الاحتلال يكثف قصفه على مدينة غزة.. الأطفال يفرون من جحيم إلى جحيم

استشهد 94 فلسطينيًا، الثلاثاء، جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر اليوم.

وقال مراسل التلفزيون العربي عبد الله مقداد، إن الأعداد مرشحة للارتفاع مع وجود الكثير من الإصابات الخطرة في المستشفيات.

وأردف مراسلنا أن الغارات الإسرائيلية مستمرة في ظل العمليات العسكرية، ومنها ما طال شارع النصر في غرب مدينة غزة.

وفيما تحدث عن تكثيف الغارات الإسرائيلية على محيط مدينة غزة، أشار إلى أن النزوح القسري مستمر بوتيرة كبيرة، حيث يتوجه المواطنون إلى جنوب القطاع ووسطه.

وذكّر بالصعوبة "في ظل استمرار الغارات حتى على المناطق التي يطلق عليها الاحتلال تسمية مناطق إنسانية".

وشدّد المراسل على أن الاحتلال يهدف إلى التدمير وإخراج السكان عبر قصف المنازل على رؤوس ساكنيها.

وأعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، بدء عمليتها البرية التي توعدت بها في مدينة غزة، وهي المركز الحضري الرئيسي في القطاع الذي أمرت إسرائيل سكانه بالنزوح قسرًا منه. 

يونيسف: فرار أطفال مدينة غزة أمر غير إنساني

وفي السياق عينه، قالت مسؤولة في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، إنه من "غير الإنساني" توقع مغادرة مئات الآلاف من الأطفال مدينة غزة، لأن المخيمات الواقعة في الجنوب غير آمنة ومكتظة وغير مجهزة لاستقبالهم.

وتظهر بيانات الأمم المتحدة أن أكثر من 140 ألف شخص نزحوا حتى الآن إلى الجنوب من مدينة غزة منذ 14 أغسطس/ آب الفائت من بين سكان يبلغ عددهم زهاء مليون نسمة.

وقالت تيس إنغرام، المتحدثة باسم اليونيسف، للصحافيين في اتصال عبر الفيديو من مخيم المواصي مترامي الأطراف في قطاع غزة: "من غير الإنساني أن نتوقع من قرابة نصف مليون طفل، تعرضوا لعنف وصدمات نفسية على مدى أكثر من 700 يوم من الصراع المتواصل، أن يفروا من جحيم لينتهي بهم المطاف في جحيم آخر".

وتابعت: "ليس أمام الناس خيار جيد حقًا، إما البقاء في الخطر أو الفرار إلى مكان يعلمون أيضًا أنه خطر"، مشيرة إلى استشهاد بعض الأطفال في مخيم المواصي خلال جلبهم للمياه.

ووصفت إنغرام رؤيتها لأعداد كبيرة من الناس يفرون على الطريق الرئيسي خارج مدينة غزة هذا الأسبوع. 

وذكرت أنها التقت بإحدى الأمهات، وتدعى إسراء، التي قطعت الرحلة سيرًا على الأقدام مع أطفالها الخمسة الجائعين والعطشى ومن بينهم طفلان حافيان.

وأردفت: "كانوا يسيرون إلى المجهول، دون وجهة أو خطة واضحة، مع أمل ضئيل في إيجاد راحة".

وأوضح فلسطينيون، أن الظروف هناك بائسة للغاية؛ لدرجة أن بعض الأشخاص الذين فروا من الهجوم الإسرائيلي الجديد على مدينة غزة التي ضربتها مجاعة في الأيام القليلة الماضية؛ يتجهون عائدين نحو القنابل المتساقطة.

وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة قد أعلنت اليوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 64964 شهيدًا و165312 إصابة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وأوضحت المصادر ذاتها، أن 59 شهيدًا و386 مصابًا، وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.