أكد وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام اليوم الجمعة أن أزمة التحقيق في انفجار مرفأ بيروت كلفت الحكومة الجديدة وقتًا ثمينًا في معالجة الانهيار الاقتصادي المدمر في لبنان، لكنها لا تزال تهدف إلى إزالة العقبات أمام دعم صندوق النقد الدولي هذا العام أو أوائل العام المقبل.
وعبّر وزير الاقتصاد اللبناني في مقابلة مع وكالة "رويترز"، عن أمله في إرسال الأرقام الحاسمة للتقدم على مسار صندوق النقد الدولي، بما في ذلك تقدير لبنان لحجم الخسائر في نظامه المالي، إلى الصندوق الأسبوع المقبل في أقرب تقدير.
وقال سلام: إنه "بينما لم يتم الاتفاق حتى الآن على كيفية توزيع الخسائر"، فإن "وجهات النظر باتت أقرب كثيرًا والصورة صارت أوضح كثيرًا". وامتنع عن إعطاء أرقام قائلًا إن الأمر متروك لوزارة المالية والبنك المركزي لتقديمها.
وانهارت محادثات صندوق النقد الدولي العام الماضي، لأن البنوك والبنك المركزي والساسة الحاكمين في لبنان لم يتمكنوا من الاتفاق مع الحكومة السابقة على حجم الخسائر الفادحة وكيفية تقاسمها.
وكان سلام ومسؤولون لبنانيون آخرون اجتمعوا مع صندوق النقد هذا الأسبوع حيث بدأت المحادثات الفنية.
وقال سلام: إن "الرسالة التي أرسلها مسؤولو صندوق النقد الدولي كانت: لا نريد أن نفتح طلبات جديدة، نريد أن نركز على الخلل الذي حصل في المرحلة الأولى، وهو من الطرف اللبناني المتعلق بتحديد الخسائر".
وأضاف: "نحن استطعنا أن نجيب مباشرة أن العمل على تحديد الخسائر سيكون من ضمن أرقام موحدة ستخرج بالتشاور مع كل المعنيين، إنما التوزيع جارٍ العمل عليه لأنه دقيق أكثر ولأنه يمس بحقوق تصل إلى أصغر مودع في أي بنك بلبنان".
وأشار الوزير إلى أن لبنان يأمل في الحصول على ملياري دولار على الأقل من صندوق النقد الدولي في اتفاق "من شأنه أن يسمح بمساعدات خارجية أخرى".
لكنه أضاف أنه لا يتوقع تقديم أموال صندوق النقد الدولي قبل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في 27 مارس/ آذار من العام المقبل، وبعد ذلك سيتم تشكيل حكومة جديدة.
أزمة تحقيق انفجار المرفأ
وتصاعدت أزمة التحقيق في انفجار المرفأ حيث ضغط "حزب الله" وحليفته حركة أمل للمطالبة بإقالة المحقق العدلي الذي اتهماه بالتحيز والتسييس. وتطورت مظاهرة احتجاجية لهما في بيروت إلى اشتباكات مسلحة استعادت شبح الحرب الأهلية.
وقال سلام: "لا شك أن الأحداث الأمنية والظروف المحيطة بقضية المرفأ والتحقيق والقاضي بيطار أخرتنا أسبوعين. كل يوم يمر هو في غاية الأهمية".
وتابع: "نأمل بقيادة الرئيس نجيب ميقاتي أن نعود للعمل في مجلس الوزراء وأن نفعّل أجندة عملنا التي كان من المفترض أن يتم البت فيها خلال الجلسة التي تغيّرت أجندتها وتأجلت وأن نستكملها".