Skip to main content

البابا فرنسيس وكرة القدم.. علاقة حب وشغف منذ الطفولة

الثلاثاء 22 أبريل 2025
تفتخر جماهير كرة القدم الأرجنتينية بعلاقة البابا مع كرة القدم وأسطوراتي البلاد ميسي ومارادونا- غيتي

يجتمع الكرادلة في الفاتيكان، اليوم الثلاثاء، للتخطيط لجنازة البابا فرنسيس التي سيحضرها زعماء من مختلف أنحاء العالم، في حين ستودع كرة القدم واحدًا من أبرز المشجعين للعبة، والذي وصفها يومًا بـ"الرياضة الأجمل في العالم". 

وطوال توليه منصبه في الفاتيكان، استقبل البابا كبار اللاعبين في كرة القدم، لا سيما من مواطنيه الأرجنتينيين كليونيل ميسي والراحل دييغو مارادونا، وكذلك زلاتان إبراهيموفيتش والحارس جانلويجي بوفون. كما وقّع البابا الراحل عشرات القمصان والكرات من مختلف أنحاء العالم.

وأعلن الفاتيكان في بيان مصور يوم أمس الإثنين وفاة البابا فرنسيس، أول زعيم من أميركا اللاتينية للكنيسة الكاثوليكية، عن عمر ناهز 88 عامًا بعد معاناة من أمراض مختلفة خلال فترة بابويته التي استمرت 12 عامًا.

لعب بكرة من خرق

شغف البابا فرنسيس بكرة القدم لم يقف عند حد التشجيع والهواية، بل لطالما روى البابا الراحل كيف لعب في صغره في شوارع العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، مستخدمًا كرة مصنوعة من الخِرَق.

ورغم اعترافه بأنه "لم يكن من بين الأفضل"، فقد كان غالبًا ما يلعب كحارس مرمى، وهو ما قال إنه كان وسيلة جيدة لتعلم كيفية التعامل مع "الأخطار التي قد تأتي من أي مكان".

ويعود شغف البابا فرنسيس بكرة القدم، إلى تشجيعه وتأييده نادي سان لورينزو في بوينس آيرس في طفولته، حيث اعتاد الذهاب لمشاهدة المباريات برفقة والده وإخوته، وقال في تصريح سابق عن هذه المرحلة: "كانت كرة قدم رومانسية". 

ولم يتخل البابا في رحلته الرعوية، عن تشجيعه الفريق المحبب إليه في طفولته، إذ حافظ على عضويته في النادي حتى بعد أن أصبح بابا للفاتيكان، وأثار ضجة بسيطة عندما تلقى بطاقة عضوية من نادي بوكا جونيورز، غريم سان لورينزو، كجزء من شراكة تعليمية مع الفاتيكان.

وكان البابا الراحل يتابع نتائج ناديه المفضل من خلال أحد الحراس السويسريين في الفاتيكان، الذي كان يترك له نتائج المباريات وجداول الترتيب على مكتبه، وفق ما نقلت وكالة أسوشيتد برس. 

اللعبة الأجمل في العالم

واقترن ذلك الاهتمام بكرة القدم في جولات البابا الخارجية حول العالم، إذ لطالما أقام قداسات ضخمة في ملاعب كرة القدم خلال زياراته الخارجية.

لكن كرة القدم لم تكن غاية في حد ذاتها بالنسبة للبابا، بل وسيلة لنشر السلام والتعليم، رغم ما يشوب إدارتها أحيانًا من أموال وفساد، وفق ما نقلت الوكالة نفسها. ففي عام 2014، استضاف الملعب الأولمبي في روما مباراة "بين الأديان" من أجل السلام بمبادرة منه.

وعام 2019، قال فرنسيس في أحد تصريحاته: "كثيرون يقولون إن كرة القدم هي أجمل لعبة في العالم. وأنا أعتقد ذلك أيضًا". 

البابا فرنسيس خلال استقباله مارادونا عام 2014- غيتي

وعام 2013، خاطب البابا لاعبي منتخبي إيطاليا والأرجنتين، وذكر اللاعبين بمسؤولياتهم الاجتماعية، محذرًا من الإفراط في جعل اللعبة "تجارة". وقال: "نحن في خدمة شيء أكبر من أنفسنا، شيء يسمو بنا جماعيًا وفرديًا".

حب البابا لكرة القدم ألهم مشهدًا في فيلم عرضته منصة نتفليكس وهو الفيلم الشهير "الباباوان"، والذي يظهر فيه البابا السابق بنديكتوس السادس عشر والكاردينال خورخي بيرغوليو (الذي سيصبح لاحقًا البابا فرنسيس)، وهما يشاهدان نهائي كأس العالم 2014 بين ألمانيا والأرجنتين.

كان ذلك محض خيال، إذ إن فرنسيس امتنع عن مشاهدة التلفاز منذ عام 1990 – وهو العام الذي فازت فيه ألمانيا الغربية على الأرجنتين في نهائي كأس العالم الذي استضافته إيطاليا – في حين كان سلفه يفضل الموسيقى الكلاسيكية والقراءة.

بين مارادونا وميسي

ومن الملفت أن البابا فرنسيس لم يأتِ يومًا على ذكر كأس العالم 1978 التي أقيمت في الأرجنتين في ظل دكتاتورية عسكرية، عندما كان قائدًا إقليميًا للرهبنة اليسوعية.

لكنه خصص فصلًا كاملًا في سيرته الذاتية التي نُشرت عام 2024 عن مارادونا، الذي سجّل هدفًا قال عنه اللاعب "يد الله"، حين لمس الكرة بيده وساعد الأرجنتين على الفوز على إنكلترا في ربع نهائي مونديال 1986.

والسنة الماضية، قال البابا في حديث صحافي: "عندما استقبلت مارادونا في الفاتيكان قبل سنوات… سألته مازحًا: 'إذًا، أي يد هي المذنبة؟". 

وعندما سُئل مرة عن أعظم لاعب في تاريخ اللعبة، مارادونا أم ميسي، اختار طريق الحذر، وأجاب: "مارادونا، كلاعب، كان عظيمًا. لكن كإنسان، فشل"، في إشارة إلى صراعات الأسطورة الراحل الطويلة مع الإدمان على الكوكايين والكحول، أما ميسي، فقد وصفه بأنه "رجل نبيل"، لكنه أضاف بأنه يفضل ثالثًا: بيليه، الذي وصفه بـ"رجل ذو قلب كبير".

المصادر:
وكالات
شارك القصة