قد تبدو عبارة "الإجازة الزوجية" مفاجئة لكثيرين، لكنّها بدأت تلقى رواجًا في صفوف بعض الأزواج، رغم التفاوت في الآراء حولها، بين مؤيّد ومُعارضٍ لها.
وتُعَدّ الإجازة الزوجيّة بمثابة ابتعاد مؤقت بين الزوجين، ليس لخلاف أو إشكال، وإنما بالتنسيق والاتفاق فيما بين الزوجين. ويعتبرها البعض خطوة مهمّة لكسر الروتين الذي قد تقع فيه العلاقة الزوجية، فيما يحذر البعض الآخر من أضرارها على العلاقة، باعتبارها قد تفتح الباب للخيانة الزوجية.
ما هي أهمية الإجازة الزوجية؟
توضح الخبيرة في العلاقات الزوجية والأسرية كارلا كشيشيان واكيم أهمية هذه الإجازة للثنائي، بحيث تشكّل فرصة ليعيد كل من الزوجين شحذ طاقته وليشتاق لشريكه من وقت إلى آخر.
وتقول في حديث إلى "العربي": "الإجازة الزوجية ليست الحل في حال وجود مشاكل بين الزوجين، بل عليهما الحصول على مساعدة من متخصص في هذه الحالة".
ما هي شروط الإجازة الزوجية؟
يضع الزوجان لإجازتهما شروطًا خاصة إذ قد يتخللها اتصالات هاتفية بين الإثنين. ويحتاج كل شخص إلى مساحة خاصة من وقت إلى آخر، تساعده على فهم الآخر بطريقة أفضل.
وتشير كشيشان إلى أهمية احترام وصون كرامة الشريك أثناء الإجازة. فالإجازة يجب أن تكون مدروسة بحيث لا تتضخم مشاعر الحريّة التي تتقلّص حكمًا بعد الارتباط الرسمي.
ما الفرق بين الإجازة الزوجية واحترام الخصوصية؟
من جهته، يرى المتخصص في الأمراض النفسية والجنسية، أنس العويني أنه يجب التفريق بين الإجازات الزوجية واحترام خصوصية كل فرد من الزوجين وسلوكياته الخاصة الفردية.
ويشير، في حديث إلى "العربي" من تونس، إلى أن الإجازات الزوجية "ظاهرة صحية" تساهم في تقليل التوتر بين الزوجين وإعادة مشاعر الاشتياق وتجنّب التعوّد الذي هو ظاهرة طبيعية بين الأزواج.
كما يشدّد على ضرورة الالتزام بشروط الإجازة والاتفاق المبرم بين الزوجين بحيث لا تعود بنتائج عكسية على العلاقة بينهما. ويضيف: "يجب أن لا ينسى الزوجان أن الهدف من هذه الإجازة إصلاح العلاقة وتحريك المشاعر وتغيير الذات وإعادة النظر بشكل إيجابي للشريك".
كما يرى العويني أن هناك مساوئ للإجازة الزوجية، إذ في بعض العلاقات يكتشف الزوج أو الزوجة بعد الإجازة أن حياته أفضل دون شريكه، وأكثر راحة دون مسؤولية، فتكون نتيجة هذة الإجازة هي الانفصال.