الجمعة 19 أبريل / أبريل 2024

ما سبب تراجع أسعار النفط لأدنى مستوى منذ أبريل الماضي؟

ما سبب تراجع أسعار النفط لأدنى مستوى منذ أبريل الماضي؟

Changed

هوت أسعار النفط العالمية بواقع 8% في أسبوع، متأثرة بمخاوف من انتشار سلالة دلتا المتحورة، ويعد هذا التراجع هو الأكبر منذ شهر أبريل الماضي.

تعصف بالخام أيام عسيرة، إذ فقد البرميل 8% من قيمته في أسبوع، فالنفط غير مرحب به فوق الـ 70 دولارًا على الأقل من الولايات المتحدة المنتج والمستهلك الأبرز ومن يدير أيضًا دفة الاقتصاد العالمي.

ودفعت عوامل شتى برنت نحو 65 دولارًا، بسبب أن واشنطن لا تنتظر ردًا من "أوبك" على طلبها لزيادة الإنتاج، فلديها أسلحة أخرى يمكن إظهارها في كل حين.

فصعود الدولار المدوي عقب تلميح الاحتياطي الفيدرالي عزمه خفض برنامج التحفيز كافٍ للضغط على الخام، ولو أرادت أن تضيف على الشعر بيتًا لضغطت أيضًا على حلفائها المنتجين للنفط ليقوموا بضخ المزيد منه.

بعيدًا عن الضغوطات الأميركية، لا تزال كورونا ومتحوراتها تضرب بقوة، إذ تفرض أستراليا ونيوزلندا إجراءات عزل صارمة بترتب عليها إغلاقات تفضي حتمًا لإضعاف الطلب على النفط.

وشرقًا حيث المارد الآسيوي، ومصدر كوفيد-19، تقرر الصين تشديد إجراءاتها في مواجهة الجائحة، مما يلقي بظلاله ليس فقط على الخام وأسعاره وإنما على سلاسل الشحن والتوريد العالمية كذلك.

ولا تقتصر معادلة النفط اليوم على الأسواق ومعدلات الإصابة بكورونا، فاليوم باتت السلعة غير مرحب بها أكثر من أي وقت مضى، فهي إلى جانب الفحم تواجه حربًا لا هوادة فيها والسبب مساهمة انبعاثاتهما في التغير المناخي الذي يهدد مستقبل الكوكب الأزرق.

ويقع الخام بين مطرقة الطلب وسندان ضرره البيئي، وبين هذا وذاك تتسابق الدول على الاعتماد على بدائل نظيفة مستدامة ورخيصة، فبعد سنوات قليلة سيكون الحديث عن النفط من باب الذكريات فقط.

ما هي أسباب تراجع أسعار النفط

وحول التراجعات الحادة في أسعار النفط، يوضح الخبير في مجال الطاقة بالجامعة الأميركية في بيروت مارك أيوب أن السوق النفطي اليوم هو في حالة إعادة الطلب، وأن التقلبات في الأسعار هي متوقعة، وأن الدول عادت لتفرض إجراءات بسبب تداعيات كورونا عليها، مشيرًا لارتفاع الدولار في السوق الأميركي مما أدى لارتفاع أسعار المشتقات النفطية داخل الولايات المتحدة، مما خلف ضغطًا على برميل البرنت.

ويضيف في حديث لـ "العربي" من بيروت، أن أسواق النفط في حالة تعافٍ بعد جائحة كوفيد-19، لكنها تتطلب وقتًا حتى عام 2022، لافتًا إلى أن السوق سيشهد تقلبات مختلفة لحين التعافي، لأنّ سوق الطلب ليس في حالة مستقرة.

ويشير أيوب إلى أن الطب متزايد، وما يعرض في السوق ليس كافيًا لتغطية هذا الطلب، في ظل انفراج جائحة كوفيد-19 في عدد من الدول المنتجة.

وحول تراجع أسعار النفط فور صدور محضر اجتماع مجلس الاحتياط الفيدرالي الأخير، يقول أيوب: إنه بمجرد تصريح المجلس أنه سيسحب الدعم من الآن لنهاية 2022، فقد أثّر ذلك على الأسواق وأدى إلى الانخفاض.

وحول تأثير الوقود الأحفوري على مستقبل أسعار النفط، يؤكد أن أسعار النفط ستتأثر بالمستقبل البعيد.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close