الاحتلال يكشف أسباب الفشل.. تدابير من شعبة "أمان" لتفادي 7 أكتوبر جديد
خلال الأيام المقبلة، تكشف شعبة الاستخبارات في جيش الاحتلال الإسرائيلي "أمان" ولأول مرة، سلسلة طويلة من التحقيقات حول أسباب "الفشل العسكري والإخفاقات النظامية والاستخبارية" التي أدت إلى أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إضافة إلى "معارك الاحتواء الصعبة في التطويق في الأيام الأولى من الحرب".
ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مصادر مطلعة على تفاصيل التحقيقات، قولها إنّ هذه التفاصيل "صعبة، وتكشف للجمهور للمرة الأولى عن الصورة الكاملة، ومجمل الظروف التي أدت إلى الفشل العسكري الذريع".
وبناء على نتائج التحقيقات، أفادت الإذاعة بأنّ شعبة "أمان" بدأت سلسلة ممّا أسمتها "ثورة استخباراتية وتنظيمية داخلية نابعة من الدروس المستفادة من هجوم 7 أكتوبر".
ما هي التدابير الجديدة؟
ووفقًا للمراسل العسكري للإذاعة دورون كادوش، تشمل هذه التغييرات 6 محاور وهي: دراسة اللغة العربية والدين الإسلامي والثقافة العربية، واستخدام أوسع لمصادر الاستخبارات، تعزيز ثقافة تعدّد العملاء، وتعزيز العلاقات العسكرية والاستخباراتية، وتعزيز الإنذار الاستخباراتي المبكر، وتوسيع دائرة الرقابة في المخابرات العسكرية.
1- دراسة اللغة العربية والدين الإسلامي والثقافة العربية
اعترفت "أمان" أنّه على مدى فترة طويلة من الزمن، تمّ التخلّي تدريجيّا عن دراسة اللغة العربية والدين الإسلامي بين العديد من العناصر المهنية في الشعبة.
وباستثناء المتخصّصين اللغويين، فإن العديد من العناصر داخل "أمان" لم يدرسوا الدين الإسلامي بشكل متعمّق، بما في ذلك القادة في "الوحدة 8200" وضباط الاستخبارات في الكتائب والألوية والفرق.
ولذلك، تقرّر أن يخضع هؤلاء جميعًا بالإضافة إلى أفراد المراقبة على الإنترنت وأقسام التكنولوجيا، لتدريب مُكثّف في مجالات الدين والثقافة، وفقا لأدوارهم.
2- استخدام أوسع لمصادر الاستخبارات
تقرّر أيضًا استخدام أكثر شمولًا لمصادر الاستخبارات على غرار التنصّت على المكالمات الهاتفية، وتبادل المعلومات بين مختلف الهيئات داخل قسم الاستخبارات، وبين العاملين في مجال الاستخبارات الإلكترونية ومشغّلي العملاء، وجامعي المعلومات الاستخبارية من المصادر العلنية ومحللي صور الأقمار الصناعية.
3- تعزيز ثقافة تعدّد العملاء
وبخلاف الاعتماد سابقًا على الاستخبارات الإلكترونية والتنصّت على المكالمات الهاتفية، قررت "أمان" توسيع مصادر الاستخبارات لتشمل تجنيد المزيد من العملاء في قطاع غزة، من خلال "الوحدة 504" التي لم تقم بتشغيل عميل واحد في غزة حتى 7 أكتوبر.
وجرى افتتاح وحدة جديدة لـ"الاستخبارات مفتوحة المصدر" في مديرية المخابرات العسكرية، بدلًا من وحدة "هاتساف" المُغلقة منذ عدة سنوات.
4- تعزيز العلاقات العسكرية والاستخباراتية
وتمثّل أبرز أسباب فشل 7 أكتوبر في عدم وصول تقارير المراقبين العسكريين وفرق الاستطلاع القتالي عن استعدادات "حماس" لعملية "طوفان الأقصى"، إلى رئيس الاستخبارات العسكرية، ولم يتمّ تقديمها في تقييماته للوضع الاستخباراتي.
وفي إطار التغييرات المستقبلية، تدرس "أمان" إمكانية تعيين ضباط منتدبين منها ضمن فرق جمع المعلومات الاستطلاعية في كل قطاع.
وسيعمل باحثو الاستخبارات على تشكيل فرق العمليات الميدانية، وسيعملون على ربط المعلومات الاستخباراتية التي يراها العاملون الميدانيون بأعينهم مع المعلومات الاستخباراتية التي تتدفّق من مصادر أخرى للمعلومات.
5- تعزيز الإنذار الاستخباراتي المبكر
تقوم "أمان" حاليًا على تطوير أعمال واسعة النطاق في المقرّ الرئيسي، بهدف تدريب أفرادها بالإضافة إلى قيادات الفرق والألوية العسكرية في مجال الإنذار الاستخباراتي المبكر.
كما تقوم بتجهيز مقرّ مركزي خاص في هذا المجال.
6- توسيع دائرة الرقابة في المخابرات العسكرية
قبيل هجوم 7 أكتوبر، كانت دائرة الرقابة في المخابرات العسكرية تضمّ شخصين فقط، وكانت صلاحياتهما محدودة فقط فيما يتعلق بتقييمات قسم الأبحاث وليس جميع أجهزة المخابرات العسكرية.
ومن المتوقّع أن توسّع "أمان" الدائرة بشكل كبير من حيث العديد والصلاحيات، لتمتدّ إلى جميع أجهزة المخابرات العسكرية، على أنّ يرأسها ضابط برتبة عميد وليس عقيد، والذي سيكون معادلًا في رتبته لجميع أجهزة الاستخبارات العسكرية العليا.