الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

الأمم المتحدة تحذر: الناس سيموتون إذا توقفت المساعدات عبر حدود سوريا

الأمم المتحدة تحذر: الناس سيموتون إذا توقفت المساعدات عبر حدود سوريا

Changed

تقرير لـ"العربي" من سبتمبر 2021 عن تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا (الصورة: الأمم المتحدة)
لوحت روسيا بإمكانية فرض "فيتو" على تفويض يسمح بدخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود السورية، ما دفع بالمنسق الإقليمي المعني بالملف السوري إلى التحذير من التداعيات.

حذّر نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية المعني بالملف السوري بالأمم المتحدة مارك كتس، اليوم الأربعاء، من تداعيات خطيرة قد تلحق بسكان شمال غرب سوريا بحال استخدمت روسيا حق النقض "الفيتو" لمنع تفويض من الأمم المتحدة لدخول المساعدات عبر الحدود.

فقد أشار كتس لوكالة "رويترز" إلى أن العديد ممن يعيشون في هذه المناطق سيعانون من سوء التغذية أو نقص المياه "وقد يموتون" إذا لم يُجدد القرار، مشيرًا إلى أن "عيون العالم تحولت بعيدًا عن سوريا" في وقت تحتاج فيه تحديدًا لمساعدات خارجية.

وكان مجلس الأمن الدولي، قد أصدر تفويضًا بالإجماع يسمح لشاحنات المساعدات بدخول سوريا عبر تركيا لكن التفويض سينتهي يوم 10 يوليو/ تموز، بعد أن مدد القرار العام الفائت لمدة سنة فقط.

وألمحت روسيا، حليفة النظام، إلى أنها قد تعارض تجديد التفويض باستخدام "الفيتو"، مما أثار مخاوف من انقطاع المساعدات عن سوريين يعانون بالأساس من جفاف وانعدام الأمن الغذائي على نحو متزايد.

وأكد كتس أن واحدًا من كل ثلاثة أطفال يعاني من سوء التغذية، ويعتمد الكثيرون على تغذية علاجية ضمن المساعدات التي تصل عبر الحدود.

وتابع نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية المعني بالملف السوري أن "الكثير في المستشفيات ولن يتمكنوا بعد ذلك من الحصول على مساعدات طبية يحتاجونها، وستتأثر كذلك برامج التطعيم"، مشددًا إلى أن المياه التي تُنقل في شاحنات لمئات الآلاف ممن يعيشون في مخيمات نازحين قد لا تصلهم.

موسكو هددت مرارًا بمنع تجديد التفويض

ومنذ أول تفويض من مجلس الأمن الدولي لدخول المساعدات عبر الحدود في 2014، هددت روسيا مرارًا بمنع تجديد التفويض عبر حق النقض وبتعديل صياغته لتقليص العمليات قائلة إنها تنتهك السيادة السورية ووحدة أراضيها وإن المزيد من المساعدات يجب إيصالها من داخل البلاد.

كذلك شدد كتس على أن "الأزمة الآن أسوأ من أي وقت مضى"، فالمخاطر مرتفعة هذا العام بسبب الهجوم العسكري الروسي في أوكرانيا "والتوتر في مجلس الأمن". 

فقد تراجع التمويل للمساعدات مع استنزاف أزمات في أوكرانيا وأفغانستان وإثيوبيا وميانمار واليمن لأموال الإغاثة لدى الدول المانحة، بينما تقول الأمم المتحدة إنها لم تتلق سوى ربع ما تحتاجه لمواصلة عمليات الإغاثة وهو 4.4 مليار دولار.

وبالرغم من دخول دفعات متتالية من المساعدات على مدى العام المنصرم، إلا أن العاملين في المجال الإنساني في شمال غرب سوريا يؤكدون أن الكميات التي تصل لا تكفي لتلبية احتياجات النازحين في ظل عدم وجود حل نهائي للقضية السورية.

وفي سبتمبر/ أيلول الفائت، أكد مدير مكتب منظمة عطاء معاذ بقباش لـ"العربي" أن الاحتياج الغذائي يغطى من قبل المساعدات الإنسانية بنسبة 25% بينما وصلت نسبة العجز حينها إلى 75% في القطاع الغذائي.

 إلا أن هذا العجز يرتفع بشكل يومي مع تدفق مزيد من الأسر النازحة على المنطقة وفي ظل تدهور وضع الاقتصاد السوري وتبعات جائحة كوفيد-19 وارتفاع أسعار الغذاء عالميًا. 

بدوره، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجلس الأمن بتمديد موافقته على تسليم المساعدات من تركيا إلى ملايين الأشخاص المحتاجين في شمال غرب سوريا، متوجهًا إلى المنظمة بالقول: "لا يسعنا التخلي عن شعب سوريا".

المصادر:
العربي - رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close