Skip to main content

الأسير المحرر باسم خندقجي.. كيف حوّل الأدب إلى مقاومة داخل المعتقل؟

الخميس 16 أكتوبر 2025
وُلد باسم خندقجي في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة عام 1983

أكد الأسير المحرر والروائي الفلسطيني باسم خندقجي، الذي أمضى 21 عامًا في سجون الاحتلال، أنه خرج من المعتقل وعمره 42 عامًا، مشيرًا إلى أن الكتابة داخل السجن كانت فعلًا للتحرر والمقاومة وتجسيدًا للإرادة.

وبعد 21 عامًا خلف قضبان سجون الاحتلال، خرج الروائي الفلسطيني باسم خندقجي إلى الحرية حاملًا معه تجربة نادرة جمعت بين معاناة الأسر وألق الإبداع، إذ فاز عام 2024 بالجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" عن روايته "قناع بلون السماء".

وأفرج عن خندقجي وهو بين المبعدين إلى مصر، الإثنين، ضمن صفقة التبادل بين حماس وإسرائيل، في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

تجربة الأسير المحرر باسم خندقجي

وفي حديثه للتلفزيون العربي من القاهرة، أوضح خندقجي أن اختيار الأسير الفلسطيني لأن يكون كاتبًا داخل المعتقل يجعله هو وكلماته عرضة للملاحقة من قبل السجان الإسرائيلي.

وأضاف خندقجي أن الكلمات تصبح ملاذًا وفكرة يتسلح بها الأسير الكاتب لمواجهة سجانه وعدوه، وتُظهر له مدى إنسانيته. فالكتابة، بحسب وصفه، تتحول إلى صيرورة متكاملة: صيرورة للأمل، للحياة، ولتأكيد الإنسانية، وتغدو الرواية وطنًا يحيا به الأسير.

وتحدث عن تجربته الشخصية قائلًا: "رغم تواضع تجربتي الروائية داخل السجن، إلا أنها كانت بمثابة وطن نابض بالأمل والحياة، وعبّرت عن هويتي الثقافية واشتباكي كمثقف منتمي مع العدو الصهيوني، وفي الوقت ذاته مع شعبي الفلسطيني، الذي حاولت أن أنقل قضيته وتجلياتها عبر الرواية".

وأشار خندقجي إلى أن العديد من الأسرى تعرضوا للمضايقات وسياسات التنكيل، لافتًا إلى أنه عوقب مرارًا بسبب الكتابة، خاصة خلال العامين الأخيرين أثناء الحرب على غزة. وقال: "تم حرماني من الأقلام والدفاتر والكتب، وكنا أنا ورفاقي الأسرى نتعرض يوميًا لسياسات تهدف إلى تفكيك إنسانية الأسير الفلسطيني، من تجويع وضرب وتنكيل، والأخطر من ذلك محاولات اختراق الوعي الفلسطيني واستبداله بوعي استعماري خاضع".

ورغم تلك الظروف، أشار إلى أنه كتب رواية كاملة في ذهنه عن صديقه الأسير الشهيد وليد دقة، الذي تمنى أن يُحرر جثمانه من ثلاجات الاحتلال الباردة، وذلك بعد فوزه بجائزة البوكر للرواية العربية، والتي كانت سببًا في عزله ومصادرة أدواته وتعريضه للضرب.

وعن فوزه بالجائزة، قال خندقجي إن هذا الإنجاز تحوّل في ظل الحرب الإسرائيلية على غزة من مجرد فوز إلى انتصار، إذ أهدى روايته إلى غزة وشهدائها وصمودها.

وأضاف أنه علم بفوزه بالجائزة عندما اقتحم الاحتلال زنزانته واقتاده للتحقيق، حيث لاحظ في أعين المحققين ارتباكًا وغضبًا من تأثير كلماته، حتى أنه قال لهم: "لو كنت أعلم أن كلماتي تؤثر بكم إلى هذا الحد، لكتبت عشرات الكتب".

واختتم حديثه بالإشارة إلى أن ما بعد الفوز بالجائزة شهد مزيدًا من المضايقات والاعتداءات داخل المعتقل، لأن الاحتلال أدرك أنه فشل في تفكيك إنسانيته ومحو ملامحه وهويته.

من هو باسم خندقجي؟

وُلد خندقجي في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة عام 1983، ودرس الصحافة والإعلام في جامعة النجاح الوطنية، قبل أن يعتقل في عامه الدراسي الأخير ما حال دون إكماله للجامعة.

واُعتقل في نوفمبر/ تشرين الثاني 2004، بعد عملية تفجير استهدفت سوق الكرمل في تل أبيب في الأول من الشهر نفسه، أسفرت عن مقتل 3 إسرائيليين وجرح أكثر من 50 آخرين.

واتهمته إسرائيل بالمشاركة في هذه العملية التي تبنتها حركة فتح في حينه، وحكمت عليه بالسجن ثلاثة مؤبدات، إضافة إلى غرامة مالية قيمتها 11.6 مليون دولار كتعويض.

الأسير المحرر باسم خندقجي - وسائل التواصل

وخلال فترة اعتقاله، التحق خندقجي بجامعة القدس المفتوحة، وحصل منها على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية.

وفي بداية مشواره السياسي، التحق خندقجي بحزب الشعب الفلسطيني (اشتراكي)، الذي تأسس في 10 فبراير/ شباط 1982.

وبرز خندقجي خلال سنوات اعتقاله كأحد أبرز الأصوات في الأدبية والثقافية خاصة في "أدب السجون"، إذ ألف روايات ودواوين شعرية وكتب مجموعة مقالات يعكس بعضها تجربة الأسر والحياة خلف دخل السجون.

ومن أبرز مؤلفاته، "مسودات عاشق وطن، وهكذا تحتضر الإنسانية" وهما كتابان يضمان عدة مقالات، إضافة لدواوين شعرية منها "طرق على جدران المكان" و "شبق الورد أكليل العدم".

وأما أبرز رواياته فهي، "مسك الكفاية"، و"سيرة سيدة الظلال الحرة"، و"نرجس العزلة"، و"خسوف بدر الدين".

وفي أبريل/ نيسان 2024 وخلال فترة اعتقاله، حصل خندقجي على جائزة "البوكر" عن روايته "قناع بلون السماء" الصادرة عن دار الآداب سنة 2022. 

المصادر:
التلفزيون العربي - وكالات
شارك القصة