السبت 20 أبريل / أبريل 2024

التحقيقات في تفجير نورد ستريم.. ماذا بعد اتهام مجموعات أوكرانية بتنفيذه؟

التحقيقات في تفجير نورد ستريم.. ماذا بعد اتهام مجموعات أوكرانية بتنفيذه؟

Changed

حلقة من "للخبر بقية" تلقي الضوء على التحقيقات في قضية تفجير أنابيب نورد ستريم (الصورة: تويتر)
ما بين كييف وموسكو، يبرز الموقف الغربي المُحرَج، فالولايات المتحدة مثلًا دعت إلى التريّث وانتظار التحقيقات الأوروبية، وجددت الثقة بشركائها.

خلطت تحقيقات إعلامية غربية أوراق قضية استهداف أنابيب غاز نورد ستريم من جديد.

فقد كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، عن ضلوع مؤيدين لأوكرانيا في عملية التخريب، مستندة إلى معلومات استخباراتية أميركية لم تحدد طبيعتها ولا كيفية الحصول عليها.

تفاصيل العملية

التحقيق الأميركي أيدته تقارير ألمانية، كاشفة تفاصيل أكثر، مشيرة إلى أن النتائج بيّنت أنه تم تنفيذ العملية من فريق مؤلف من 6 أشخاص نقلوا المتفجرات على متن سفينة مستأجرة.

وبحسب التقارير الألمانية، أبحرت السفينة من ميناء روستوك بألمانيا، في السادس من سبتمبر/ أيلول الماضي، حيث نقلت المتفجرات إلى المرفأ بشاحنة قبل ذلك، وعادت قبل تنظيفها بشكل جيد، ما أدى إلى عثور محققين على آثار الأسلحة فيها.

هذا الواقع الجديد جاء طوق نجاة لروسيا التي لطالما استُبعدت من التحقيقات الأوروبية، إلا أنها وعلى لسان المتحدث باسم الكرملين، اعتبرت أن التقارير محاولة لتشتيت الانتباه، مجددة المطالبة بالمشاركة في أي تحقيق دولي في هذا الملف.

في المقابل، تنفي أوكرانيا المسؤولية، ووضع مستشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي ذلك ضمن نظريات المؤامرات "المضحكة".

وما بين كييف وموسكو، يبرز الموقف الغربي المُحرَج، فالولايات المتحدة مثلًا دعت إلى التريّث وانتظار التحقيقات الأوروبية، وجددت الثقة بشركائها.

كما سار أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ على الخط نفسه، واعتبر أن هوية المسؤولين عن الهجوم لم تتضح بعد، تاركًا جلاء الحقيقة إلى حين انتهاء التحقيقات، وقال: إن هجومًا وقع بالفعل على خط الأنابيب، لكن الحلف لم يتمكن بعد من تحديد المتورطين بعد.

نصف الحقيقة

في هذا السياق، يرى أستاذ الدراسات الأوروبية في جامعة ستانفورد أولريش بروكنر أن "التحقيقات أظهر جزءًا صغيرًا من الأدلة، وبالتالي الوقت لا يزال مبكرًا جدًا للوصول إلى استنتاج معيّن".

ويشير بروكنر، في حديث إلى "العربي" من برلين، إلى أن "هذا الأنبوب عند تفجيره لم يكن لديه أي أهمية، حيث أن ألمانيا قلّلت من نسبة اعتمادها على الغاز الروسي".

ويلفت إلى أن "غالبية الألمان يعتبرون أن إعادة تشغيله أمر خاطئ، وبالتالي هذا الملف لا يستحق هذا الاهتمام".

ويعتبر الخبير الألماني أن "ما ظهر حتى الآن هو نصف الحقيقة، والهدف من ذلك هو تدمير مصداقية الحكومة الأوكرانية الحالية".

ويشدد على أنه "في حال كان الجميع يريد التحقيق، فيجب انتظار النتائج وعدم التكهّن قبل البدء بجمع كل الأدلة".

استياء أميركي

من جهته، يعتبر الكاتب الصحافي أحمد فتحي أن "النتائج التي انتشرت عبر الصحف العالمية غامضة، حيث أنه لا أحد يعرف مصادر المعلومات الاستخباراتية".

ويشير فتحي، في حديث إلى "العربي" من نيويورك إلى أنه "لا يمكن إعطاء هكذا تقارير غامضة هذا الكم من الأهمية، ومن هنا تنبع أهمية إجراء تحقيق دولي شفّاف".

ويقول: "نفي هذه التقارير لم يأتِ من الجانب الأميركي، بل من الجانب الأوكراني فقط".

ويضيف: "في كواليس البيت الأبيض، هناك حالة استياء تجاه بعض العمليات الأوكرانية التي حصلت بعيدًا عن واشنطن، كاستهداف القاعدة الجوية الروسية في جزيرة القرم".

ويتابع قائلًا: "وبالتالي، فإذا كانت عملية نورد ستريم حصلت من طرف أوكرانيا، فهي تندرج في الخانة نفسها لتلك العمليات".

مشاركة روسيا في التحقيقات

بدوره، يعتبر الكاتب الصحافي يفغيني سيدروف أن "المشكلة بالنسبة لروسيا تكمن في تهميشها من التحقيقات".

ويشدد سيدروف، في حديث إلى "العربي" من موسكو، على أنه "من دون روسيا، لا يمكن أن يكون هناك نتائج موضوعية وغير مسيسة".

ويقول: "الكراهية لروسيا والمعارضة الغربية لموسكو تؤثران بقوة على هذا الملف".

ويضيف: "لدى روسيا أدلة وخبرة كبيرة في التحقيق في مثل هذه الحالات، ومن غير المقبول أي يتم رفض مشاركة موسكو فيها".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close