 ملايين جرعة خلال أسابيع.

يعتزم قادة دول مجموعة السبع التوافق في قمّتهم التي تُعقد نهاية الأسبوع على توسيع إنتاج اللقاحات المضادة لكوفيد-19 لتأمين مليار جرعة على الأقلّ للعالم من خلال وضع خطط للتمويل والمشاركة، وفق ما أعلنت بريطانيا المضيفة للقمّة أمس الخميس.

وقالت بريطانيا التي تستقبل الاقتصادات الرائدة في العالم، إنّها ستتبرّع بـ100 مليون جرعة لقاح فائضة على الأقلّ خلال العام المقبل، بينها ستوزع 5 ملايين جرعة في الأسابيع المقبلة.

ويأتي هذا الالتزام في أعقاب دعوات متزايدة إلى الدول الغنيّة لتكثيف جهودها لمشاركة لقاحات كوفيد-19 مع الدول الأقلّ نموًّا، في وقتٍ تُحذّر منظمات إنسانية من أنّ الوضع الراهن يؤدّي إلى "فصل عنصري على أساس اللقاحات".

وواجهت بريطانيا التي تلقّت طلبات لأكثر من 400 مليون جرعة، انتقادات بسبب تأخّرها في الشروع بتقديم تبرّعات للدول الفقيرة. لكن عشية ترحيبها بزعماء دول مجموعة السبع في قمّتهم الأولى منذ نحو عامين، تعهّد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تغيير هذا الوضع قريبًا.

100 مليون جرعة من اللقاحات.. "حالًا"

وبعد ساعات فقط من تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالتبرع بعدد 500 مليون جرعة من لقاح شركة فايزر، قال جونسون: إن بريطانيا ستقدم ما لا يقل عن 100 مليون جرعة من اللقاحات الفائضة لديها إلى الدول الأفقر حالًا.

ودعا جونسون بالفعل قادة مجموعة السبع إلى التعهد بتطعيم العالم بأسره باللقاحات الواقية من فيروس كورونا بحلول نهاية عام 2022، ومن المتوقع أن تتعهد المجموعة بمليار جرعة خلال قمتها التي تستمر ثلاثة أيام.

كما وافقت دول الاتّحاد الأوروبّي على التبرّع بما لا يقلّ عن 100 مليون جرعة بحلول نهاية عام 2021، مع التزام كلّ من فرنسا وألمانيا بتقديم 30 مليون جرعة.

"أكبر هبة تقدّمها دولة واحدة"

وكان البيت الأبيض قد أعلن  الخميس أنّ الرئيس جو بايدن الذي يزور المملكة المتحدة، سيُعلن عن شراء 500 مليون جرعة من لقاح فايزر/بايونتيك لوهبها للدول التي تحتاجها.

وقالت الرئاسة: "هذا أكبر طلب لقاح وهبة تقدّمها دولة واحدة، وهو التزام من الشعب الأميركي للمساعدة في حماية شعوب العالم برمّته من كوفيد-19".

وستوزع اللقاحات على 92 بلدًا ناميًا عبر آلية "كوفاكس" بإنصاف على أن يبدأ ذلك في أغسطس/ آب، مع تسليم 200 مليون جرعة بحلول نهاية العام.

أما الجرعات الـ300 مليون المتبقية، فستسلم بحلول يونيو/ حزيران 2022. وتقدر منظمة "أوكسفام" أن ما يقرب من 4 مليارات شخص سيعتمدون على برنامج "كوفاكس" للحصول على اللقاحات.

وعشيّة افتتاح قمّة مجموعة السبع، قال بايدن: "واجبنا الإنساني هو إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح. هذا أيضًا في مصلحة الأميركيين". واعتبر الرئيس الأميركي أنّ تبرّع بلاده بـ500 مليون لقاح للدول الفقيرة "خطوة تاريخيّة" في مكافحة الجائحة.

