الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

معاناة أرباب العمل في بريطانيا.. كوفيد وبريكست يفاقمان مشاكل الإمداد 

معاناة أرباب العمل في بريطانيا.. كوفيد وبريكست يفاقمان مشاكل الإمداد 

Changed

طالت أزمات الإمداد في بريطانيا متاجر المواد الغذائية والمطاعم مرورًا بالمصانع (غيتي)
طالت أزمات الإمداد في بريطانيا متاجر المواد الغذائية والمطاعم مرورًا بالمصانع (غيتي)
يحض أرباب العمل في بريطانيا الحكومة على التحرك لتوفير حلول لمشكلات الإمداد التي طالت معظم القطاعات الاقتصادية بسبب كوفيد-19 وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

تتفاقم الأزمات في المملكة المتحدة لتطال متاجر المواد الغذائية والمطاعم مرورًا بالمصانع، تحت وطأة مشكلات الإمداد الناجمة عن بريكست ووباء كوفيد-19، ما يحمل أرباب العمل على حض الحكومة على التحرك، ولا سيما مع اقتراب عيد رأس السنة.

وأعلنت شركة "مكدونالدز" الأميركية الثلاثاء أنها لم تعد قادرة على تقديم مشروب "الميلكشايك" أو المشروبات المعبأة في زجاجات في بريطانيا في الوقت الراهن، كما حذرت شركة "كنتاكي فرايد تشيكن" (كيه إف سي) المنافسة، من نقص في قائمتها.

من جانبها، اضطرت سلسلة مطاعم "ناندوز" الأسبوع الماضي لإغلاق حوالي 50 مطعمًا بسبب النقص في إمدادات الدجاج.

وتؤثر المشكلة أيضًا على مطاعم "نوفيكوف" الراقية التي تفتقر إلى لحوم البقر الياباني واغيو.

وبين الموزعين، تفيد سلسلة "أيسلند" ومنافستها "كو-أوب" أيضًا بنقص في منتجات على أرففها.

المصانع أوقفت الإنتاج

وفي القطاع الصناعي، اضطرت مصانع السيارات لتوقيف عمليات الإنتاج بسبب نقص المكونات الإلكترونية؛ ما أدى إلى انخفاض مبيعات السيارات في يوليو/تموز بنسبة 30% تقريبًا، فيما انخفض الإنتاج إلى أدنى مستوياته منذ الخمسينيات.

كذلك، أثرت أزمة الإمدادات على الشركات الصغيرة والمتوسطة، خصوصًا في مجال البناء، فيما يفتقر بعضها إلى المواد بالإضافة إلى نقص العمال.

وأفاد اتحاد الصناعة البريطاني "سي بي آي" بأن مخزونات الموزعين بلغت مستويات منخفضة قياسية منذ قرابة 40 عامًا.

هجرة العمال الوافدين 

وتضرب مشكلات الإمداد المستمرة منذ أشهر الشركات البريطانية وأصبحت تهدد بالتأثير على الانتعاش الاقتصادي. وقد تفاقمت الأزمة بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي دخل حيز التنفيذ في الأول من يناير/كانون الثاني، ما يصعّب دخول عمال من الاتحاد الأوروبي المملكة المتحدة.

ويشكّل هؤلاء الجزء الأكبر من القوى العاملة في شركات الخدمات اللوجستية، إذ يتجنب البريطانيون هذه المهن التي تتّسم بساعات عمل طويلة مقابل أجور غير مغرية.

وتسبب وباء كوفيد-19 الذي أثر لأشهر على نشاط مجالات التوزيع والخدمات اللوجستية والنقل والمطاعم، من بين أمور أخرى، في زيادة هجرة العمال الأجانب، فيما سعى موظفون أجبروا على البطالة القسرية أو فصلوا من العمل، للحصول على عمل في أماكن أخرى.

بريكسيت فاقم الأزمة

وأشار جوناثان بورتيس الأستاذ في "كينغز كوليدج" لندن، إلى أن هذه الاضطرابات المرتبطة بفيروس كورونا لوحظت "في كل أنحاء أوروبا"، لكن في المملكة المتحدة ازداد الوضع سوءًا بسبب "تأثير بريكست"، لأن العديد من العمال القادمين من الاتحاد الأوروبي "لم يعودوا (إلى بريطانيا) وقد لا يرغبون في العودة. كما قد يؤثّر نظام الهجرة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، على أساليب التوظيف" للشركات.

وحذّر الاتحاد البريطاني للتوزيع "بي آر سي" من أن الوضع قد يزداد سوءًا اعتبارًا من أكتوبر/تشرين الأول؛ عندما تدخل حيز التنفيذ قواعد جديدة على استيراد المنتجات الحيوانية من المملكة المتحدة.

وقال خبير اللوجستيات من جامعة سالفورد جوناثان أوينز: "إمدادات عيد الميلاد في طريقها (إلى المملكة المتحدة)، والعديد من الشركات تكافح لحجز أماكن على السفن"، خصوصًا تلك الآتية من الصين التي ما زالت المصدر الرئيسي للبضائع المصنعة".

محاولات للتكيف مع الأزمة

وتحاول الشركات التكيف. ولا تتردد سلسلة "تيسكو" لمتاجر السوبرماركت وعملاق التجارة الإلكترونية "أمازون" في إعطاء وعود بمكافآت توظيف في المملكة المتحدة، من أجل جذب سائقين أو أصحاب متاجر يحتاجون إليهم لخدمة زبائنهم.

وتدرس صناعات اللحوم إقامة شراكات مع سجون لجعل بعض السجناء يعملون بهدف إعادة دمجهم.

ويضغط ممثلو القطاع وأرباب العمل بشكل متزايد على الحكومة؛ لتعديل قواعد الهجرة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بحيث يمكن لسائقي الشاحنات الأجانب -خصوصًا الآتين من دول أوروبية الشرقية- السفر بسهولة إلى المملكة المتحدة.

ويطالب البعض بأن يكونوا قادرين على الاستفادة من تسهيلات الهجرة الممنوحة للعمال المؤهلين.

وأوضح رئيس مجموعة "أيسلند" ريتشارد ووكر أن سائقي الشاحنات "يجب استبدالهم بسائقين بريطانيين، لكن الأمر سيستغرق وقتًا" لتدريبهم، و"قبل ذلك، لدينا الكثير من المنتجات المخصصة لعيد الميلاد والتي يجب شحنها". 

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close