الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

الاحتلال يواصل اعتداءاته بالضفة.. ما هي أسباب التصعيد الإسرائيلي؟

الاحتلال يواصل اعتداءاته بالضفة.. ما هي أسباب التصعيد الإسرائيلي؟

Changed

فقرة ضمن "الأخيرة" تسلط الضوء على اعتداءات الاحتلال بالضفة وأسباب التصعيد الإسرائيلي (الصورة: وسائل التواصل)
بعد يوم من استشهاد 4 فلسطينيين في جنين، تتواصل الاعتداءات الإسرائيلية، في وقت يهدد فيه الاحتلال بتنفيذ اغتيالات في الضفة الغربية من الجو.

يواصل الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون، عدوانهم على الشعب الفلسطيني ومقدساته وممتلكاته، بعد يوم من عملية نفذتها قواته في الضفة الغربية أسفرت عن 4 شهداء وعشرات الإصابات.

فقد أصيب فجر اليوم الخميس 12 فلسطينيًا على الأقل، بجراح متفاوتة، خلال مواجهات اندلعت بين شبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت بلدة دورا قضاء الخليل شمال الضفة الغربية المحتلة.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، بأن 3 أشخاص أصيبوا بالرصاص الحي في الأطراف السفلية خلال اقتحام قوات الاحتلال لمدينة دورا، فجر اليوم، أدخلت الإصابات لمستشفى دورا الحكومي وجميعها مستقرة.

وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن تقديم الإسعافات والعلاجات إلى 12 فلسطينيًا في دورا الذين أصيبوا خلال مواجهات مع قوات الاحتلال التي اقتحمت البلدة.

ويأتي ذلك، فيما تعرضت سيارة يستقلها مستوطنون في ساعات متأخرة من الليل (الأربعاء)، لإطلاق نار من مقاومين قرب مستوطنة "نغوهوت" بمدينة الخليل.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن "سيارة وصلت إلى بوابة بلدة نجوت في جبل الخليل، وأفاد السائق بإطلاق النار عليه على طريق خورسا بين أدورييم ونغوت في جبل الخليل".

وذكرت أن المنفذين انسحبوا من مكان العملية دون وقوع إصابات.

وأوضح جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان مقتضب أن أضرارًا وقعت بالمركبة، ولم تكن هناك إصابات، وأن قوات الجيش تقوم بتفتيش المنطقة بحثًا عن مشتبه بهم.

الاحتلال يلوّح باغتيالات في الضفة

إلى ذلك، أعلنت كتائب المجاهدين في الضفة الغربية المحتلة، تنفيذها عملية إطلاق نار، مساء الأربعاء، تجاه مركبة للمستوطنين بمدينة الخليل، مؤكدة وقوع إصابات في صفوفهم.

وفي سياق التطورات في الضفة الغربية، أفادت القناة الثانية عشرة الإسرائيلية بأن رئيس أركان الجيش أفيف كوفخافي صادق على تنفيذ اغتيالات في الضفة الغربية من الجو.

وكان كوخافي قد ترأس مشاورات أمنية، وقال عقب انتهائها إن الجيش نفذ عملية معقدة في مخيم جنين أمس الأربعاء، على حد وصفه.

وقد شيع الفلسطينيون جثامين الشهداء الأربعة الذي قتلتهم قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين شمالي الضفة الغربية.

وشارك في التشييع عشرات المسلحين الذين توعدوا بالرد على الاقتحامات وعمليات القتل الإسرائيلية في الضفة الغربية.

وكان هدف الهجوم الإسرائيلي في جنين عبد الرحمن حازم شقيق الشهيد رعد حازم منفذ عملية تل أبيب في أبريل/ نيسان الماضي، حيث قتل الجنود خلال عملية اغتياله ثلاثة شبان آخرين في شوارع المدينة ومخيمها. كما وصل إلى المستشفيات 44 إصابة بينها حالات بالغة الخطورة، بحسب مراسل "العربي".

وظهر فتحي حازم والد الشهيدين في المخيم بعد عملية الاغتيال الجديدة، والذي نجا أكثر من مرة من محاولات الاعتقال، حيث يطارد الاحتلال جميع أفراد العائلة لأنهم رفضوا الخضوع للعقوبات الجماعية وبتسليم أنفسهم للاعتقال بعد تنفيذ نجلهم رعد عملية تل أبيب.

ما هي أسباب التصعيد الإسرائيلي؟

وفي هذا الإطار، يشير أستاذ العلوم السياسية والخبير بالشؤون الإسرائيلية عدنان أبو عامر، إلى أن هناك جملة من الاعتبارات الإسرائيلية التي دفعت كوخافي للتهديد في الضفة الغربية، أهمها بأن الإسرائيليين لديهم قناعة متزايدة بوجود خلايا عسكرية قائمة وأخرى نائمة بانتظار قرار العمليات العسكرية بالضفة وخاصة شمالها في جنين ونابلس.

ويضيف في حديث لـ"العربي" من إسطنبول، أن الحضانة الشعبية للخلايا العسكرية المقاومة بدأت تزداد أكثر فأكثر، مشيرًا إلى أن التهديد الإسرائيلي يأتي بالتزامن مع حالة ضعف تبدو على السلطة الفلسطينية، ما دفع الإسرائيليين للمطالبة بالحفاظ عليها خشية انهيارها.

ويشير أبو عامر إلى أن إسرائيل تسعى لاجتثاث أي نواة ميدانية للمقاومة في الضفة الغربية حتى لو كانت بنوايا فردية، لافتًا إلى أن التهديد الإسرائيلي واستخدام الطائرات المسيرة يعني العودة من جديد إلى عملية السور الواقي في الضفة الغربية بصور مصغرة.

صمود وإصرار على المقاومة

من جهته، يعرب مدير مركز مسارات لأبحاث السياسات هاني المصري عن اعتقاده بأن الموجة الحالية من الانتفاضة في فلسطين ستتواصل، لأن الاعتداءات الإسرائيلية بكلّ أشكالها لا يقابلها الفلسطينيون بالخنوع والاستسلام، وإنما بالمزيد من الصمود والإصرار على المقاومة.

ويرى في حديث لـ"العربي" من رام الله وسط الضفة الغربية، أن ما يعانيه الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة هو غياب القيادة والبرنامج والأهداف المحددة والتنظيم، وهو ما يجعل الطابع الأبرز في هذه المواجهات طابع فردي وعفوي، وبطولة لا تستطيع أن تحقق أهدافها، بل تساعد على الصمود.

ويشدد المصري على ضرورة تنظيم الجهود الفلسطينيية، وتوليد وإقامة قيادات محلية وصولًا إلى قيادة وطنية موحدة خاصة، وأن فلسطين تشهد ذكرى اندلاع الانتفاضة الثانية.

ويرى أن السلطة في موقف المتخلي عن واجباتها في حماية شعبها وغير المنخرط في المقاومة، مضيفًا أن الفصائل لا تملك القوة التنظيمية ولا الهياكل الكافية للإسهام الجدي والواسع في المواجهة.

ويلفت المصري إلى أن إسرائيل من خلال تهديداتها المتمثلة باللجوء إلى المسيرات لتنفيذ عمليتها تأتي لأنها تخشى من الخسائر، ولأن المسيرات تستطيع أن تصيب أهدافها بدون أن تقع خسائر في صفوف قوات الاحتلال.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close