أصبحت طوابير الخبر في لبنان عنوانًا جديدًا لأزمة اقتصادية ومعيشية متواصلة منذ ثلاث سنوات.
فلساعات طويلة، يقف مواطنون بالعشرات أمام الأفران على مساحة لبنان بحثًا عن رغيف، بسبب أزمة شح الطحين المدفوعة بنقص التمويل. ويعطل البعض أشغالهم للحصول على ربطة الخبز.
وأزمة الخبز في لبنان ليست جديدة، فهي كما كل القطاعات في هذا البلد، تأثرت بانهيار الليرة وعدم قدرة مصرف لبنان على دعم استيراد الطحين بالعملة الصعبة، لكنها تفاقمت هذا الصيف مع وصول عدد كبير من السياح.
رغيف الخبز مهدد في #لبنان.. غضب شعبي عقب توقف عدد كبير من المخابز عن الإنتاج تقرير: علي رباح pic.twitter.com/1uFBxftRE1
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 27, 2022
وقال أمين سر نقابة أصحاب الأفران ناصر سرور في حديث إلى "العربي": "إن 4191 طنًا من الطحين لم تسلمها المطاحن للأفران في شهر يونيو/ حزيران الفائت".
كما أوضح أن هناك عوامل أخرى فاقمت الأزمة، منها أعداد السياح الذين قدموا منذ يونيو/ حزيران الفائت، ووصلت أعدادهم إلى 800 ألف سائح يحتاجون ما يصل إلى 9000 طن من الطحين.
عراك بالأيدي والعصي جراء التدافع عند أحد طوابير الخبز في #لبنان، بعد توقف كثير من الأفران جراء نفاد الطحين pic.twitter.com/Nbcg3TMMxj
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 27, 2022
وعلى أرض الواقع، طوابير أمام أفران الخبز وإشكالات وثقتها عدسات كاميرات الهواتف، بالتزامن مع جلسة برلمانية تشريعية أقرّت قرضًا دوليًا بقيمة 150 مليون دولار لمد لبنان بالقمح.
ويؤمن هذا القرض الخبز لشهور مقبلة. وقال وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام: "إن هذا القرض أعطى ملاءة مالية للبنان لكي نغطي حاجتنا من 6 إلى 9 أشهر مقبلة ونؤمن مادة القمح"، نافيًا الكلام عن غياب الاستمرارية بعد انقضاء هذه المدة.
ويبدو أن الجميع يعمل على تجنب الانفجار الاجتماعي، أملًا باتفاق محتمل مع صندوق النقد قد يضع لبنان على سكة الحلول.