السبت 20 أبريل / أبريل 2024

اكتشاف 756 قطعة أثرية في البصرة.. من يحمي كنور العراق؟

اكتشاف 756 قطعة أثرية في البصرة.. من يحمي كنور العراق؟

Changed

"العربي" يلقي الضوء على أهمية الاكتشاف الأثري الجديد في العراق (الصورة: وسائل إعلام محلية)
عثر علماء آثار في العراق على مئات القطع القديمة في محافظة البصرة، في وقت تعاني المواقع الأثرية في البلاد من التدمير والسرقة جراء الحروب والأزمات.

نجحت فرق التنقيب في العراق، بالعثور على 756 قطعة أثرية في محافظة البصرة جنوبي البلاد، بحسب دائرة التنقيبات التابعة لوزارة الثقافة العراقية.

ووفق الدائرة، فإن المواقع الأثرية في العراق تعرّضت للتدمير والسرقة، فضلًا عن الإهمال الكبير خلال الحروب في السنوات الماضية.

آثار البصرة الجديدة

أما الآثار الجديدة التي اكتشفت في البصرة، فهي أطلال من المداميك يعود تاريخ بنائها إلى الفترات الإسلامية، بالإضافة إلى مسكوكات فضية تعود إلى العصر الراشدي، والأموي والعباسي.

وعثر علماء الآثار أيضًا، على أدوات منزلية مصنوعة من الفخار، والفخار المزجج، والنحاس، والحجر، والعاج. 

ويبلغ عدد المواقع الأثرية في العراق أكثر من 12 ألف موقعٍ، وتضم آثارًا تعود إلى حقبات زمنية مختلفة.

ويضم العراق، 6 مواقع أثرية معلنة على لائحة "اليونسكو"، وهي: قلعة أربيل، والحضر، وبوابة أشور، وملوية سمراء، وآثار بابل.

آثار من حضارات مختلفة

وفيما يخصّ الآثار الجديدة في البصرة، يعتبر حيدر فرحان رئيس جمعية الآثاريين العراقيين هذه الاكتشافات نادرة ومهمة جدًا، ليس فقط لأهمية القطع التي عثر عليها، بل لأنها تشمل 3 أدوار حضارية تاريخية، تبدأ من الحضارة الساسانية قبل الإسلام وصولًا إلى الحضارة الراشدية، ثمّ الأموية وبعدها العباسية.

موقع اكتشاف آثار البصرة – وسائل إعلام محلية
موقع اكتشاف آثار البصرة – وسائل إعلام محلية

وبالتالي، يدلّ موقع الاكتشافات على أنه من المستوطنات المهمّة التي استمرّت فيها الحياة منذ فترات ما قبل الإسلام، وصولًا إلى وقتنا الحالي، وفق فرحان.

كذلك، يشير فرحان إلى أن تنوع القطع الأثرية المكتشفة في البصرة، يعتبر كنزًا حقيقيًا متعدد الوظائف والطبيعة.

أين عثر على كنز البصرة الأثري؟

ويكشف رئيس جمعية الآثاريين العراقيين لـ"العربي"، أن الموقع الذي عثر فيه على الآثار هو جزء من مدينة البصرة القديمة، وهي المدينة التي تأسست في زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب سنة 14 للهجرة.

وتعتبر هذه المنطقة أوّل مدينة عربية أُسّست خارج حدود الجزيرة العربية بعد المدينة المنوّرة، ما يعكس تميّز تاريخ هذه المدينة في الحضارة العربية الإسلامية، بحسب فرحان.

في المقابل، يتأسّف فرحان لكون الكنز الأثري المكتشف حديثًا يقع ضمن منطقة تصنف حاليًا بالاستثمارية، وهو ما يراه أمرًا يضر بشكل كبير المواقع الأثرية العراقية بشكل عام وفي البصرة بشكل خاص بسبب التمدد العمراني والحركة الصناعية والاستثمارية.

من يحمي آثار العراق؟

ويلفت رئيس جمعية الآثاريين إلى أن قانون الآثار العراقي رقم 55 لسنة 2002، يضم عددًا كبيرًا من المواد والفقرات التي تمنع الاستثمار أو الامتداد العمراني إلى المناطق الأثرية، ولا سيما المناطق ذات الأهمية الإستراتيجية ومنها البصرة.

رغم ذلك، يؤكّد حيدر فرحان أن عدم الالتزام بنصوص هذه القوانين، فسح المجال للعبث في المواقع الأثرية وضياع الكثير من صفحات التاريخ المشرق للعراق.

ويضيف فرحان: "عبر التاريخ مرّت أجيال مختلفة أقامت في مناطق متعددة من العراق، ولعّل مدينة البصرة من المدن التي أخذت أدورًا حضارية مختلفة منذ فجر السلالات بحدود 4000 سنة قبل الميلاد وصولًا إلى الفترات ما قبل الإسلام، واستمرت فيها الحياة حتى يومنا هذا".

ولم تنقطع الحضارات ومجتمعات السكن يومًا عن البصرة، نظرًا لما تتمتع به هذه المدينة والمناطق المجاورة من وسائل لاستمرارية العيش، مثل المياه، والأراضي الخصبة، والمناخ المناسب للعيش، بحسب رئيس جمعية الآثاريين العراقيين.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close