السبت 20 أبريل / أبريل 2024

الأطعمة المعدلة وراثيًا.. بين المخاوف الصحية وقلق الأمن الغذائي

الأطعمة المعدلة وراثيًا.. بين المخاوف الصحية وقلق الأمن الغذائي

Changed

حلقة من أرشيف برنامج "جدل" تلقي الضوء على المخاطر المحتملة للأغذية المعدلة وراثيًا على البيئة والصحة العامة (الصورة: غيتي)
رغم المخاطر والتحذيرات، لجأت الدول إلى اعتماد وتشريع الأغذية المعدلة وراثيًا لمواجهة أزمة الأمن الغذائي، فهل تُصبح هذه التقنية أكثر شيوعًا في المستقبل؟

لجأت بعض الدول، في ظل التركيز العالمي على الأمن الغذائي، نحو تشريع قوانين ترخّص للشركات تصنيع وتسويق الأطعمة المعدلة وراثيًا.

وتحتوي تلك الأغذية على جينات نباتية أو حيوانية وضعت داخل شفراتها الوراثية، وقد طُرحت في الأسواق أول مرة عام 1996، بحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.

تقنية الأطعمة المعدلة وراثيًا

ولتعديل حيوان أو نبات أو كائن وراثيًا، يستخدم العلماء عملية الهندسة الوراثية، والتي تسمى أيضًا التكنولوجيا الحيوية الحديثة أو تكنولوجيا الجينات.

عبر هذه التقنية، يحدد الباحثون أولًا السمة التي يريدون أن يمتلكها الكائن المعدل، مثل القدرة على مقاومة الحشرات.

بعد ذلك، يتم اختيار الكائن الذي يتمتع بهذه الصفة، ثم يُنسخ الجين الخاص به، قبل أن يتم إدخاله في الحيوان أو النبات المراد تعديله.

فوائد تعديل الأطعمة وراثيًا

وبحسب موقع "ويب أم دي"، تُستخدم معظم الكائنات المعدلة وراثيًا في الولايات المتحدة لإطعام الحيوانات.

وتتم هذه العملية لمساعدة المحاصيل على مقاومة الأمراض والمبيدات، والتي تستخدم لمكافحة الأعشاب الضارة أو غيرها من النباتات التي يمكن أن تؤثر سلبًا على عملية النمو.

ويمكن أن يؤدي استخدام الأطعمة المعدلة وراثيًا إلى خفض أسعار المواد الغذائية، حيث يحسّن من كمية المحاصيل، مما قد يعزز الموثوقية خلال مواسم النمو غير المؤكدة.

وفي بعض الحالات، يؤدي تعديل الأطعمة إلى تحسين قيمتها الغذائية؛ فمثًلا، إنتاج فول الصويا المعدل وراثيًا يعتمد على زيوت صحية لا تحتوي على دهون متحولة ضارة.

كما ساهمت إضافة البيتا كاروتين إلى الأرز، في منع العمى لدى الأطفال في البلدان النامية، بحسب موقع "ويب أم دي".

وفي المستقبل، يمكن استخدام الهندسة الحيوية لإزالة المواد المسببة للحساسية من بعض الطعمة، أو تغيير بعض عناصرها الغذائية أو تحسين الكفاءة في عملية الإنتاج.

بالإضافة إلى ذلك، يعمل العلماء على إنتاج لحوم معدلة وراثيًا، حيث بدأ تصنيع سمك السلمون عبر هذه الطريقة.

أضرار صحية وبيئية محتملة

في هذا السياق، أكدت إدارة الغذاء والدواء الأميركية ومنظمة الصحة العالمية، أن الأطعمة المعدلة وراثيًا، والموجودة في السوق، آمنة للاستخدام.

في المقابل، تعارض منظمات وجمعيات أوروبية تسويق هذه الأغذية، مطالبة بحظرها لأنها مضرة بالبيئة، وتسبب مشكلات صحية للمستهلكين.

وقال منتقدو هذه الأطعمة إنها يمكن أن تسبب حساسية لدى الإنسان، وأن تجعل البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية الموجودة، إضافة لإمكانية أن تكون سامة.

كما حذرت تقارير عدة من مخاطر تعديل الأغذية جينيًا على الصحة والبيئة.

أسلحة دمار شامل؟

وكانت دراسات أميركية سابقة قد شبّهت البذور المعدلة وراثيًا بأسلحة الدمار الشامل، واعتبرتها نوعًا من أنواع الأسلحة البيولوجية التي تستخدم للهيمنة على مصادر الغذاء، علمًا أن شركات متعددة الجنسيات تحتكر إنتاج البذور المعدلة وتسويقها.

وكان الخبير بالأمن الغذائي والطوارئ فاضل الزغبي قد أكد في حديث سابق إلى "العربي"، أن الطفرات الوراثية ليست وليدة اللحظة، بل هي موجودة منذ الأزل، لكنها كانت تتم بفعل عوامل خارجية.

وقال في حديثه من عمّان: "إن القمح اليوم ليس شبيهًا بذلك المستخدم عند الرومان مثلًا، والأمر شبيه بالنسبة لباقي المواد الحيوانية أيضًا، لكن العملية كانت تأخذ وقتًا طويلًا وتحصل بشكل طبيعي".

ولفت الزغبي إلى أن ما يحصل الآن طفرات وراثية مسيطر عليها ومدروسة المخاطر، مؤكدًا على فوائدها الصحية.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close