الأمن الغذائي في خطر.. تطرف الطقس يرفع أسعار هذه الأصناف

يُتوقع أن تؤدي الأحداث المناخية المتطرفة إلى تقلب أسعار المواد الغذائية طوال عام 2025، بعد أن ارتفعت أسعار الكاكاو والقهوة بأكثر من الضعف خلال العام الماضي، وفق ما نقلته صحيفة "الغارديان". 

فقد رصدت الأبحاث التي أجرتها شركة "إنفيرتو" الاستشارية ارتفاعات حادة في أسعار عدد من السلع الغذائية حتى يناير/ كانون الثاني الماضي، والتي ارتبطت بتقلبات غير متوقعة في الطقس.

وأعلنت العديد من السلطات أن عام 2024 هو العام الأكثر سخونة على الإطلاق. وقالت "إنفيرتو" إن الاتجاه طويل المدى نحو المزيد من الظواهر الجوية المتطرفة سيستمر في التأثير على المحاصيل الإقليمية، مما يتسبب في ارتفاع الأسعار.

ارتفاع أسعار الكاكاو والبن

وقد سجّلت أسعار الكاكاو والبن الارتفاع الأكبر بنسبة 163% و103% على التوالي، بسبب هطول أمطار أعلى من المتوسط وتسجيل درجات حرارة مرتفعة في المناطق المنتجة، وفقًا للبحث.

كما ارتفعت أسعار زيت عباد الشمس بنسبة 56%، بعد أن تسبب الجفاف في ضعف إنتاج المحاصيل في بلغاريا وأوكرانيا، اللتين تأثرتا أيضًا بالهجوم الروسي. 

كذلك، ارتفع سعر عصير البرتقال والزبدة بأكثر من الثلث على أساس سنوي، فيما ارتفع سعر لحم البقر بما يزيد قليلًا عن الربع.

حاجة لتنويع سلاسل التوريد

وتنقل "الغارديان" عن كاثرينا إرفورت، من شركة "إنفيرتو" قولها: "يجب على مصنّعي المواد الغذائية وتجار التجزئة تنويع سلاسل التوريد وإستراتيجيات التوريد الخاصة بهم، لتقليل الاعتماد المفرط على منطقة واحدة متأثرة بفشل المحاصيل".

وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قالت الحكومة البريطانية إن تغيّر المناخ وما يرتبط به من تضخم في أسعار المواد الغذائية يؤدي إلى ارتفاع عدد الأسر الجائعة وسوء التغذية.

وأشار علماء المناخ إلى أن النتائج التي توصلت إليها "إنفيرتو" تتماشى مع توقعاتهم.

وقد ذكر بيت فالون، خبير الأمن الغذائي في مكتب الأرصاد الجوية وجامعة بريستول، أن الظوهر الجوية المتطرفة ستستمر بوتيرة شديدة ومتكررة مع الارتفاع المستمر في درجات الحرارة العالمية"، بحسب "الغارديان". 

الطقس المتطرف يهدّد الأمن الغذائي

برأي فالون أنه غالبًا ما تكون المحاصيل عرضة للطقس المتطرف. ويتوقع الخبير تعرض الإنتاج الزراعي العالمي وسلاسل التوريد لصدمات مستمرة تغذي في نهاية المطاف المخاوف المتعلقة بالأمن الغذائي.  

كما تنقل الصحيفة عن ماكس كوتز، من معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ، أن درجات الحرارة القصوى تؤثر بالفعل بشكل مباشر على أسعار المواد الغذائية حسب ما أظهرت البيانات. 

ويضيف كوتز أن العام الماضي "أظهر العديد من الأمثلة على هذه الظاهرة التي تحدث في الوقت الحقيقي، حيث أدت الحرارة الشديدة في جميع أنحاء شرق آسيا إلى زيادات كبيرة في أسعار الأرز في اليابان والخضروات في الصين".

كما أدّت الحرارة الشديدة والجفاف في بلدان غرب إفريقيا المنتجة للكاكاو والمناطق المنتجة للبن في البرازيل وفيتنام إلى زيادات قوية في الأسعار.

وما لم يتم خفض انبعاثات الغازات الدفيئة فعليًا، فستستمر موجات الحرارة والجفاف الشديدة في التزايد في جميع أنحاء العالم، مما يسبب مشاكل أكبر للزراعة وأسعار المواد الغذائية من تلك التي نواجهها حاليًا.