Skip to main content

الاحتباس الحراري يُفقد جبل إيفرست عدة عقود من الجليد سنويًا

الخميس 3 فبراير 2022

يمثل الوصول إلى قمة إيفرست الطموح الأكبر للمتسلقين في جميع أنحاء العالم، لكن خيار تسلق هذه القمة قد يكون في خطر بسبب تغير المناخ.

فقد كشف بحث أميركي جديد أن أعلى نهر جليدي في جبل إفرست، وهو ساوث كول الجليدي، يفقد عقودًا من الجليد سنويًا وسط ارتفاع درجات الحرارة. ومما يثير القلق أن هذا قد يؤدي إلى مزيد من الانهيارات الثلجية وانخفاض إمدادات المياه والتي يعتمد عليها أكثر من مليار شخص للشرب والري، بحسب صحيفة "ديلي ميل".

وقد يؤدي الذوبان المتزايد أيضًا إلى جعل قمة إيفرست أكثر صعوبة في القياس مع مزيد من الصخور الأرضية المكشوفة، وفقًا لفريق من جامعة ماين.

فقدان الكتلة الجليدية

وقال ماريوس بوتوكي، عالم الكيمياء الجليدية الذي عمل في الدراسة: "تنبؤات المناخ لجبال الهيمالايا تشير إلى استمرار الاحترار واستمرار فقدان الكتلة الجليدية، وحتى قمة إيفرست تتأثر بالاحترار".

وتأتي هذه النتائج من بعثة ناشيونال جيوغرافيك ورولكس بربتشوال بلانيت إيفرست لعام 2019، وهي الرحلة الاستكشافية الأكثر شمولًا إلى أعلى قمة جبلية في التاريخ.

وكجزء من الدراسة، قام الفريق بتركيب محطتين للطقس وجمعوا لبًا جليديًا من قمة جبل إيفرست. وتوجد محطتا الأرصاد الجوية على ارتفاع 8420 مترًا و7945 مترًا، مما يجعلها أعلى محطات الأرصاد الجوية في العالم.

وفي الوقت نفسه، تم التقاط قلب الجليد على ارتفاع 8020 مترًا، مما يجعله الأعلى من نوعه. وكشف تحليل لب الجليد عن معدلات ترقق للجليد تقدر بحوالي مترين في السنة.

ووفقًا للباحثين، يرجع هذا إلى حد كبير إلى حقيقة أن النهر الجليدي قد تحول من كتلة ثلجية إلى جليد، مما يعني أنه فقد قدرته على عكس الإشعاع الشمسي، وبالتالي زيادة الذوبان.

تأثر النهر الجليدي

ومن المثير للقلق أن النتائج تشير أيضًا إلى أن حوالي 55 مترًا من النهر الجليدي قد تقلصت في ربع القرن الماضي  وخفت بوتيرة أسرع بـ 80 مرة من تشكلها الذي استغرق 2000 عام. 

وفي حين أن ارتفاع درجات حرارة الهواء كان السبب الرئيسي للذوبان، فإن الرياح القوية هي أيضًا أحد العوامل.

وبشكل عام، تشير النتائج إلى التوازن الحرج الذي توفره الأسطح المغطاة بالثلوج لقمة إيفرست. وكتب الباحثون في ورقتهم البحثية: "كان أعلى نهر جليدي في إيفرست بمثابة حارس لهذا التوازن الدقيق وأظهر أنه حتى سطح الأرض يتأثر باحترار المصدر البشري".

ويأمل الفريق أن تسلط النتائج الضوء على الآثار واسعة النطاق لارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم.

ذوبان الأنهار الجليدية في الهيمالايا

وتأتي هذه الدراسة بعد فترة وجيزة من تحذير باحثين من جامعة ليدز من أن الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا تذوب "بمعدل استثنائي" ويمكن أن تهدد إمدادات المياه لمئات الملايين من الناس في آسيا.

وجد الباحثون أن الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا فقدت الجليد بسرعة أكبر بعشر مرات خلال العقود القليلة الماضية - بشكل رئيس منذ عام 2000 - مقارنة بالمتوسط منذ العصر الجليدي الصغير قبل مئات السنين.

وشهد العصر الجليدي الصغير فترة من التوسع الكبير في الأنهار الجليدية الجبلية وامتد منذ أوائل القرن الرابع عشر حتى منتصف القرن التاسع عشر، عندما تجمدت الأنهار وأهلكت المحاصيل.

ووجدت الدراسة أيضًا أن الأنهار الجليدية في الهيمالايا تتقلص الآن بسرعة أكبر بكثير من الأنهار الجليدية في أجزاء أخرى من العالم مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات سطح البحر.

ويؤثر هذا الذوبان المتسارع على مئات الملايين من السكان الذين يعتمدون على أنهار آسيا الرئيسة للحصول على الغذاء والطاقة، بما في ذلك براهمابوترا والغانج وسندوس.

الكتلة الجليدية في القطب الشمالي

وكانت دراسة أجرتها جامعة "يونيفيرسيتي كوليدج" البريطانية قد أظهرت أن الكتلة الجليدية قبالة سواحل المحيط المتجمد الشمالي تذوب بوتيرة متسارعة بنسبة أعلى بمرتين مما تشير إليه التقديرات الحالية ما يعزز المخاوف بشأن التغير المناخي. 

دقت هذه الدراسة ناقوس الخطر، حيث يعمل الجليد البحري حاجزًا بين المحيط والغلاف الجوي مما يحد من تبادل الطاقة الميكانيكية بين الغلاف الجوي والمحيطات. 

وتمت الدراسة البريطانية بواسطة قمر اصطناعي لوكالة الفضاء الأوروبية. وتوصل الباحثون من خلالها لقياس سماكة الثلج فوق الجليد. وتأخذ في الاعتبار الأثر المترتب عن عقود عدة من التغيّر المناخي.  

وخلصت الدراسة إلى أن القطب الشمالي يتقلص بنسبة تتراوح بين 70 إلى 100% أكثر من المعدل المتعارف عليه حاليًا وذلك بسبب تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة العالمية. والنتيجة أن فقدان الجليد في هذه المناطق سيؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية كما سيزيد من مخاطر الطقس المتطرف والفيضانات في العديد من المناطق الساحلية حول العالم. 

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة