الجمعة 13 حزيران / يونيو 2025
Close

التحالف أمام امتحان وجودي.. أوروبيون يرون ترمب أقرب للديكتاتورية

التحالف أمام امتحان وجودي.. أوروبيون يرون ترمب أقرب للديكتاتورية

شارك القصة

يواجه التحالف التقليدي بين أوروبا والولايات المتحدة اهتزازًا غير مسبوق تقريبًا - غيتي
يواجه التحالف التقليدي بين أوروبا والولايات المتحدة اهتزازًا غير مسبوق تقريبًا - غيتي
الخط
بات قطاع واسع من الأوروبيين يؤمن بأن العلاقة عبر الأطلسي لم تعد مركزية كما كانت، وهو ما قاد إلى تصاعد الدعوات داخل الاتحاد الأوروبي إلى صياغة مقاربات جديدة.

تزايد القلق الأوروبي بعد مئة يوم من عودة الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، حيث فتحت قراراته المتتالية نقاشات داخل بروكسل بشأن إعادة تقييم شامل للعلاقات الإستراتيجية مع الولايات المتحدة.

وبات قطاع واسع من الأوروبيين يؤمن بأن العلاقة عبر الأطلسي لم تعد مركزية كما كانت، وهو ما قاد إلى تصاعد الدعوات داخل الاتحاد الأوروبي إلى صياغة مقاربات جديدة تجاه شراكات الأمن والتحالفات الدولية.

"امتحان وجودي"

وقد رصد أحدث الاستطلاعات قناعة 4 من كل 10 أوروبيين بأن أسلوب ترمب في الحكم أقرب إلى الديكتاتورية، كما رأى فيه أكثر من نصف الأوروبيين خصمًا لا حليفًا.

وهذا المشهد جعل التحالف التقليدي بين بروكسل وواشنطن يواجه اليوم امتحانًا وجوديًا في السياسة والأمن والاقتصاد.

وفي هذا السياق، قال جيمس موران، كبير الباحثين لدى المركز الأوروبي للدراسات السياسية: "كثير من الانقسامات وحالة عدم اليقين مصدرها الجانب الأميركي".

وأضاف موران: "يجب ألا ننسى أن العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة علاقة محورية، لكنها أصبحت على المحك فيما يرتبط بملايين الوظائف والاستثمارات وغيرهما، فضلًا عن تعاون أمني كان يمتد لعقود طويلة".

وفي البرلمان الأوروبي، لم تعد التحذيرات من واشنطن همسًا دبلوماسيًا، حيث توحد أصواتٌ تشريعية بتوجهاتها المختلفة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار وما بينهما الوسطيون والخضر، خطابها، وصارت تتحدث بوضوح عن لحظة مفصلية لضرورة استرجاع القرار الأوروبي، وإعادة توجيه البوصلة السياسية بعيدًا عن المزاج الأميركي المتقلب.

وقالت كريستين أندرسون، عضو في البرلمان الأوروبي عن ألمانيا: "بإيعاز من ترمب سلب الاتحاد الأوروبي الدول الأعضاء سيادتها، ودمر قوتها الاقتصادية، وقلل قيمة عملتها، وجرد مواطنيها من حقوقهم. يجب أن يتوقف كل هذا. نحن بحاجة إلى العودة لأسس الديمقراطية: حكم الشعب، من أجل الشعب، وبواسطة الشعب".

ولمواجهة هذا التراجع عند الحليف الأميركي، وفي مسعى لتقليل الاعتماد عليه، بدأ التفكير في بروكسل يتجاوز ردود الفعل التقليدية، كما لم تعد المبادرات الدفاعية الأوروبية مجرد أفكار، بل تحولت إلى خطط قيد التفعيل ولو على المدى الطويل.

"الأوروبيون يسابقون الزمن"

وقد قالت ليزا موسيول، خبيرة الشأن الأوروبي لدى مجموعة الأزمات الدولية - بروكسل، إن "الأوروبيين يسابقون الزمن لاتخاذ خطوات لم نشهدها من قبل، يتحدثون عن بدائل للمظلة النووية لا تشمل نظيرتها الأميركية، ويتحدثون عن تشكيل تحالف الراغبين، ويخوضون نقاشات بشأن الأمن الأوروبي من دون وجود الولايات المتحدة على الطاولة".

ولا يقتصر القلق على الأمن والسياسة، فقرارات واشنطن التجارية الأخيرة، من الرسوم الجمركية إلى التشدد في التعامل مع الصناعات الأوروبية، أشعلت جبهة اقتصادية موازية ووضعت مفاهيم الشراكة والتحالف على المحك.

ويقول الأوروبيون، إن مئة يوم تبدو كافية لرسم صورة عن حاضر العلاقة مع واشنطن ومستقبلها، حيث يواجه التحالف التقليدي اهتزازًا غير مسبوق تقريبًا، وسط شراكة إستراتيجية تحت الاختبار وقلق متزايد من إدارة أميركية توصف بالمزاجية والتقلب.

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي