الأربعاء 27 مارس / مارس 2024

ارتفاع أسعار النفط.. نعمة لدول عربية ونقمة على أخرى

ارتفاع أسعار النفط.. نعمة لدول عربية ونقمة على أخرى

Changed

مكن ثبات برميل النفط فوق 80 دولارًا البلدان العربية المنتجة للخام من تحسين تصنيفها الائتماني وتقليص العبء على حساباتها الجارية.

أدى استمرار صعود أسعار النفط في الأسواق العالمية إلى رفع التصنيف الائتماني لبلدان عربية عدة منتجة للخام، حيث أسهم صعود برميل النفط فوق حاجز 80 دولارًا في تحسين التدفقات النقدية لهذه لدول، والذي يمثل الخام حجر الراحة في حساب ميزانياتها.

وكان النفط "كلمة السر" في تحسن تصنيف دول عربية منتجة له، فهو يلعب مع ميزانياتها "لعبة الأرجوحة"، فمرة يجلب لها الفوائد ومرة أخرى يدعها تصارع العجز المالي.

وفعلت أسعار النفط الملتهبة حسنًا مع دول عربية عانت في العام الأول من عمر كورونا، فثبات برميل النفط فوق الـ80 دولارًا مكّن تلك البلدان من تحسين تصنيفها الائتماني، وهو الأمر الذي ساعدها على خفض تكاليف الاقتراض وتقليص العبء على حساباتها الجارية.

رفع تصنيف دول عربية

ورفعت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني نظرتها المستقبلية لاقتصاد السعودية، صاحبة الاقتصاد العربي الأكبر، حيث منحتها نظرة مستقرة بدلًا من سلبية، وهو أمر متوقع مع صعود أسعار النفط الذي يدعم عوائد البلاد. وتنتج السعودية نحو 9 ملايين برميل نفط يوميًا.

أما سلطنة عُمان، الدولة التي تنتج أقل من مليون برميل نفط يوميًا، فقررت "موديز" أيضًا تعديل نظرتها المستقبلية لاقتصادها من سلبية إلى مستقرة، وهي خطوة تقلل من الضغوط على الحسابات المالية للسلطنة.

إلا أن صعود النفط لم يأت بخير على دول أخرى، فتونس المستوردة للخام والتي تعيش على وقع مخاض سياسي، يتعرض تصنيفها السيادي للتراجع على يد موديز، والتي أعطت اقتصاد البلاد "نظرة سلبية".

ويستمر النفط في هيمنته في حساباته على غالبية الاقتصادات العربية مصدرة أو مستوردة، حيث تترشح تلك الهيمنة في الاستمرار لسنوات مقبلة بانتظار تمكن هذه الاقتصادات من التحرر من قبضة الخام والاعتماد على خيارات وبدائل أكثر تنوعًا.

النفط لعب دورًا في رفع تصنيف السعودية

ويرى الباحث الاقتصادي في شؤون النفط والطاقة عامر الشوبكي أنّ ارتفاع أسعار النفط هو السبب الرئيس وراء رفع موديز لتصنيف السعودية الائتماني.

ويوضح الشوبكي في حديث إلى "العربي" من عمّان، أنّ السعودية عملت على تحسين إيراداتها غير النفطية عبر موقعها الاستثماري وعن طريق ذراعها في صندوق الاستثمارات السعودي.

ويلفت إلى أن السعودية حاولت تقليل اعتمادها أكثر فأكثر على إيراداتها النفطية، حيث شكلت إيراداتها النفطية 50% من مجموع الإيرادات، فيما جاءت إيرادات غير نفطية عبر فرض الضريبة المضافة على بعض السلع أو عن طريق الاستثمارات في الصندوق السيادي السعودي.

استقرار العراق يؤثر على تصنيفه

وبالنسبة إلى العراق، فيعتبر الباحث الاقتصادي أن هذا البلد يختلف وضعه عن باقي البلدان النفطية الأخرى، نظرًا لوجود بعض المآخذ على الاقتصاد العراقي على خلفية "عدم الاستقرار السياسي وتعمق أزمة الفساد وعدم بحث العراق عن أساليب أخرى للإيرادات".

ويؤكد عامر الشوبكي أن "عدم الاستقرار السياسي هو الذي يبقي العراق عند تصنيف موديز الحالي "CAA1"، وهذا الأمر الذي لا ينسحب على باقي الدول النفطية".

صعوبات على بلدان عربية

ويتوقع الشوبكي أن ترفع مؤشرات التصنيف الأخرى خلافًا لموديز التصنيف الائتماني لباقي دول الخليج في الأيام والأسابيع المقبلة نظرًا لاستمرار أسعار النفط فوق الـ80 دولارًا للبرميل.

ويرى أن الصين هي من البلدان المتضررة على مستوى العالم من ارتفاع أسعار النفط "كونها أكبر مستورد".

كما يلفت إلى أن هنالك بعض البلدان العربية ستكون متضررة مثل مصر والسودان وتونس وسوريا والأردن والمغرب حيث تعاني تلك البلدان من أسعار النفط المرتفعة ووجود ضغوط على اقتصادياتها والقدرة الشرائية لمواطنيها.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close