الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

الاتهامات الجنائية لترمب.. كيف يمكن أن تؤثر على حملته الرئاسية؟

الاتهامات الجنائية لترمب.. كيف يمكن أن تؤثر على حملته الرئاسية؟

Changed

أستاذ القانون في الجامعة الأميركية في لبنان، أنطوان صفير يتحدث عن تبعات قضية ترمب والاتهامات الجنائية الموجهة ضده (الصورة: رويترز)
تدور تساؤلات حول كيفية تأثير الاتهامات الجنائية الموجهة ضد ترمب على حملته الرئاسية، وإذا ما كان سيستفيد من زخمها أم أنه سيواجه خطر الإقصاء.

أثار توجيه الاتهامات الأخيرة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، بشأن دفعه أموالا لإحدى النجمات، تساؤلات حول كيفية تأثير هذه القضية على حملته الرئاسية، حيث تشكّل التهمة سابقة لمرشح للرئاسة الأميركية أغرق حملته لانتخابات 2024 في عدم اليقين.

والخطر الرئيسي الذي يواجهه المرشح ترمب هو أن تبتعد عنه القاعدة الناخبة للجمهوريين المعتدلين والمستقلين، التي يمكن أن ترى في توجيه التهم إليه أمام المحكمة الجنائية في نيويورك خطًا أحمر، لا يمكن تجاوزه في اختيارها لمن سيمثل الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية.

وتتعلق القضية بدفع مبلغ 130 ألف دولار إلى ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، لشراء صمتها قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2016.

وكان ترمب قد علّق على التهمة قائلاً إنه "بريء مما نُسب إليه"، مشيرًا إلى أن اتهامه ما هو إلا استمرار للتدخل في الانتخابات ونهج للاضطهاد السياسي ضده.

وكان فريق الدفاع عن ترمب قد أكد أنه تم إبلاغه من هيئة المحلفين بالاتهامات الموجهة إليه، وهي المرة الأولى التي توجّه فيها بتاريخ الولايات المتحدة اتهامات جنائية لرئيس أميركي سابق أو رئيس في المنصب.

وتوجيه التهمة هذا يمكن أن يمهد الطريق أمام سلسلة متاعب قضائية أخرى: فترمب مستهدف أيضًا بتحقيق حول إدارة محفوظات البيت الأبيض، وممارسة ضغوط انتخابية في ولاية جورجيا الأميركية. وفي هذا الملف الأخير، وعدت المدعية بقرار "وشيك".

"الاستفادة من الهجمات"

لكن بالواقع فإن توجيه التهمة يمكن أيضًا أن يفيد المرشح الرئاسي الذي لم تستعد حملته حتى الآن الزخم المرجو.

ويعتبر جوليان زيليزر، الأستاذ في جامعة برينستون في تصريح لـ "فرانس برس" أن "معظم المرشحين للرئاسة كانوا سيشعرون بالهلع من تبعات مثل هذه القصة- من العلاقة مع نجمة أفلام إباحية إلى نص اتهام". وأضاف الخبير السياسي: "لكن أحد أبرز مواهب ترمب هو الاستفادة من الهجمات التي يتعرض لها".

وبعد أن فاز بالسلطة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 في سيناريو سياسي غير مسبوق، لم يتوقعه أحد تقريبًا، يمكن أن يعمل ترمب على استغلال الأمر ولعب دور المرشح- المتمرد.

فالملياردير الشهير لا يفوت أي فرصة لإبراز موقفه المعروف كزعيم قريب من الأميركيين- معظمهم من البيض وكبار السن إلى حد ما- يحارب "الفساد الهائل" في واشنطن، وفق "فرانس برس".

وسبق أن وجّه أولى رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بجمع التبرعات، داعيًا مناصريه إلى تقديم ما بين 24 و 250 دولارًا "للوقوف إلى جانب الرئيس ترمب في هذه الفترة الحاسمة".

وبعدما تخلى عنه قسم من اليمين المحافظ بعد الهجوم على الكونغرس الأميركي، تمكّن الرئيس السابق خلال بضعة أشهر من استعادة الإمساك بزمام الأمور بشكل كامل تقريبًا. فقد تمكن من تجنب كل الفضائح حتى الآن، كما وكأنها بفعل التراكم، لم تعد تترك أي أثر عليه.

توجيه التهمة الجنائية يمكن أن يمهد الطريق أمام سلسلة متاعب قضائية أخرى لترمب - غيتي
توجيه التهمة الجنائية يمكن أن يمهد الطريق أمام سلسلة متاعب قضائية أخرى لترمب - غيتي

"تأويلان"

بدوره، يرى أستاذ القانون في الجامعة الأميركية في لبنان، أنطوان صفير، أن المشكلة تحمل تأويلين، التأويل الأول هو أن تكون هناك فعلاً قضية قانونية تتضمن إثباتات ودلائل لا يمكن دحضها من قبل ترمب ومحاميه وتؤدي إلى إدانته وبالتالي استبعاده عن الترشح للانتخابات.

وعن التأويل الثاني، يقول صفير إلى "العربي" من بيروت، إنه إذا لم تتم إدانة الرئيس السابق، فسيؤدي ذلك إلى جعل القضية معاكسة لجهة إثارة الشكوك حول المؤسسات الأميركية، وما إذا كان الهدف من تحريك الملف "سياسيًا" فقط لإقصاء ترمب عن الترشح.

موقف المرشحين المنافسين

ومعظم استطلاعات الرأي، ما زالت تظهر أن الرئيس السابق الذي يتعامل بارتياح شديد مع الحشود، سيفوز في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري بفارق كبير.

وقد امتنع غالبية المرشحين المنافسين للرئيس السابق في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين، عن انتقاد ترمب بسبب متاعبه القضائية، حرصًا على عدم إثارة غضب زعيم حزبهم وقاعدته الانتخابية التي قد تكون مفيدة في مساعيهم للوصول إلى البيت الأبيض.

ويقول زيليزر، إنهم "في موقع حرج" لأن "البعض يريد توجيه انتقادات أكثر إنما يخافون تحديه". والمرشح الوحيد المحتمل الذي تطرق إلى الموضوع هو حاكم فلوريدا رون ديسانتيس الذي أكد أنه لا يعرف ما قد يترتب على "دفع أموال لنجمة إباحية" لإسكاتها، وذلك قبل أن يواجه انتقادات واسعة من معسكر ترمب.

المصادر:
العربي- أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close