يعد الإدمان أحد أسوأ الآفات التي تصيب المجتمع ويشكل ظاهرة تؤثر على الأجيال على اختلاف فئاتها العمرية.
ويتنوع الإدمان بين إدمان المخدرات والكحول والإدمان السلوكي.
ويعرّف خبراء الإدمان بممارسة الشخص واحدة من هذه العادات الثلاث، مع علمه بأن هذا الأمر يؤذيه وبأنه ليس من أولوياته بل إنه يجعله بعيدًا عن واجباته تجاه عائلته ومجتمعه ومحيطه وأعماله الأساسية وبيته.
ويبدأ الإدمان عندما يمارس الشخص العادة السيئة كتعاطي المخدرات أو الأدوية أو الخمور بشكل منتظم ويزيد عدد مرات الاستخدام بشكل مفرط.
علاقة الإدمان بالمراهقة
ويبدأ 90 في المئة من الأشخاص باستخدام الأمور القابلة للإدمان في فترة المراهقة بسبب حب التجربة ورغبة.
والإدمان بحسب الخبراء مرض عقلي وليس سببه ضعف الإرادة وهذا خطأ شائع في المجتمع العربي.
سلوكيات المدمن
كل عائلة تعرف ميول ابنها الطبيعية وسلوكه وطريقة غضبه، فإذا لاحظوا تغييرًا جذريًا في هذه الأمور فإن ذلك يدل على مؤشرات الإدمان.
والأمثلة على ذلك كثيرة منها اختلاف توقيت عودة الشخص إلى البيت، ظهور أصدقاء جدد لم تسمع العائلة عنهم من قبل، اختلاف طريقة تعامله مع الأمور، تغير الطباع والتصرف بشكل عدواني ومحاولة الانعزال، والابتعاد عن المدرسة والجامعة والعمل والتسبب بالمشكلات بكثرة.
"ليس بيدي المدمن أن يتوقف"
ويعيش المدمن في عالمه الخاص وكأنه خالٍ من المشكلات لكنه يكون شخصًا مثيرًا للمشاكل.
وأكد الاختصاصي في علم النفس الدكتور محمود بحيص أن الإدمان يسبب ارتفاعًا في هرمون السيروتونين أو ما يُسمى هرمون السعادة في الدماغ، لافتًا إلى أن المدمن يشعر وكأن حياته خالية من المشكلات لكن محيطه يرى بداية المشكلات الكثيرة وتفاقمها لديه لكنه لا يشعر بها.
وأشار بحيص في حديث إلى "العربي" من إسطنبول إلى أن المخدرات نوعان، الأول يرفع نشاط الدماغ والحركة والثاني يودي بالمدمن إلى الهدوء النوم والكسل واللامبالاة.
وقال إن الخبراء عرّفوا الإدمان على الدواء بأنه الاستخدام السيئ للدواء، لأن المدمن في هذه الحالة يكون من الذين يتناولون دواءه عبر وصفة طبية لكنه يزيد من الجرعات الدوائية لما لها من تأثير يظنه جيدًا على دماغه.
وفيما تؤثر المخدرات على المدمن بشكل مباشر إلا أن للدواء أيضًا أعراضًا تظهر على المدمن على المدى الطويل.
ويشعر المدمن على المخدرات أو الكحول "بسعادة" نتيجة ارتفاع هرمون السعادة لديه ويصبح دماغه الداخلي هو المتحكّم فيه بشكل كامل، لهذا يظن بأن إرادته ضعيفة.
وبسب ابتعاده عن محيطه والعزلة التي نتجت عن الإدمان يشعر شيئًا فشيئًا بأنه كئيب ومنعزل وحزين.
دائمًا هناك علاج
يحتاج المدمن إلى قرار ذاتي أو مساعدة من محيطه وعائلته لجعل العلاج أولوية.
وبداية العلاج تكون بمعرفة حجم المشكلات التي خلّفها المدمن والتي نتجت بسبب إدمانه.
ويؤكد الاختصاصيون على ضرورة أن يكون الحافز من داخل المدمن لإدراك بأن ما يفعله سلوك خاطئ وهنا يبدأ غرس بذرة الشفاء، من داخله أو بمساعدة محيطه.
وهناك أكثر من طريقة للعلاج وهي العلاج الدوائي والعلاج السلوكي العلاج المعرفي، كما أن الاختصاصيين يلجأون إلى طريقة جديدة هي التحفيز المغناطيسي العميق الذي يساعد على التوازن الفكري.