الثلاثاء 16 أبريل / أبريل 2024

الأزمة متواصلة في العراق.. أنصار الصدر يستعدون لاعتصام طويل في البرلمان

الأزمة متواصلة في العراق.. أنصار الصدر يستعدون لاعتصام طويل في البرلمان

Changed

كاميرا "العربي" ترصد اعتصام أنصار التيار الصدري داخل مبنى البرلمان (الصورة: رويترز)
يصرّ أنصار التيار الصدري في العراق على تنفيذ كامل مطالبهم لإنهاء اعتصامهم الذي بدأوه أمس السبت داخل مقر البرلمان.

لجأ أنصار التيار الصدري اليوم الأحد إلى نصب الخيام داخل مقر البرلمان العراقي استعدادًا للدخول في اعتصام مفتوح داخله، حتى تنفيذ كامل مطالبهم.

جاء ذلك فيما يتزايد القلق الدولي من تصاعد حدة الأزمة السياسية في العراق وسط تعالي الأصوات المحلية والغربية الداعية إلى "ضبط النفس" واللجوء إلى الحوار السياسي.

وكان أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد اقتحموا أمس السبت مقر البرلمان في المنطقة الخضراء شديدة التحصين ببغداد للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، وسط حالة من الجمود تصيب المشهد السياسي العراقي ومخاوف من اندلاع صدام أوسع.

اعتصام مفتوح 

وقال عضو في فريق الصدر السياسي، طلب عدم نشر اسمه لأنه ليس مخولًا بالتصريح لوسائل الإعلام، لوكالة "رويترز" في محادثة هاتفية: إنّ الاعتصام مفتوح لحين تلبية مطالبهم، وهي كثيرة.

وتابع أن التيار الصدري يطالب بحل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة واستبدال القضاة الاتحاديين.

وإذا ما جرى حل البرلمان بعد انسحاب الكتلة الصدرية المتصدرة لنتائج الانتخابات الأخيرة منه، فإن ذلك يعني قطع الطريق أمام السير نحو تسمية وزير العمل السابق، محمد شياع السوداني، المقرب من زعيم ائتلاف "دولة القانون" نوري المالكي، لقيادة حكومة جديدة، والذي يرفض الصدر تولي السوداني لها.

وفاز التيار الصدري بأكبر عدد من الأصوات في انتخابات أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي وأصبح أكبر حزب في البرلمان، إذ شكل نحو ربع أعضائه البالغ عددهم 329.

وتكبدت الأحزاب السياسية الشيعية الأخرى خسائر فادحة في الانتخابات، باستثناء رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، خصم الصدر اللدود.

وفشل الصدر في تشكيل حكومة خالية من تلك الأحزاب، غير أن المعارضة في البرلمان وأحكام محاكم اتحادية منعته من اختيار رئيس ورئيس وزراء.

وسحب الصدر نوابه من البرلمان واستخدم منذ ذلك الحين أنصاره، في ممارسة الضغوط السياسية من خلال احتجاجات الشوارع.

فتح قنوات للحوار

ومن داخل مقر البرلمان العراقي، رصد مراسل "العربي" شفيق عبد الجبار الأجواء المصاحبة لاحتجاجات أنصار التيار الصدري، حيث شرح بأنّ الرواق الرئيس للبرلمان يتزايد فيه توافد المحتجون في الطابق الأول.

وأضاف المراسل، أن المحتجين في الطابق الأرضي يرفعون شعارات تندد بالعملية والطبقة السياسية، وتطالب بإفشال العملية السياسية وإجراء انتخابات مبكرة مع حل البرلمان.

ولفت المراسل، إلى أن الطعام والماء يوزع مجانًا لعموم المحتجين، وخاصة أن اليوم الأحد هو يوم عطلة رسمية في العراق.

وأشار إلى أن أنصار التيار الصدري بخطوتهم هذه ألقوا الكرة بملعب قوى "الإطار التنسيقي"، التي تسعى إلى فتح منافذ للحوار مع الصدر.

ويمثل هذا الجمود أكبر أزمة في العراق منذ سنوات. ففي عام 2017، هزمت القوات العراقية إلى جانب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ودعم عسكري إيراني تنظيم "الدولة" الذي سيطر على ثلث البلاد.

وبعد ذلك بعامين، نزل العراقيون الذين يعانون من نقص الوظائف والخدمات إلى الشوارع مطالبين بوضع حد للفساد وإجراء انتخابات جديدة والإطاحة بجميع الأحزاب، وخاصة الجماعات الشيعية القوية، التي تحكم البلاد منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وأطاح بصدام حسين عام 2003.

وقتلت القوات الحكومية والفصائل الشيعية المسلحة مئات المحتجين بالرصاص. ويواصل الصدر ركوب موجة المعارضة الشعبية لخصومه المدعومين من إيران، قائلًا: إنهم فاسدون ويخدمون مصالح طهران وليس بغداد.

وفي وقت سابق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأحد، الأطراف العراقية إلى "التهدئة والارتقاء فوق خلافاتهم وتجنب العنف وضمان حماية المتظاهرين"، وفق بيان أصدره فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام الأممي.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close