الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

قطاع النقل البري في بريطانيا يواجه أزمة حادة.. ما علاقة بريكست وكوفيد؟

قطاع النقل البري في بريطانيا يواجه أزمة حادة.. ما علاقة بريكست وكوفيد؟

Changed

لم تتمكن "آرلا فودز يو كيه" من توصيل الحليب إلى 600 متجر من أصل 2400 أواخر يوليو (غيتي)
لم تتمكن "آرلا فودز يو كيه" من توصيل الحليب إلى 600 متجر من أصل 2400 أواخر يوليو (غيتي)
بحسب اتحاد النقل البري في بريطانيا، يصل النقص في عدد سائقي الشاحنات إلى 100 ألف من إجمالي القوة العاملة في مجال النقل بالشاحنات البالغة 300 ألف.

يقدّم عدد من المتاجر الكبرى في بريطانيا مكافآت نقدية لسائقي الشاحنات لتحفيزهم على العمل، في وقت ترك بريكست ووباء كوفيد عشرات آلاف الوظائف شاغرة في القطاع، ما يعيق تزويد المحلات بالبضاعة.

وازدادت تحذيرات القطاع من أزمة تؤثر على كافة الإمدادات، من الحليب إلى الحلويات، رافقتها مطالبات للحكومة بالتصرف بسرعة أو مواجهة خطر تعطيل الإمدادات قبل عيد الميلاد.

وقال روب هوليمان، مدير شركة "نورث ويست كارغو" للنقل: "إنه مزيج مثالي".

وتملك شركته 160 شاحنة، لكنها تجهد لملء ما يصل إلى 30 وظيفة شاغرة لسائقين عبر مستودعاتها الثلاثة في شمال غرب إنكلترا.

نزوح جماعي

وعلى الصعيد الوطني، بحسب اتحاد النقل البري، يصل النقص في عدد سائقي الشاحنات إلى 100 ألف من إجمالي القوة العاملة في مجال النقل بالشاحنات البالغة 300 ألف.

وعلى غرار العديد من شركات النقل الأخرى في المملكة المتحدة، اعتادت شركة "نورث ويست كارغو" على الاستعانة بعمال من أوروبا الشرقية؛ لكن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي واعتماد قواعد جديدة مرهقة لإصدار تأشيرات، أديا إلى نزوح جماعي.

وفي الوقت نفسه، هناك 20 ألف سائق بريطاني متدرّب عالقون في طوابير الانتظار، فيما تسبّب جائحة كوفيد-19 تأخيرات تستمر لأشهر لاختبارات القيادة.

ومثل القطاعات الأخرى في المملكة المتحدة، يعاني النقل البري "وباء" يسبّبه فرض الحكومة على العديد من السائقين حجرًا صحيًا، بعد مخالطة شخص ثبتت إصابته بفيروس كورونا.

وقال هوليمان: "هناك عمل للقيام به لكن ليس لدينا سائقون"، شاكيًا أنه لا يستطيع منافسة الأسعار التي تحددها الشركات الكبيرة وسط سباق لجذب سائقين جدد.

وأضاف: "إنها مشكلة كبيرة. هناك عدد محدود من السائقين في هذا البلد، وكل ما يحدث هو أن هذه الموارد يجري سحبها في اتجاه واحد"، في إشارة إلى سلسلة متاجر السوبرماركت مثل تيسكو.

"مبالغ تنافسية"

وأعلنت أكبر شركة بقالة في بريطانيا، أن علاوتها تبدأ من ألف جنيه إسترليني (1390 دولارًا) لجذب سائقين جدد لتشغيل مركبات البضائع الثقيلة.

ولفتت شركة "جون لويس بارتنرشيب"، التي تدير سلسلة متاجر السوبر ماركت "ويتروز"، إلى أنها سترفع رواتب سائقي الشاحنات الثقيلة بما يصل إلى خمسة آلاف جنيه إسترليني، لضمان قدرتها على تقديم "مبالغ تنافسية في السوق".

وقال شين برينان، الرئيس التنفيذي لـ "كولد تشاين فيديريشن"، وهي جمعية تعنى بالأعمال اللوجستية: "نحن نعاني في الوقت الحالي".

وأضاف لصحيفة "ذي غارديان": "سيكون هناك نقص في رفوف المتاجر".

ولم تتمكن "آرلا فودز يو كيه"، أكبر مورد لمنتجات الألبان في البلاد، من توصيل الحليب إلى 600 متجر من أصل 2400 أواخر يوليو/ تموز بسبب انخفاض أعداد السائقين.

وأوضح مديرها العام آش أمير أحمدي لراديو "بي. بي. سي" "أننا نحاول تجنب صيف مليء بالاضطرابات"، وحض الحكومة على العمل مع القطاع "من أجل الاعتراف بأننا نعاني أزمة ومعالجتها".

"شريط لاصق"

واستجابت الحكومة حتى الآن بتمديد مؤقت لساعات العمل اليومية القانونية لسائقي الشاحنات الثقيلة لمدة ساعة واحدة، إلى 10 ساعات.

لكن اتحاد النقل البري وصف الخطوة بأنها "شريط لاصق"، وحضّ على غرار "لوجيستيكس المملكة المتحدة" (وهي مجموعة صناعية)، رئيس الوزراء بوريس جونسون وحكومته على منح تأشيرات عمل قصيرة الأجل لسائقي الشاحنات في الاتحاد الأوروبي.

واعتبر المدير العام للسياسة العامة في "لوجيستيكس المملكة المتحدة" أليكس فيتش، أنه "سيبقى هناك بالتأكيد نقص في عدد السائقين حتى حلول العام الجديد، إذ ما زال هناك طابور طويل من الأشخاص الذين ينتظرون إجراء اختبار القيادة".

وأضاف: "نحن نكافح في هذا القطاع لتوظيف الشباب، ولذلك لطالما كان هذا الأمر يثير القلق".

ويبلغ متوسط سن سائق الشاحنة المولود في بريطانيا 50 عامًا، وفقًا لـ "لوجيستسكس المملكة المتحدة"، وفي الأشهر الستة الأولى من عام 2020، غادر 12 ألف سائق أوروبي البلاد.

وقال فيتش: "سيكون لدينا خريف صعب"، وسط تحذيرات من حدوث نقص محتمل في الإمدادات خلال فترة عيد الميلاد الحيوية، إذا اضطر تجار التجزئة إلى إعطاء الأولوية لتسليم الأساسيات.

وأكد وزير النقل غرانت شابس الشهر الماضي، أن "الحلول على المدى الطويل يجب أن يقودها أولًا، وقبل كل شيء، قادة القطاع"، فيما أعلن حزمة دعم تشمل اختبارات قيادة مبسطة.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close