قد يكون الطلاق أو الانفصال نتيجة فشل تجربة زواج، إلا أنّ ذلك ليس فشلًا في الحياة. فالمطلّق أو المطلقة يمكن أن يعيد تجربة الزواج مع شخص جديد. وغالبًا ما يخاف المطلقون من تأثير التجربة السابقة، ويجهلون كيفية إنجاح العلاقة الجديدة.
التعلم من التجربة
يؤكد رائد محسن، المستشار في التوجيه والإرشاد الزوجي، في حديث إلى "العربي"، أن النجاح في الارتباط الجديد ممكن بنسبة كبيرة. ويقول: "سيتجنب الفرد المشاكل التي واجهها في زواجه الأول، فالإنسان يتعلم من تجربته".
ولا يجب أن تكون ذكريات التجربة الماضية عائقًا أمام تجربة جديدة، بل ينبغي أن تكون مقدمة لحياة قائمة على عدد تكرار الأخطاء والتصرفات التي قادت إلى الفشل.
وفي هذا السياق، يحذر محسن من التسرع في اتخاذ خطوة الارتباط، فالإقدام على الزواج بعد الطلاق مباشرة غير صحي، ولا سيما إذا كان هذا القرار نابعًا من رغبة "بالانتقام" من الشريك، أو حتّى بهدف "إثبات الذات".
وفي الوقت نفسه، لا يمكن اعتبار الزواج مؤسسة فاشلة بناء على تجربة انتهت بالطلاق، وبالتالي عدم تقبل علاقة جديدة، بحسب ما يشير محسن.
معوقات شخصية ومجتمعية
ويتحدث المستشار في التوجيه والإرشاد الزوجي عن عدة معوقات شخصية ومجتمعية تواجه المطلق أو المطلقة، عند الإقدام على تجربة زواج جديدة.
وتختلف التأثيرات السلبية للطلاق بين المرأة والرجل، الذي لا يزال يمثل "وصمة" للمرأة في عدة مجتمعات، وفقًا لمحسن. ويقول: "بدأ التحرر من هذه الفكرة في عدة مجتمعات عربية وحتى ضمن المجتمع الواحد".
ففي السابق كانت تجربة "طلاق" المرأة تحد من فرصها في تجربة زواج جديدة. ويقول محسن في هذا السياق: "كانت المرأة المطلقة تتزوج من رجل يكبرها سنًا بعشرين سنة، نظرًا لأن الفرص المتوفرة أمامها تصبح قليلة".
واقع جديد
لكنّ هذا الواقع أصبح مختلفًا اليوم، بحسب ما يرى محسن، حيث تتزوج المرأة المطلقة دون قيود. ويؤكد على أهمية سلوك المرأة ونمط حياتها بعد تجربة الانفصال. ويقول: "يجب أن تعود إلى نمط حياتها المعتاد قبل الزواج دون أخذ انطباعات المجتمع بعين الاعتبار".
ويشدد محسن على أهمية التحصيل العلمي والاستقلالية الشخصية والمهنية للمرأة.