الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

البطريرك الماروني يزور باريس.. ماكرون يدعو لبنان لانتخاب رئيس "من دون تأخير"

البطريرك الماروني يزور باريس.. ماكرون يدعو لبنان لانتخاب رئيس "من دون تأخير"

Changed

نافذة إخبارية حول الحراك السياسي المتسارع في لبنان على خط ملف الانتخابات الرئاسية (الصورة: تويتر - أرشيف)
عبّر ماكرون والراعي عن "مخاوفهما العميقة بشأن الأزمة" التي يعاني منها لبنان و"شلل المؤسسات الذي فاقمه شغور سدّة الرئاسة منذ أكثر من سبعة أشهر".

طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الثلاثاء، القوى السياسية في لبنان بانتخاب رئيس للجمهورية "من دون تأخير"، مؤكدًا خلال استقباله في قصر الإليزيه البطريرك الماروني بشارة الراعي دعمه "الجهود" التي يبذلها رأس الكنيسة المارونية لإخراج لبنان من "المأزق السياسي".

وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إنّ: ماكرون والراعي "عبّرا عن مخاوفهما العميقة بشأن الأزمة" التي يعاني منها لبنان و"شلل المؤسسات الذي فاقمه شغور سدّة الرئاسة منذ أكثر من سبعة أشهر".

وأضاف الإليزيه في بيانه أنّ الرئيس الفرنسي والبطريرك الماروني "اتّفقا على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية بدون تأخير". ونقل البيان عن ماكرون تشديده على "ضرورة" بقاء مسيحيي لبنان "في قلب التوازن الطائفي والمؤسّسي للدولة اللبنانية".

موقف فرنسا ودعم فرنجية

وتأتي زيارة الراعي إلى باريس في وقت تحاول فيه قوى سياسية عدّة التوافق على دعم مرشّح للرئاسة، لقطع الطريق أمام وصول الوزير السابق سليمان فرنجية الذي يحظى بدعم رئيسي من حزب الله.

وينتقد مسؤولون لبنانيون، بعضهم زار باريس مؤخرًا، فرنسا لدعمها، وفق قولهم وتقارير عدة، وصول فرنجية الى الرئاسة، الأمر الذي ينفيه دبلوماسيون فرنسيون.

ووصل الراعي إلى باريس آتيًا من الفاتيكان، حيث التقى وزير خارجية الكرسي الرسولي الكاردينال بييترو بارولين.

والراعي الذي يرأس أكبر طائفة مسيحية في لبنان، ناقش مع ماكرون خلال اجتماعهما الذي استمر ساعة "وسائل التقريب بين الآراء"، بحسب ما أفادت أوساط البطريرك.

"عقبة" أمام الإصلاحات

وبحسب الرئاسة الفرنسية، فقد شدّد ماكرون على أنّ "الانسداد" الراهن في لبنان يمثّل "عقبة" أمام الإصلاحات، "التي بدونها لا يمكن أن يكون هناك نهوض واستقرار دائم للبنان".

وتقود باريس منذ أشهر حراكًا من أجل حثّ اللبنانيين على الإسراع في انتخاب رئيس للبلاد وإجراء إصلاحات ملحّة للحصول على دعم مالي دولي، يخرج بلدهم من أزمته الاقتصادية المتفاقمة منذ خريف 2019.

وحذّر صندوق النقد الدولي في مارس/ آذار من خطورة الوضع الاقتصادي في لبنان، موجهًا انتقادات لاذعة للسلطات بسبب غياب الإصلاحات.

وفي فبراير/ شباط الماضي، عقد ممثّلو خمس دول معنيّة بالشأن اللبناني بينها فرنسا والولايات المتحدة والسعودية اجتماعًا في باريس من أجل مناقشة الوضع في لبنان، من دون تحقيق أي تقدّم.

فشل بانتخاب رئيس

وما زالت أزمة الفراغ الرئاسية مستمرة في البلاد، حيث أخفق البرلمان اللبناني أكثر من 10 مرات في انتخاب خلف للرئيس ميشال عون الذي انتهت ولايته نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ويدعم حزب الله وحلفاؤه وصول فرنجية إلى الرئاسة، بينما يعارض وصوله خصوم حزب الله، وأبرزهم حزبا القوات اللبنانية والكتائب المسيحيان. كما يعارضه التيار الوطني الحرّ المسيحي برئاسة جبران باسيل، حليف حزب الله.

ولا يملك أيّ فريق أكثرية برلمانية تمكنّه من إيصال مرشّحه. وهناك كتلة مستقلّين في البرلمان لا تميل كذلك لانتخاب فرنجية.

ومن أسماء المرشحين للرئاسة أيضًا النائب المعارض ميشال معوض، والوزير السابق جهاد أزعور الذي يتولّى حاليًا إدارة قسم الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي. وتسعى الأحزاب المسيحية الثلاثة إلى التوافق على أزعور.

وقال البطريرك الراعي في عظة ألقاها الأحد، في إشارة إلى أزعور من دون أن يسمّيه: "نودّ أن نشكر الله على ما نسمع بشأن الوصول إلى بعض التوافق بين الكتل النيابية حول شخصية الرئيس المقبل، بحيث لا يشكّل تحدّيًا لأحد، ويكون في الوقت عينه متمتّعاً بشخصية تتجاوب وحاجات لبنان اليوم وتوحي بالثقة الداخلية والخارجية".

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close