ومع تلقّي 64% من الراشدين الأميركيّين جرعة لقاح واحدة على الأقل، تسعى الولايات المتحدة إلى أن تكون رائدة عالميًا في مكافحة الفيروس.

وفي وقت تتقدّم الدول الغنيّة في حملات التلقيح، لا تزال آليّة "كوفاكس" تواجه نقصًا في اللقاحات؛ إذ سُلّمت عبر الآليّة أكثر من 80 مليون جرعة إلى 129 بلدًا ومنطقة حتّى 4 حزيران/ يونيو الجاري، وهو عدد أقلّ بكثير من المتوقّع.

تحذير جديد من منظمة الصحة العالمية

وحذّرت منظّمة الصحّة العالميّة بدوها أمس الخميس من أنّ نحو 90% من الدول الإفريقيّة تتخلّف عن الهدف العالمي بتلقيح 10% من سكّانها بحلول سبتمبر/ أيلول، وذلك في حال لم تتلقَّ 225 مليون جرعة تقريبًا.

ودعت المنظّمة الدول الغنيّة إلى تشارك مخزوناتها من اللقاحات مع الدول النامية بمجرّد انتهائها من تحصين شعوبها، وذلك حفاظًا على الأرواح والقضاء على الجائحة عالميًّا.

ويُمكن لتقديم هبات ورفع براءات اختراع اللقاحات تسريع التلقيح. ووافق البرلمان الأوروبي الخميس على رفع موقّت للبراءات، وذلك لتعزيز الإنتاج و"تحسين الوصول العالمي إلى المنتجات الطبية بأسعار معقولة".

وفي المناطق الأوروبية الـ53، وفق معايير منظمة الصحة العالمية، تلقى 30% من السكان جرعة لقاح أولى، في حين صار 17% منهم محصنين بالكامل.

ودعا الاتحاد الأوروبي "جميع الأطراف إلى رفع القيود المفروضة على تصدير اللقاحات (المضادة لكوفيد) ومكوناتها"، حسب ما قال وزير خارجية التكتل جوزيب بوريل الخميس، حاضًّا مجلس الأمن الدولي على تجاوز انقساماته.

وفي وقتٍ تخفّف الدول الأوروبية القيود الصحّية، دعت منظّمة الصحّة العالميّة إلى التزام اليقظة. وقال مدير الفرع الأوروبي للمنظمة هانز كلوغه: إنّ "توزيع اللقاحات ما زال بعيدًا عن أن يكون كافيًا لحماية المنطقة من عودة" الجائحة، داعيًا إلى الإبقاء على إجراءات التباعد وتجنّب السفر إلى الخارج.

عودة الحياة تدريجيًا

وكشف تقرير للأمم المتحدة الخميس أن 9 ملايين طفل قد يضطرون للعمل بسبب الفيروس، إضافة إلى 160 مليونًا أُجبِروا بالفعل على ذلك.

وأعلنت الدنمارك الخميس أحدث خطواتها لرفع القيود الصحية، وتشمل الوقف شبه النهائي لإلزامية وضع الكمامة اعتبارًا من 14 يونيو/ حزيران الجاري، والسماح للمقاهي والحانات بفتح أبوابها حتى منتصف الليل اعتبارًا من 11 من الشهر نفسه، وإتاحة حضور أعداد أكبر من الجمهور في مباريات كرة القدم.

بفضل سرعة انتعاش الاقتصاد التي فاقت التقديرات، رفع البنك المركزي الأوروبي توقعاته للنمو في منطقة اليورو إلى 4,6% في عام 2021 و4,7 % في عام 2022.

لكن في مناطق أخرى من العالم، تُواصل الجائحة التفشّي، ولا سيّما في إيران التي تجاوزت عتبة 3 ملايين إصابة وتواجه صعوبات لاحتواء موجة جديدة بسبب بطء حملة التطعيم، وضعف التزام التدابير الوقائية.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close