نجحت المقاومة الفلسطينية في إعادة خلط الأوراق في المنطقة، بعد إطلاقها صباح اليوم السبت عملية طوفان الأقصى، حيث اجتاح عدد من المقاومين مستوطنات غلاف غزة.
وأعلن الإسعاف الإسرائيلي ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين إلى 300 نتيجة عملية طوفان الأقصى، في وقت أعلن فيه رئيس حكومة الاحتلال إرسال تعزيزات عسكرية إلى مستوطنات غلاف غزة.
وأشارت فرق الإسعاف إلى أن عدد المصابين تجاوز الـ1500 إسرائيلي.
شهداء فلسطينيون بسبب استهداف غزة
في السياق نفسه، ارتفعت حصيلة شهداء قطاع غزة جرّاء الغارات، التي تشنها قوات الاحتلال منذ صباح اليوم السبت، إلى 232 شهيدًا، فيما سُجلت إصابة 1679 آخرين، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.
وكانت مديرية الصحة في محافظة شمال سيناء المصرية، رفعت درجة الاستعداد بالمستشفيات والوحدات الصحية على مستوى المحافظة، بالتزامن مع الأحداث التي يشهدها القطاع.
وأعلنت عن استعداد مستشفيات المحافظة لاستقبال أي حالات إصابة من قطاع غزة، بسبب الأحداث الجارية، طبقًا لتوجيهات القيادة السياسية، وبالتنسيق مع وزارتَي الصحة المصرية والفلسطينية.
وأشارت مديرية الشؤون الصحية في شمال سيناء، إلى توافر الطواقم الطبية بالمستشفيات والوحدات الصحية وتوافر كل أدوية ومستلزمات الطوارئ، بجانب دعم مستشفيي العريش العام وبئر العبد التخصصي بأطباء الجامعات المصرية.
كما أكدت توافر أرصدة الأكسجين وأكياس الدم، بجانب التنسيق مع مرفق الإسعاف، وتفعيل غرفة العمليات بديوان عام المديرية مع التنسيق مع غرفة عمليات المحافظة.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، استهداف برجين شاهقين في قطاع غزة، ليصبح الإجمالي 4.
وقال في بيان: "هاجمت طائرات مقاتلة مبنيين شاهقين يستخدمهما كبار أعضاء منظمة حماس لتنفيذ عمليات" حسب زعمه.
وأضاف: "يطلق على أحد المباني اسم مبنى فلسطين، يضم مكاتب عدة وحدات وتشكيلات في منظمة حماس، بما في ذلك البنية التحتية لمقر المخابرات، ومقر الإنتاج، ومكاتب كبار القادة، أعضاء قيادة حماس".
غضب في واشنطن
وفي واشنطن، ظهر الغضب الأميركي جليًا، حيث أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم السبت، أن "الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل دائمًا"، وحذر من أنه "لا ينبغي لأي عدو لإسرائيل أن يستغل تلك الهجمات"، حسب زعمه.
وأضاف بايدن في البيت الأبيض وبجواره وزير الخارجية أنتوني بلينكن: "لن نتركها أبدًا".
وتابع: "هذه ليست اللحظة المناسبة لأي جهة معادية لإسرائيل لاستغلال هذه الهجمات".
كما ناقش بلينكن إجراءات تعزيز "أمن إسرائيل" خلال اتصالاته مع الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ ووزير الخارجية إيلي كوهين.
اتصالات للتهدئة
دبلوماسيًا، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أن بلينكن حث السلطة الفلسطينية على استعادة الهدوء والاستقرار في الضفة الغربية المحتلة، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم السبت.
وقال متحدث باسم الوزارة إن بلينكن "كرر تنديد الولايات المتحدة القاطع بالهجمات التي تشنها حماس على إسرائيل، ودعا جميع قيادات المنطقة إلى استنكارها".
وتابع المتحدث: "حث الوزير السلطة الفلسطينية على مواصلة الخطوات وتعزيزها لاستعادة الهدوء والاستقرار في الضفة الغربية".
من جهتها، قالت السعودية إن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله أبلغ نظيره الأميركي أنتوني بلينكن بأن المملكة ترفض "استهداف المدنيين العُزّل بأي شكل" وتشدد على "ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني من جميع الأطراف".
وأضافت الوزارة في بيان أن الوزير دعا أيضًا إلى "ضرورة تكاتف الجهود لتهدئة الأوضاع وتجنب مزيد من العنف".
بدورها، أعلنت وزارة الخارجية المصرية اليوم السبت أن مصر تجري مشاورات مع السعودية والأردن لتكثيف جهود احتواء التصعيد في قطاع غزة.
وشدد وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال اتصالين هاتفيين مع نظيريه السعودي والأردني، على ضرورة "تكاتف الجهود الدولية والإقليمية وتوحيد رسائل المجتمع الدولي للمطالبة بوقف العنف وإتاحة الفرصة للتهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
يوم أسود
وفي تل أبيب، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "إسرائيل ستضرب حماس في كل مكان وبكل قوة".
وقال في كلمة متلفزة ثانية السبت إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعيد السيطرة الآن على آخر المستوطنات التي دخلها المقاومون.
وأضاف: "ما حدث اليوم لم يسبق له مثيل في إسرائيل، وسننتقم لهذا اليوم الأسود".
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالانتقام من حماس، وقال: إسرائيل ستصفي حسابها مع أي شخص يلحق بـ"الرهائن" الأذى.
من جهته، أعلن وزير دفاع حكومة الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت، في بيان، أن "ما قبل عملية حركة حماس في غزة لن يكون كما بعده، وسنغير الوضع في القطاع لسنوات".
وشدد غالانت على أن "هدف عمليتنا العسكرية القضاء على حكم حماس"، حسب تعبيره.
سياسيًا، كشفت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يقترب من تشكيل "حكومة وحدة وطنية" تضم أحزاب المعارضة.
وأطلقت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية حماس، عملية باسم "طوفان الأقصى" فجر اليوم السبت، مزجت بين وابل كثيف من الصواريخ واستهدفت العمق الإسرائيلي واقتحام ما عُرف بخط الدفاع الأول لجيش الاحتلال في محيط غزة.
ولفت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، إلى أن "طوفان الأقصى بدأ من غزة وسيمتد إلى الضفة الغربية والقدس وأراضي الـ48 والخارج".
وقال: "هدفنا واضح أننا نريد أن نحرر أرضنا، ومقدساتنا، وأقصانا، وأسرانا، هذا هو الهدف الذي يرقى إلى مستوى هذه المعركة ومستوى هذه البطولة وهذه الشجاعة".