يستمر العدوان الإسرائيلي على غزة لليوم السابع على التوالي، وسط دعوات الاحتلال لأهالي القطاع بالنزوح جنوبًا، وهو ما لقي استنكارًا عربيًا ودوليًا كبيرًا.
وتأتي هذه التطورات وسط استمرار الدعم الأميركي للعدوان الإسرائيلي، في وقت ارتفع فيه عدد الشهداء إلى 1900.
"مجرد البداية"
وأدلى رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مساء اليوم الجمعة، بخطاب غير مألوف علق فيه على ما يحدث في قطاع غزة، مصرّحًا أن "إسرائيل لن تنسى ما تعرضت له إلى الأبد".
وبينما يستمر عدوان الاحتلال على غزة، قال نتنياهو: إن القوات الإسرائيلية تقصف القطاع "بقوة غير مسبوقة"، مشدّدًا على أن هذه "مجرد البداية".
كما لفت رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلى أنه يجنّد دعمًا دوليًا كبيرًا لإسرائيل عبر اتصالاته مع الولايات المتحدة وقادة الدول الأخرى "من أجل ضمان استمرار هذه الحرب".
من جهة ثانية، أقر نتنياهو في خطابه المقتضب الذي نقله مراسل "العربي" أحمد دراوشة أن هذه الحرب لن تكون قصيرة زاعمًا أن نهايتها ستكون "القضاء على حركة حماس".
الاحتلال يبحث عن الرهائن
ميدانيًا، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه توغل داخل قطاع غزة اليوم الجمعة، بحثًا عن رهائن لدى حركة "حماس"، ما أسفر عن "مقتل خلايا مسلحة".
جاء ذلك في بيان للجيش ذكر أن "قوات إسرائيلية قامت بعمليات توغل داخل قطاع غزة، من أجل تطهير المنطقة من عناصر حماس والوسائل القتالية، حيث قتلت خلالها خلايا مسلحة".
كما أشار البيان إلى أن قوات الاحتلال جمعت معلومات قد تساعد في اكتشاف أماكن احتجاز بعض الرهائن، من دون تفاصيل عن المنطقة التي شملها التوغل.
كما استمرت طائرات الاحتلال بغاراتها المكثفة على القطاع، حيث أفاد مراسل "العربي" عن غارات عنيفة على حي الشيخ رضوان، وسط تحذير أممي بأنه لا يوجد أي مكان آمن في قطاع غزة للذهاب إليه.
وأشار مراسل "العربي" إلى أن "أجساد الشهداء باتت مكدسة في باحة مجمع الشفاء الطبي بعد امتلاء ثلاجاته".
إسرائيل تستهدف المستشفيات
هذا واستهدفت القوات الإسرائيلية مستشفى الدرة للأطفال شرق قطاع غزة بقنابل الفوسفور الأبيض حيث تم إخلاؤه على الفور بحسب ما أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع أشرف القدرة.
توازيًا، كشف أحمد مهنا مدير مستشفى العودة في غزة لـ"العربي" أن الاحتلال أمهلهم مدة ساعتين لإخلاء المركز قبل أن تبدأ العمليات العسكرية البرية الإسرائيلية ، إلا أنهم رفضوا هذه المهلة لضمان سلامة المرضى.
وتابع مهنا: "نعمل جاهدين على إخلاء المرضى حفاظًا على سلامتهم، وتعتبر إدارة المستشفى هذا البلاغ بغاية الخطورة في ظلّ هذه الأوضاع المعقدة التي يتعرض لها القطاع".
ويأتي ذلك، في أعقاب الحديث عن تحضير الاحتلال الإسرائيلي لاجتياح بري محتمل لقطاع غزة، في إطار الردّ على عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية السبت الفائت.
كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، مساء الجمعة، ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي إلى 1900 والجرحى إلى 7696.
كما أفادت وزارة الصحة في غزة بأنه جرى إبادة 50 عائلة داخل منازلها في القطاع جراء القصف الإسرائيلي المتواصل.
"حتى الحروب لها قواعد"
في المقابل، ذكّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قبل اجتماع لمجلس الأمن اليوم الجمعة بشأن التصعيد بين إسرائيل وغزة أن "حتى الحروب لها قواعد"، داعيًا إلى حماية المدنيين الذين لا يجوز "استخدامهم دروعًا".
ونبه غوتيريش إلى أن "الوضع في غزة وصل إلى مستوى خطير"، وأن "النظام الصحي على وشك الانهيار" و"المشارح مكتظة" فضلًا عن "أزمة المياه" في القطاع الفلسطيني المحاصر.
كذلك، تابع الأمين العام للأمم المتحدة أنه "بعد أيام من القصف الجوي أمرت إسرائيل الفلسطينيين في مدينة غزة وضواحيها بالانتقال إلى جنوب القطاع"، محذّرًا في هذا الصدد من أن "نقل أكثر من مليون شخص عبر منطقة حرب إلى أخرى بلا طعام أو ماء أو مأوى، وتحت الحصار، أمر خطير للغاية، وفي بعض الأحيان يكون مستحيلًا".
وتأتي تصريحات غوتيريش بعد أخرى نقلها عنه المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك كشف فيها أن الأمين العام حثّ إسرائيل على "تجنب كارثة إنسانية".
بدورها، أعربت منظمات غير حكومية تتخذ مقرًا في فرنسا عن قلقها البالغ الجمعة من دعوة الاحتلال الإسرائيلي أكثر من مليون فلسطيني لمغادرة شمال قطاع غزة إلى جنوبه، وطالبت بحماية طواقمها والمدنيين في القطاع المحاصر.
استمرار الدعم الأميركي
من جهته، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن "الاستجابة بشكل عاجل للأزمة الإنسانية في غزة تشكل أيضًا أولوية له".
وقال الرئيس الأميركي خلال زيارة إلى مدينة فيلادلفيا: إن "فرقنا في المنطقة تعمل، بالتواصل مع حكومات إسرائيل ومصر والأردن ودول عربية أخرى والأمم المتحدة، على زيادة الدعم" الإنساني.
وأضاف: "لا يمكننا أن نغفل حقيقة أن الغالبية الساحقة من الفلسطينيين لا علاقة لهم بحماس وبهجمات حماس المروعة، وهم يعانون نتيجتها أيضًا".
وأكد الرئيس الأميركي مجددًا دعمه القوي للاحتلال الإسرائيلي في أعقاب العدوان على قطاع غزة.
وقال بايدن: "نحن نحرص أن يكون لدى إسرائيل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها والرد على هذه الهجمات".