انخفض منسوب المياه في بحيرة القرعون بشكل كبير، ما انعكس سلبًا على منطقة البقاع الغربي شرق لبنان التي تعتمد على الزراعة.
وتؤثر المأساة على الواقع البيئي وعلى إنتاجية معامل توليد الطاقة.
وتُعتبر بحيرة القرعون كبرى البحيرات الاصطناعية في لبنان، لكنّها تحوّلت إلى مستنقع حيث احتلّت اليابسة معظم أجزائها، وتجمّعت المياه في دائرة ضيّقة.
واختفت الأعشاب الخضراء التي تُمثّل الغذاء الأساسي للماشية التي تشكّل البحيرة واحدة من محطاتها اليومية.
وقال سامي علوية المدير العام للمصلحة الوطنية لنهر الليطاني، في حديث إلى "التلفزيون العربي": إنّ شحّ المياه في البحيرة يترافق مع تلوّث المياه في لبنان، ما يؤدي إلى تضاعف الأزمة وتفاقم المشاكل الصحية البيئية والنزاعات على المياه بين السكان وخاصّة المزارعين.
شح بحيرة القرعون والتداعيات
وبعدما كانت مياه البحيرة المصدر الأساسي للريّ، يسقي المزارعون محاصيلهم اليوم من مياه الآبار، بينما أُتلفت المحاصيل البعلية بالكامل.
أما المحاصيل الموجودة حاليًا، فمصيرها مرتبط بكميات المياه المخزّنة في الأرض، في ظل شحّ المياه في البحيرة.
جفاف بحيرة القرعون يفاقم ازمة الزراعة في شرق #لبنان تقرير: جويس الحاج خوري@JoyceElHajj pic.twitter.com/TY9XeA3tyD
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 12, 2025
ويتسلّل الجفاف من البحيرة إلى الأراضي الزراعية، وأتلف 20% من المساحات الزراعية المروية، خاصّة وأنّ شحّ المياه بدأ قبل ثلاثة أشهر من موعده المعتاد.
وفي هذا الإطار، قال إبراهيم ترشيشي رئيس تجمّع مزارعي البقاع في حديث إلى "التلفزيون العربي": إنّ الزراعات البعلية كالحمص والعدس والقمح والشعير "أُتلفت بالكامل".
ولا تقتصر أضرار شحّ المياه على الزراعة والبيئة. فلبنان الذي يعاني من أزمة كهرباء منذ عقود، يملك معامل لتوليد الطاقة الكهرومائية يعتمد جزء منها على بحيرة القرعون، إلا أنّ شحّ المياه يُعطّل عملها.
وتوقّف معمل عبد العالم لتوليد الطاقة الكهرومائية عن العمل، بسبب انخفاض منسوب المياه في بحيرة القرعون، جراء تراجع المتساقطات، في وقت يحتاج فيه لبنان إلى ما تيسّر من مصادر للطاقة الكهربائية، يوفّر هدر مزيد من الأموال.