الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

الاستياء يتصاعد بسبب قيود كوفيد.. اندلاع اشتباكات مع الشرطة في الصين

الاستياء يتصاعد بسبب قيود كوفيد.. اندلاع اشتباكات مع الشرطة في الصين

Changed

نافذة إخبارية تسلط الضوء على الاحتجاجات الغاضبة في الصين بسبب قيود كورونا (الصورة: غيتي - أرشيف)
وسط ارتفاع إصابات كورونا والإجراءات المصاحبة لها، تكثّف الشرطة الصينية انتشارها في شوارع العاصمة ومدن أخرى تحسبًا لتصاعد الاحتجاجات الشعبية.

على وقع تصاعد الاحتجاجات مطلع هذا الأسبوع في الصين بسبب إجراءات الإغلاق الصارمة لمكافحة فيروس كورونا، اشتبك مساء أمس الثلاثاء، أشخاص في مدينة قوانغتشو، وهي مركز للصناعات في الصين، مع شرطة مكافحة الشغب، وفق مقاطع مصورة انتشرت عبر مواقع التواصل.

واندلعت الاشتباكات، التي أعقبت احتجاجات في شنغهاي وبكين وأماكن أخرى، في الوقت الذي تسجل فيه الصين  أرقامًا قياسية لحالات الإصابة اليومية بفيروس كورونا.

من جانبهم، أعلن مسؤولو الصحة تخفيفًا طفيفًا للقيود، بما يشمل المنطقة الجنوبية حول قوانغتشو، مشيرين إلى أنهم سيسمحون للمخالطين عن كثب للمصابين بكوفيد بعزل أنفسهم في المنزل بدلاً من إجبارهم على الذهاب إلى أماكن الحجر الصحي.

وتأتي أكبر موجة من العصيان المدني في البر الرئيسي للصين منذ الاحتجاجات، في ميدان تيانانمين عام 1989 في الوقت الذي يتداعى فيه اقتصادها بعد أن نما بمعدلات هائلة لعشرات السنين.

وفي مقطع مصور نُشر على تويتر، ظهر العشرات من أفراد شرطة مكافحة الشغب وهم يسيرون فوق ما يبدو أنها حواجز قد أزيلت، بينما تتطاير فوق رؤوسهم أشياء تقذف عليهم. وكان أفراد الشرطة يرتدون الملابس البيضاء الواقية من الفيروس ويضعون دروعًا فوق رؤوسهم للحماية.

وشوهدت الشرطة في وقت لاحق وهي تقتاد مجموعة من الأشخاص المقيدين إلى مكان مجهول. وأظهر مقطع مصور آخر أشخاصًا يرشقون الشرطة بأشياء، في حين أظهر مقطع ثالث عبوة غاز مسيل للدموع تسقط وسط حشد صغير في شارع ضيق والناس يهرعون هربًا من الأدخنة.

وأفادت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الاشتباكات وقعت ليل الثلاثاء ونجمت عن خلاف حول قيود الإغلاق، كما ذكرت وكالة "رويترز".

وأشارت تقديرات صحيفة تشاينا ديسنت مونيتور، التي تديرها مؤسسة فريدوم هاوس الممولة من الحكومة الأميركية، إلى أن ما لا يقل عن 27 مظاهرة وقعت في جميع أنحاء الصين من السبت إلى الإثنين. وقدر مركز أبحاث (إيه.إس.بي.آي) الأسترالي وقوع 43 احتجاجًا في 22 مدينة.

وفي مدينة تشنغتشو، موقع مصنع فوكسكون الضخم الذي يصنع أجهزة أبل آيفون والتي كانت مسرحًا لاضطرابات العمال بسبب قيود كوفيد، أعلن المسؤولون عن استئناف "منظم" للأعمال، بما يشمل محلات السوبر ماركت وصالات الألعاب الرياضية والمطاعم. لكنهم نشروا أيضًا قائمة طويلة بأسماء المباني التي ستظل قيد الإغلاق.

وقبل ساعات من تلك الإعلانات، قال مسؤولو الصحة أمس الثلاثاء: إن الصين ستستجيب "للمخاوف العاجلة" التي أثارها الجمهور، وإن القيود الخاصة بمكافحة كوفيد يجب أن تنفذ على نحو أكثر مرونة وفقًا لظروف كل منطقة.

بموازاة ذلك، كشفت لجنة الصحة الوطنية في البلاد عن تسجيل أكثر 38600 إصابة جديدة في مختلف أنحاء البلاد يوم الإثنين.

"قمع"

كذلك، فتحت السلطات تحقيقات وبدأت في البحث عن الذين شاركوا في الاحتجاجات الأخيرة. وتكثّف الشرطة الصينية انتشارها في شوارع العاصمة ومدن أخرى تحسبًا لتصاعد الاحتجاجات الشعبية.

وقال أحد سكان بكين الذي طلب عدم الكشف عن هويته في تصريح لـ "رويترز" اليوم الأربعاء: "جاءت الشرطة إلى باب منزلي لتسألني عن كل شيء وتطلب مني استكمال بيانات مكتوبة".

وقال آخر: إن بعض الأصدقاء الذين نشروا مقاطع مصورة للاحتجاجات على وسائل التواصل الاجتماعي تم أخذهم إلى مركز للشرطة، وطُلب منهم التوقيع على تعهد بأنهم "لن يفعلوا ذلك مرة أخرى".

وأمس الثلاثاء، قالت الهيئة العليا المسؤولة عن وكالات إنفاذ القانون بالحزب الشيوعي في بيان: إن الصين ستقمع بحزم "عمليات التسلل والتخريب التي تقوم بها عناصر معادية"، من دون الإشارة إلى الاحتجاجات.

وقالت اللجنة المركزية للشؤون السياسية والقانونية أيضًا: لن يتم التسامح مع "الأعمال غير القانونية والإجرامية التي تخل بالنظام الاجتماعي". أما وزارة الخارجية، فأشارت إلى أن الحقوق والحريات يجب أن تمارس في إطار القانون.

من جهته، قال المتحدث باسم الأمن القومي للبيت الأبيض جون كيربي أمس الثلاثاء: لا ينبغي إلحاق الأذى بالمحتجين في الصين.

وكانت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغييفا قد حثت بكين على التراجع عن قيودها الصارمة حيال مواجهة كورونا.

وتسبب الإغلاق في إلحاق أضرار بالاقتصاد، وعطل سلاسل التوريد العالمية، وأدى إلى اضطراب الأسواق المالية.

وأظهرت بيانات اليوم الأربعاء أن نشاط التصنيع والخدمات في الصين لشهر نوفمبر تشرين الثاني سجل أدنى قراءات منذ الإغلاق الذي بدأته شنغهاي في أبريل/ نيسان لمدة شهرين.

المصادر:
العربي - رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close