Skip to main content

البنتاغون يقلّص وجوده العسكري في سوريا.. ما وراء القرار؟

السبت 19 أبريل 2025
البنتاغون يقول إن خطة الانسحاب "مدروسة ومشروطة" - غيتي

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، الجمعة، أنها تعتزم خفض عدد الجنود الأميركيين المنتشرين في سوريا إلى أقل من ألف جندي تقريبًا في الأشهر المقبلة.

وتحتفظ واشنطن بقوات في سوريا منذ سنوات كجزء من الجهود الدولية لمحاربة تنظيم "الدولة" الذي استولى على مساحات شاسعة من الأراضي هناك وفي العراق المجاور قبل أكثر من عقد قبل أن يمنى بهزائم في البلدين.

"عملية مدروسة ومشروطة"

وقال المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل في بيان: إن "وزير الدفاع أعطى اليوم توجيهات بإدماج القوات الأميركية في سوريا عبر اختيار مواقع محددة"، دون تحديد المواقع التي سيجري فيها ذلك.

وأضاف أن "هذه العملية المدروسة والمشروطة من شأنها خفض عديد القوات الأميركية في سوريا إلى أقل من ألف جندي أميركي خلال الأشهر المقبلة".

وتابع بارنيل أنه "مع حدوث هذا الادماج، بما يتفق مع التزام الرئيس ترمب بالسلام من خلال القوة، ستظل القيادة المركزية الأميركية مستعدة لمواصلة الضربات ضد بقايا تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا"، في إشارة إلى القيادة العسكرية المسؤولة عن المنطقة.

ماذا تريد واشنطن من السلطات السورية؟

وفي هذا الإطار، أفاد مراسل التلفزيون العربي من واشنطن، عماد الرواشدة، بأنّ ما تريده واشنطن من السلطة السورية يتمحور حول نقطة أساسية، هي "الأمن"، مشيرًا إلى أنّ الانسحاب العسكري سيؤدي إلى خفض الوجود الأميركي إلى 1400 جندي، على أن يُتوقَّع أن يصل العدد النهائي لاحقًا إلى 500 جندي فقط.

ولفت إلى أنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لا تريد أن يكون هناك أيّ جندي أميركي على الأراضي السورية، معتبرًا أن هذا الانسحاب يُؤشّر إلى وجود ثقة - ولو نسبية - في الإدارة السورية الجديدة بقدرتها على مكافحة الإرهاب، باعتبار أن مسألة وجود تنظيم "الدولة" تُؤرّق الولايات المتحدة.

وسلّط الضوء على وجود نحو 10 آلاف مقاتل من تنظيم "الدولة" في سجون شمال شرق سوريا، هم وعائلاتهم، مبيّنًا أن هذا الأمر يثير مخاوف لدى الإدارة الأميركية من احتمال إطلاق سراحهم وتشكيلهم تهديدًا للأمن في سوريا وللمصالح الأميركية.

ووفقًا لمراسل التلفزيون العربي، فإنّ وسائل إعلام أميركية تحدّثت عن دور الجنرالات الأميركيين في تقريب وجهات النظر والتوصّل إلى اتفاق بين الإدارة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، معتبرًا أن هذا يُعدّ مؤشرًا إضافيًا على قدرة الحكومة السورية على ضبط الأمن.

سنوات الحرب ضد تنظيم "الدولة"

ودفع هجوم دامٍ لمقاتلين من تنظيم "الدولة" عام 2014 بالولايات المتحدة إلى شن حملة جوية دعمًا لوحدات تابعة للحكومة العراقية وقوات سوريا الديمقراطية تصدت للتنظيم.

ونشرت واشنطن أيضًا آلافًا من الجنود الأميركيين لتقديم المشورة والمساعدة للقوات المحلية، حيث خاضت القوات الأميركية في بعض الحالات معارك مباشرة ضد المتشددين.

ساهمت واشنطن في التوصل إلى اتفاق بين السلطة السورية وقوات قسد - غيتي

وبعد سنوات من الحرب الدامية، أعلن رئيس الوزراء العراقي النصر النهائي على تنظيم الدولة في ديسمبر/ كانون الأول 2017، في حين أعلنت قوات سوريا الديمقراطية هزيمة "خلافة" الجماعة في مارس/ آذار 2019 بعد الاستيلاء على معقلها الأخير في سوريا.

وصعدت واشنطن من عملها العسكري ضد تنظيم "الدولة" في سوريا في أعقاب الإطاحة بنظام بشار الأسد، على الرغم من أنها حولت تركيزها مؤخرًا إلى اليمن لاستهداف الحوثيين الذين يهاجمون خطوط الشحن الدولي منذ أواخر عام 2023.

وتعرضت القوات الأميركية في العراق وسوريا لهجمات متكررة من قبل مسلحين موالين لإيران في أعقاب اندلاع حرب غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لكنها ردت بضربات عنيفة على أهداف مرتبطة بطهران، وتراجعت الهجمات إلى حد كبير.

ولسنوات أعلنت واشنطن أنها تنشر نحو 900 عسكري في سوريا في إطار الجهود الدولية ضد تنظيم "الدولة"، لكن البنتاغون أعلن في ديسمبر 2024 أن عدد جنوده في سوريا تضاعف في وقت سابق من العام إلى نحو ألفين.

وفي وقت تعمل الولايات المتحدة على تقليص قواتها في سوريا، سعى العراق أيضًا إلى إنهاء وجود التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على أرضه، حيث قالت واشنطن إنها تحتفظ بنحو 2500 جندي هناك.

وأعلنت الولايات المتحدة والعراق أن التحالف سينهي مهمته العسكرية التي استمرت عقدًا في العراق بحلول نهاية عام 2025، وبحلول سبتمبر/ أيلول 2026 في إقليم كردستان شمالي العراق.

المصادر:
التلفزيون العربي - أ ف ب
شارك القصة