الإثنين 17 تشرين الثاني / نوفمبر 2025
Close

الاحتلال يمنع الاحتفال.. هكذا تنتظر عائلة شماسنة عودة ابنَيها الأسيرين

الاحتلال يمنع الاحتفال.. هكذا تنتظر عائلة شماسنة عودة ابنَيها الأسيرين

شارك القصة

قوات الاحتلال في الضفة
داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منازل عائلات معظم الأسرى الذين سيفرج عنهم وفق اتفاق وقف الحرب في غزة - رويترز
الخط
قالت مراسلة التلفزيون العربي كريستين ريناوي إن مخابرات الاحتلال تتصل بعائلات أسرى مقدسيين من المقرر الإفراج عنهم وتبلغهم بمنع أي مظاهر استقبال.

يسعى جيش الاحتلال إلى إطالة معاناة الأسرى الفلسطينيين وأهاليهم، بعد أن سلب أعمارهم عبر سنوات طويلة من الأسر والاشتياق، وذلك قبل الإفراج عنهم بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي دخل حيّز التنفيذ يوم الجمعة الماضي.

ومنعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مظاهر الاحتفال أثناء الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من سجونها وداهمت قواتها منازل عائلاتهم.

ومارست سلطات الاحتلال انتهاكات ضد المواطنين الفلسطينيين، حيث ضغطت المخابرات الإسرائيلية على ذوي أهالي الأسرى الذين سيفرج عنهم عبر اتصالات هاتفية منذ صباح أمس الأحد حتى ظهر اليوم.

وفي هذا الصدد، قالت مراسلة التلفزيون العربي كريستين ريناوي إن مخابرات الاحتلال تتصل بعائلات أسرى مقدسيين من المقرر الإفراج عنهم وتبلغهم بمنع أي مظاهر استقبال.

انتهاكات بحق أهالي الأسرى الفلسطينيين

من ناحيته، أفاد مراسل التلفزيون العربي في رام الله فادي العصا بأن سلطات الاحتلال طلبت من العائلات استقبال الأسرى المحررين بسيارة واحدة فقط، ومنعتهم من إقامة أي مظهر من مظاهر الفرح.

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يداهم منذ مساء أمس وحتى صباح اليوم الإثنين معظم منازل الأسرى الذين سيفرج عنهم إلى الضفة الغربية المحتلة.

واحتجز الاحتلال عددًا من المواطنين الفلسطينيين واعتقل آخرين، وأنزل الأعلام الفلسطينية ورايات لفصائل المقاومة، وصورًا لشهداء وأسرى، بحسب المراسل.

وأوضح أن الأمر امتد إلى منع العائلات من الخروج عبر معبر الكرامة باتجاه الأردن ومن ثم إلى مصر لاستقبال الأسرى الذين ينوي الاحتلال إبعادهم خارج فلسطين.

"فرحة لا توصف"

لكن على الرغم من كل إجراءات الاحتلال التي تكدّر على الفلسطينيين فرحتهم، تستعد عائلة شماسنة على مرمى حجر من جدار الفصل العنصري لاستقبال ابنَيها اللذين قضيا 34 عامًا في السجون الإسرائيلية.

ومن المتوقع أن يكون عبد الجواد ومحمد من بين الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت والدتهما حليمة شماسنة (83 عامًا): "فرحتي لا توصف. لقد اتصلوا بنا وأخبرونا أن إسميهما مدرجان في القائمة. تم تسجليهما وسيخرجان".

وجمعت حليمة وزوجها يوسف أبناؤهما وأحفادهما في منزل العائلة الواقع في قرية قطنة شمال القدس للاحتفال بالخبر السعيد.

وتملأ جدران المنزل صورٌ قديمة للأخوين قبل اعتقالهما، وقد بهتت ألوانها مع الزمن. وتُظهر الصور ملابسهما من مرحلة الثمانينيات حين تم اعتقالهما. ويبلغ عبد الجواد الآن 62 عامًا، بينما محمد في أواخر الخمسينيات.

وارتدت حليمة ثوبها التراثي المطرّز بينما ارتدى يوسف بدلة رسمية واعتمر الكوفية الفلسطينية، مثبّتًا إياها بالعقال.

حرمان من الأب

وفي غرفة المعيشة، تتدلّى على الجدران ملصقات كبيرة طبعها نادي الأسير الفلسطيني في تسعينيات القرن الماضي، تظهر فيها صور الأخوين شماسنة مع دعوات للإفراج عنهما.

وفي حديثه لوكالة فرانس برس قال أجود شماسنة، ابن عبد الجواد إنه كان في التاسعة عندما اعتقل والده "والآن أنا في الـ44، ولدي أربعة أطفال. حرمان المرء من والده مأساة". ولم ير أي من أحفاد عبد الجواد الـ17 جدّه.

وأضاف أجود متأثرًا: "أن تعانق والدك بعد 34 عامًا من الانتظار. شعورٌ لا يُوصف"، بينما حاول إخوته كبح دموعهم من حوله.

وقال يوسف عن إطلاق سراح ولدَيْه: "كان لدي آمال كبيرة في المرة الفائتة بدون جدوى. أما اليوم فأملي سيتحقّق فعلًا".

وأضاف متأثرًا: "الناس يتصلون بي بدون توقف"، قبل أن يقطع حديثه لتلقّي مكالمات التهنئة من أقارب.

مخاوف من عدم اكتمال الفرحة

ولكن القلق يساور يوسف رغم أجواء الفرح، فقد يبعد الاحتلال ابنَيه إلى خارج فلسطين كما حدث مع بعض الأسرى المعروفين سابقًا.

وعلّق قائلًا: "أتمنى أن يأتيا إلى هنا، أتمنى ذلك حقًا. إذا نُفيا إلى الخارج فلن أتمكّن من رؤيتهما، لا أنا ولا أمهما".

وعند سؤال حليمة عمّا ستعدّه لابنيها عند عودتهما، أجابت بلا تردد: "المنسف! سنذبح خروفًا ونقيم وليمةً، لهما وللمهنئين بعودتهما".

وأضافت مبتسمة: "الليلة لن ننام. سنسهر ونحتفل ونستقبل القاصي والداني"، قبل أن تطلق الزغاريد وتهليلات الفرح.

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي - أ ف ب