الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

تهاوي الأسعار وزيادة حجم الخسائر.. "صدمة" في سوق العملات الرقمية

تهاوي الأسعار وزيادة حجم الخسائر.. "صدمة" في سوق العملات الرقمية

Changed

طالبت إدارة الضرائب الأميركية بفرض تشريعات لمراقبة تحويلات العملات المشفرة، في حين خلص بنك غولدمان ساكس الاستثماري إلى أنّها ليست استثمارًا مضمونًا.

سيطر اللون الأحمر على شاشات منصّات تداول العملات المشفّرة مع استمرار تهاوي الأسعار وزيادة حجم الخسائر مع قرار الصين منع تعدين "بتكوين" وحظر أيّ تعاملات مالية بالعملات الرقمية المشفّرة.

وقد دفع انهيار سعر العملات الأكثر تداولًا على غرار "إيثريوم" و"بتكوين" الذي نتج عن ذلك، إلى تحذير هيئة الرقابة المالية البريطانية الأشخاص الذين يستثمرون في العملات الرقمية المشفّرة مثل "بتكوين" بأن يكونوا على استعداد لخسارة كل أموالهم.

من جهتها، طالبت إدارة الضرائب الأميركية بفرض تشريعات جديدة لمراقبة تحويلات العملات المشفرة، في حين خلص بنك غولدمان ساكس الاستثماري في آخر تقرير له إلى أنّ العملات المشفّرة ليست استثمارًا مضمونًا.

وفي ظلّ توقعات باستمرار انهيار الأسعار في قادم الأيام، وهو ما خلق حالة من الصدمة في أوساط صغار المستثمرين، تُطرَح علامات استفهام، فهل العملات الرقمية احتيال أم استثمار؟ ولماذا تثير العملات الرقمية المشفّرة مخاوف الحكومات؟

سمات العملة "لا تنطبق" على "بتكوين"

يرى المتخصص في سوق الأوراق المالية علي محمود أنّ عملة "بتكوين" لا يمكن تصنيفها على أنّها "عملة مشفّرة"، مشيرًا إلى أنّ "سمات العملة" لا تنطبق عليها، وبالتالي يمكن القول إنّها "مشفّرة" فقط.

ويوضح محمود في حديث إلى "العربي" من بيروت، أنّ سِمات العملة متعدّدة، منها إمكانية اعتمادها للدفع المؤجّل، أو أن تكون مخزنًا للقيمة، أو وسيلة بديلة، وما إذا كانت تخضع لأي تشريعات أو قوانين.

ويشير إلى أنّ كلّ هذه الأسئلة لا بدّ من طرحها، ومن دون احترامها وتحوّلها من أصول مضاربة إلى وحدة نقد تخضع للقوانين، تبقى "بتكوين" وغيرها بقيمة "صفريّة"، على حدّ تعبيره.

ويشير إلى وجهة نظر تعتبر أنّ هذه العملات يمكن أن تحدّ من قوة الحكومات، كما يمكن أن تسهل أعمال العصابات، متحدّثًا عن هاجس غير طبيعي من المضاربات. ويلفت إلى أنّ تقلبات هذه العملة في 2020 وحدها وصلت إلى 67%، في حين يدرك الجميع أنّ التقلبات الحادّة تؤذي الاقتصاد وتؤدي لإقفال المتاجر، وهذا الأمر يشكّل خطرًا على الاقتصاد.

تكنولوجيا ثورية تواجه تحديات

في المقابل، يصنّف المتخصص في مجال إدارة المنتجات الرقمية يزيد آل عيون على أنّها بمثابة تكنولوجيا ثورية تمكّننا من القيام بأمور لم نكن قادرين على القيام به سابقًا.

ويشير آل عيون في حديث إلى "العربي" من أمستردام إلى أنّ "هذا الأمر يُدخِلنا في فكرة أنه كلما كان هناك تقنية حديثة يحدث تصادم بين التقنية والتشريعات والقوانين".

ويؤكد أنّ هناك تحديات بما يتعلق بـ"بتكوين" والعملات الرقمية، لكنه يعرب عن اعتقاده بأنّ هذه التحديات تُحَلّ مع الوقت. ويقول: "يمكن مقارنة هذا الاختراع باختراع الإنترنت، فعندما نشأت شبكة الإنترنت كان هناك الكثير من المشاكل".

ويعتبر أنّ الأمر نفسه يتكرّر اليوم مع "بتكوين"، باعتبار أنّ التشريعات لا تزال غير جاهزة. ويلفت إلى أنّ هذا الأمر يتكرّر تاريخيًا مع كل الإبداعات، مشيرًا إلى أمثلة كثيرة على ذلك، ومنها السيارات ذاتية القيادة في أميركا بدأت من دون قوانين أو تشريعات.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close