في أشد تنديد أميركي بالعمليات الجوية التركية ضد المسلحين الأكراد في شمال سوريا حتى الآن، حذّرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) من أن تعرض الضربات الجوية التي نفّذتها تركيا في الآونة الأخيرة في شمال سوريا التقدّم الذي أُحرز على مدى سنوات ضد مقاتلي "تنظيم الدولة" للخطر، مضيفة أن هذه الضربات هدّدت سلامة العسكريين الأميركيين الموجودين هناك.
ومطلع الأسبوع الحالي، شنّت أنقرة عمليات جوية في سوريا تحت مسمّى "المخلب السيف الجوية"، ردًا على هجوم بقنبلة في إسطنبول قبل أسبوع أدى إلى مقتل ستة أشخاص، وألقت باللوم فيه على "وحدات حماية الشعب".
والأربعاء، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن العمليات الجوية التي تنفّذها أنقرة ليست سوى البداية، وإنها ستشنّ عملية برية عندما يكون ذلك ملائمًا بعد تصعيد الضربات الانتقامية.
وأفاد مراسل"العربي" في إسطنبول أحمد غنّام، بأن أردوغان غيّر موقفه من توقيت تنفيذ العملية البرية في شمالي سوريا، مشيرًا إلى وجود نقاط خلاف مع روسيا وهو ما يُعيق تنفيذ هذه العملية في الوقت القريب.
#تركيا تعلن قصف نحو 500 موقع تابع لحزب العمال الكردستاني، شمالي #سوريا و #العراق، و #أردوغان يؤكد أنها "ليست سوى البداية" تقرير: ملهم بريجاوي pic.twitter.com/KEUhpDq8iS
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 23, 2022
وتحتفظ الولايات المتحدة بقرابة 900 جندي في سوريا، لا سيما في شمالها الشرقي، حيث يعملون مع "قوات سوريا الديمقراطية"، التي يقودها مقاتلون أكراد من "وحدات حماية الشعب"، لمحاربة فلول "تنظيم الدولة".
وقال المتحدث باسم البنتاغون البريجادير جنرال بات رايدر، في بيان: "الضربات الجوية الأخيرة في سوريا هددت بشكل مباشر سلامة العسكريين الأميركيين الذين يعملون في سوريا مع شركاء محليين لهزيمة تنظيم الدولة، والاحتفاظ باحتجاز أكثر من عشرة آلاف معتقل من التنظيم المتشدد".
وإذ أكد أن الولايات المتحدة تعترف "بمخاوف تركيا الأمنية المشروعة"، شدّد على أن "التهدئة الفورية ضرورية من أجل الحفاظ على التركيز على مهمة هزيمة تنظيم الدولة، وضمان سلامة وأمن العسكريين على الأرض الملتزمين بمهمة هزيمة التنظيم".
وسبق أن توغّلت تركيا عسكريًا في سوريا لاستهداف "وحدات حماية الشعب" الكردية، معتبرة إياها جناحًا لحزب "العمال الكردستاني" المحظور، والذي تصنّفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية.
وهذه ليست المرة الأولى التي تُهدّد فيها العمليات التركية في شمال سوريا العسكريين الأميركيين.
ففي عام 2019، تعرّضت القوات الأميركية في المنطقة لقصف مدفعي من مواقع تركية، بينما شنّت أنقرة هجومًا على المسلحين الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة آنذاك.