الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

"التاريخ والجغرافيا لنا".. الفلسطينيون يحيون الذكرى الـ46 ليوم الأرض

"التاريخ والجغرافيا لنا".. الفلسطينيون يحيون الذكرى الـ46 ليوم الأرض

Changed

وثائقي "كنت هناك" يعود بالذاكرة إلى ما شهده يوم الأرض عام 1976 (الصورة: غيتي)
يُحيي الفلسطينيون الذكرى الـ46 ليوم الأرض بفعاليات مختلفة، يؤكدون من خلالها على تمسكهم بأرضهم، مشددين على أن الأرض لنا والتاريخ لنا والجغرافيا لنا.

تحلّ ذكرى يوم الأرض الـ46، فيما يتواصل النضال الفلسطيني بمقابل تمادي الاحتلال في جرائمه وانتهاكاته.

ويُحيي الفلسطينيون المناسبة على أرضهم وفي مخيمات اللجوء والشتات، بينما يجدد قطعان المستوطنين اقتحاماتهم للمسجد الأقصى، ويقطع آخرون ما يقرب من 170 شجرة في نابلس، وتعتقل قوات الاحتلال شبانًا في بلدة كفر قدوم، التي يواظب أهاليها على الخروج في مسيرات مناهضة للاستيطان.

في أريحا والأغوار أحيا الفلسطينيون المناسبة بزراعة أشجار مثمرة وحرجية، وفي الداخل الفلسطيني وُضعت أكاليل الزهور على أضرحة شهداء يوم الأرض 1976، وفي خان يونس نُظمت فعالية على شاطئ المدينة، وفعاليات أخرى شهدها ويرتقب أن يشهدها القطاع ومناطق فلسطينية أخرى.

أما في القدس فتغيب مظاهر إحياء يوم الأرض عن المدينة بأمر من سلطات الاحتلال منذ عام 2015.

وفي المواقف، حملت وزارة الخارجية الفلسطينية "دولة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن استمرار الظلم التاريخي، الذي حل لشعبنا ونتائجه المتواصلة في ساحة الصراع".

وأكدت أن "ذكرى يوم الأرض ستبقى خالدة ومحطة أساس في مسيرة شعبنا النضالية حتى نيل حقوقه الوطنية العادلة والمشروعة المتمثلة في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفي تفكيك وإسقاط نظام الفصل العنصري الإسرائيلي".

بدورها، أكدت حركة "حماس"، أن ذكرى يوم الأرض ستظل محطة بارزة يستلهم منها الشعب الفلسطيني معاني الوحدة الوطنية في الصمود والثبات والمقاومة.

وشددت على "التمسك بأرض فلسطين التاريخية من بحرها إلى نهرها، والحق المشروع في الدّفاع عن الأرض والمقدسات، وردّ العدوان وحماية شعبنا، وبخيار المقاومة الشاملة خيارًا إستراتيجيًا لردع الاحتلال وانتزاع حقوقنا الوطنية كاملة".

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي كانت للمناسبة مساحتها على الفضاء الافتراضي. حيث كتب مؤمن الحلبي: "الأرض هدفنا والمقاومة طريقنا"، فيما غرّدت شابة فلسطينية بعبارة: "منها خلقنا ومن أجلها نعيش وإلى أحضانها نعود". وعن محمود درويش نقل محمود آخر: "باقون ما بقي الزعتر والزيتون".

بدورها سارة، شددت على أن "كل أوطان العالم لا تملأ قلب فلسطيني في الشتات"، فيما شددت هبة على أن "الأرض لنا والتاريخ لنا والجغرافيا لنا.. وحلمنا بوطن كريم لن نتنازل عنه".

ويعيد الثلاثين من مارس/ آذار من كل عام ذكرى انتفاضة الفلسطينيين من الجليل إلى النقب عام 1976 دفاعًا عن الأراضي الفلسطينية، ورفضًا لاستيلاء الاحتلال عليها.

ما الذي حدث في هذا التاريخ؟

تنفيذًا لما سُمي بـ"مشروع تطوير الجليل"، قامت السلطات الإسرائيلية بمصادرة 21 ألف دونمًا من الأراضي الفلسطينية. 

ورفضًا لهذا القرار عمّ إضراب عام وتحركت مسيرات من الجليل إلى النقب، فاندلعت مواجهات أسفرت عن سقوط ستة فلسطينيين وإصابة واعتقال المئات.

الإضراب الشامل أعلنت عنه لجنة الدفاع عن الأراضي مطلع آذار 1976، وفي 29 من الشهر نفسه قررت حكومة رابين إفشال يوم الأرض بالقمع وحظر التجوال، فسُجل سقوط الشهيد الأول خير ياسين من بلدة عرابة البطوف.

وللتصدي لقرار الاستيلاء، حاصر أهالي شفا عمرو مقرّ اجتماع رؤساء المجالس المحلية وقيادات حزب العمل.

وفي 30 من مارس، عمّت مظاهرات ضخمة المدن والقرى العربية، الأمر الذي قابلته إسرائيل بالرصاص الحي، فسقط على الأثر خمسة شهداء، هم: خديجة شواهنة ورجا أبو ريا وخضر خلايلة من سخنين، ومحسن طه من كفركنا، ورأفت زهيري من نور شمس.

وفيما يواصل الفلسطينيون إحياء المناسبة سنويًا، فإن قوات الاحتلال غالبًا ما تواجه التحركات السلمية بالعنف.

وفي عام 2018، وبعدما أطلق الفلسطينيون "مسيرات العودة الكبرى" في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي الشتات وأراضي فلسطين التاريخية، تمسكًا بأرضهم في يوم الأرض، قمع الجيش الإسرائيلي المسيرات السلمية التي استمرت لأشهر وطالب خلالها الفلسطينيون برفع الحصار عن قطاع غزة وبعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم.

وقد وثق مركز الميزان لحقوق الإنسان استشهاد 215 شخصًا من المتظاهرين المشاركين في مسيرات العودة وكسر الحصار، من بينهم 47 طفلًا وامرأتان، وذلك حتى نهاية عام 2019.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close