الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

البرد أكثر فتكًا من الحرّ.. هل يُنقذ الاحتباس الحراري الأرواح؟

البرد أكثر فتكًا من الحرّ.. هل يُنقذ الاحتباس الحراري الأرواح؟

Changed

ناقش برنامج "قضايا" تأثير الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة على الحياة على كوكب الأرض (الصورة: غيتي)
بين عامي 2000 و2019، زادت الوفيات السنوية جراء التعرّض للحرارة، مقابل انخفاض عدد الوفيات الناجمة عن التعرّض للبرد بشكل كبير.

كشفت دراسة نشرتها مجلة "لانسيت" العلمية أن الاحتباس الحراري الناجم عن تغيّر المناخ يجعل درجات الحرارة "أقلّ فتكًا"، إذ كان معدل الوفيات يبلغ حالة واحدة نتيجة الحرارة، مقابل تسع وفيات مرتبطة بالبرد.

ووجدت الدراسة أنه بين عامي 2000 و2019، زادت الوفيات السنوية من التعرّض للحرارة العالية، مقابل انخفاض عدد الوفيات الناجمة عن التعرّض للبرد بشكل كبير.

وطرحت هذه الدراسة فرضية تفيد بأنه " إذا كانت البرودة أكثر فتكًا من الحرارة، وبينما يزداد الكوكب سخونة، فان الاحترار العالمي قد ينقذ الأرواح".

وتُشير التوقّعات إلى أن ارتفاع درجة حرارة الكوكب، قد يعني تحسّن الطقس في المناطق الواقعة شمال العالم، وأغلبها من الدول الغنية، حيث يمكن للناس الإنفاق على حماية أنفسهم من برودة الطقس. وفي المقابل، قد تكون زيادة درجات الحرارة عقابًا لسكان المناطق الدافئة والأقل ثراءً، حيث تعتبر مكيّفات الهواء من الكماليات. وبالتالي، قد تؤدي ذلك إلى تغيير المعادلة بزيادة أعداد الوفيات الناتجة عن الحرارة المرتفعة.

وأوضح مؤلفو الدراسة أن النتائج تشير إلى أن الاحترار العالمي "قد يقلّل بشكل طفيف الوفيات المرتبطة بدرجات الحرارة على المدى القصير".

كيف سيكون الوضع على المدى الطويل؟

استشهدت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية بدراسة نشرتها مجلة "هارفارد الفصلية للاقتصاد" في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، حيث توقّع الباحثون "أن يظلّ معدل الوفيات المرتبطة بدرجات الحرارة في جميع أنحاء العالم على حاله، ولكن مع وجود تباين جغرافي، حيث تعاني البلدان الأكثر سخونة والأكثر فقرًا".

وتوقّعت دراسة "هارفارد الفصلية للاقتصاد" أن تعاني النيجر، وهي واحدة من أفقر البلدان وأكثرها سخونة في العالم، من أكبر زيادة في الوفيات المرتبطة بدرجات الحرارة، بينما تشهد فنلندا الباردة الغنية أكبر انخفاض.

وذكرت الصحيفة أن العديد من الدراسات التي تتنبأ بالوفيات بسبب درجات الحرارة في المستقبل لا تأخذ في الحسبان "تكيف البشر مع درجات الحرارة"، ليس لأنهم لا يعتقدون أن البشر سيتكيفون، ولكن لأن التكيف يصعب قياسه.

ورغم ذلك، قالت كريستي إيبي، عالمة الأوبئة في مركز الصحة والبيئة العالمية بجامعة واشنطن والتي لم تشارك في البحث للصحيفة: "يمكن الوقاية من جميع الوفيات المرتبطة بالحرارة، ولذا يجب أن نمنع كل حالة وفاة يمكن أن تسببها الحرارة. وهناك الكثير من الآليات للقيام بذلك".

وأوضحت الصحيفة أنه عندما عانت سياتل من موجة حرارة قياسية في الصيف الماضي، فتحت السلطة الإقليمية للمشرّدين مساحات تبريد داخلية، وكانت وكالة المرافق العامة في المدينة قد ملأت الخزانات استعدادًا لارتفاع معدلات استخدام المياه. كما ارتفعت نسب مبيع المكيفات الهوائية بشكل كبير.

لكن بالنسبة لمعظم دول العالم، سيكون التكيّف مع الحرارة أكثر صعوبة.

وفي هذا الإطار، قال أندرو ديسلر، أستاذ علوم الغلاف الجوي في جامعة تكساس "إيه آند إم" الذي لم يشارك في البحث، للصحيفة: "التكيّف لا يحدث بين ليلة وضحاها. الأمر يتطلّب سياسة ويستهلك المال".

وأضاف: "الأشخاص الذين بالكاد يستطيعون التكيّف مع درجات الحرارة الآن، لن يكون لديهم الموارد للتكيّف معها على المدى الطويل. وبالتالي فانهم سيعانون ".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close