الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

الأمن التونسي يقمع تظاهرة لأهالي جرجيس.. ماذا بعد تصريحات سعيّد؟

الأمن التونسي يقمع تظاهرة لأهالي جرجيس.. ماذا بعد تصريحات سعيّد؟

Changed

"العربي" يواكب تحركات أهالي مفقودي مركب جرجيس (الصورة: غيتي)
تصدرت مدينة جرجيس التونسية المشهد بعد تظاهرة لأهالي مفقودين في حادثة غرق مركب في المتوسط وسط تصريحات للرئيس سعيد محذرة من استغلال تحركهم.

اعتبر الناشط الحقوقي والمكلف بموضوع الهجرة رمضان بن عمر، في مقابلة مع "العربي"، أن السلطة التونسية أصبحت "مشتبهًا بها" من قبل أهالي المفقودين في حادثة غرق مركب كان يقل مهاجرين غير نظامين أغلبهم من مدينة جرجيس جنوبي شرق تونس.

وفي 21 سبتمبر/ أيلول الماضي، فقد الاتصال بمركب هجرة غير نظامية في البحر المتوسط، كان يحمل 18 شخصًا يحاولون الوصول إلى أوروبا، حيث لا يزال الغموض يكتنف هذه "الفاجعة".

ويشير عضو المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية إلى أن الأحداث التي رافقت فاجعة المركب جعلت أهالي المفقودين في شك حول وجود "جريمة ما" تحاول السلطات التغطية عليها "عبر الصمت والهروب من تحمل المسؤولية"، وفق تعبيره.

"قمع وإنكار"

وفرقت قوات الأمن التونسية، المسيرة الاحتجاجية التي أقيمت في مدينة جرجيس يوم أمس، احتجاجًا على عدم جدية الدولة إزاء ملف القارب المفقود. ونظم أفراد من الأمن التونسي حزام أمني على بعد قرابة الكيلومتر من الطريق الرومانية بجزيرة جربة، حيث كان الرئيس قيس سعيّد يترأس القمة الفرنكفونية. 

وقمعت السلطات الأمنية المتظاهرين، بالغاز المسيل للدموع. كما جرى اعتقال عدد من الناشطين، الأمر الذي علق عليه الرئيس سعيّد بالقول في إحدى تصريحاته لوسائل الإعلام المحلية: "صبرًا قليلًا يا أهل جرجيس فإن الحقيقة آتية"، مشيرًا إلى أن هناك من يريد "استغلال فاجعة جرجيس لمآرب أخرى والمتاجرة بمصائب وأحزان المواطنين".  

بدروه، رأى بن عمر أن تصريح سعيّد هو بمثابة "إنكار" لحقيقة الأزمة بكل تفاصيلها، مذكّرًا بأن أداء الرئيس في قضايا سابقة مشابهة كرس سياسة الإفلات من العقاب، وبالتالي فإن دعوته اليوم هي "غير جدية"، وفق تعبيره. 

"نضال سلمي"

ويبين الناشط الحقوقي رمضان بن عمر أنّ أهالي جرجيس قدموا مثالاً واضحًا في النضال السلمي طيلة الشهرين الماضيين، إضافة إلى أنهم كانوا منفتحين على الحوار مع السلطات.

ويؤكد أن الأهالي يريدون من وراء هذا الحوار أن يكون كاشفًا لحقيقة ما جرى لمركب المفقودين والأحداث التي تلت الكارثة، ولا سيما بعد مسارعة السلطات إلى دفن الجثث التي تم العثور عليها دون احترام للترتيبات وإعلام عائلات الضحايا.

وجرى انتشال 14 جثة فقط من البحر، وتم التأكد من هويات 6 ممن كانوا على متن القارب.

ورأى الحقوقي التونسي أن السلطة تعاملت بمنطق "الاستعلاء والتجاهل" لمطالب أهالي جرجيس، باستثناء بعض التصريحات الخجولة التي بقيت في سياق عام، من دون مواكبة الأزمة ميدانيًا. 

ومنذ نحو شهر ونصف، تشهد جرجيس حالة احتقان، خاصة بعد اتهام الأهالي للسلطات بالتراخي في البحث عن أبنائهم المفقودين في البحر، إضافة إلى دفن 4 جثث في مقبرة حدائق إفريقيا (مخصصة لدفن الجثث مجهولة الهوية) من دون التثبت من هوياتهم.

ويقول بن عمر في مداخلته مع "العربي"، إن أهالي جرجيس دُفعوا دفعًا لتصعيد احتجاجاتهم، واختيار منحى التوجه إلى جزيرة جربة لملاقاة المسؤولين الفعليين الذين رفضوا الحوار معهم.

يذكر أن عدد المفقودين في البحر المتوسط منذ بداية العام الجاري، بلغ نحو 544 شخصًا، وفقًا لأرقام المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close