السبت 14 حزيران / يونيو 2025
Close

التحنيط لدى المصريين.. ما رائحة المومياوات القديمة؟

التحنيط لدى المصريين.. ما رائحة المومياوات القديمة؟

شارك القصة

مومياء مصرية
أثبتت الدراسة أن المصريين القدماء كانوا يستخدمون بعض أنواع التوابل والخشب في التحنيط - غيتي/ أرشيفية
الخط
فحص الباحثون الذين قاموا بدراسة بشأن رائحة المومياوات تسع منها في المتحف المصري بالقاهرة، وجمعوا عينة من الهواء داخل التوابيت.

وجد علماء أن المومياوات المصرية القديمة تنبعث منها روائح زكية وأخرى مثل الخشب والتوابل، مما يكشف عن منظور جديد لآلية التحنيط وممارساته والمواد التي استُخدمت فيه.

وتمثل هذه الدراسة -التي أجرتها كلية لندن الجامعية وجامعة ليوبليانا- أول تحليل منهجي لروائح المومياوات يجمع بين التحليل الكيميائي المتقدم والتقييم الحسي الشخصي.

وقالت سيسيليا بيمبيبري من كلية بارتليت للبيئة والطاقة والموارد بكلية لندن الجامعية: "أنوفنا أداة رائعة لمعرفة المزيد عن الماضي، وبالتالي قررنا استكشاف فكرة الأنف كأداة تشخيصية في حالة الجثث المحنطة".

وفحص الباحثون تسع مومياوات في المتحف المصري بالقاهرة، وجمعوا عينة من الهواء داخل التوابيت، وسحبوا عشرة لترات من الهواء عبر أنبوب أخذ العينات، ثم استخدموا مطياف الكتلة الغازي الكروماتوغرافي لتحديد كل انبعاث كيميائي.

وقالت بيمبيبري: "إنها تقنية في الأساس تمكننا من فصل كل مركب عضوي متطاير أو مواد كيميائية مسؤولة عن الرائحة العامة وتحديدها ووصفها".

وذكرت أن لجنة من المُقيِّمين المدربين حددوا بعد ذلك الروائح وجودتها وشدتها.

روائح المومياوات المصرية

وكشفت النتائج أن الروائح المميزة كانت لـ"راتنج الصنوبر"، و"راتنج الصمغ"، مثل المر واللّبان (العلكة)، والشمع المستخدم في عمليات التحنيط القديمة.

مومياء مصرية
يعتقد المصريون القدماء بحسب الدراسة أن الرائحة الطيبة تدل عل النقاء الإلهي بينما الرائحة الكريهة تدل علي التحلل - غيتي/ أرشيفية

وتكشف هذه الروائح -التي تُعتبر زكية حتى اليوم- أن المصريين القدماء كانوا يعتقدون أن الروائح الطيبة تدل على "النقاء الإلهي"، بينما تشير الروائح الكريهة إلى التحلل.

واستطاع -البحث الذي أُجري بالتعاون مع خبراء الترميم المصريين- التمييز بين مواد التحنيط الأصلية وإضافات لاحقة للترميم، مثل المبيدات الحشرية.

وقال بيمبيبري إن هذا النهج بدون توغّل أو تدمير يوفر طريقة جديدة لتحليل البقايا القديمة، مع ضمان الحفاظ عليها، مضيفةً: "يساعدنا هذا على فهم نوع المواد المستخدمة وطريقة وصول بعضها إلينا بعد آلاف السنين بشكل أفضل".

وتابعت بيمبيبري: "يمكن أن نعرف أكثر عن التاريخ والتراث بأنوفنا. وبالعمل مع صناع العطور والعلماء على إعادة إحياء هذه الروائح حتى يتمكن الناس من تجربتها في المتاحف وتكوين علاقة وجدانية شخصية مع التراث".

وتعزز الدراسة أيضًا فهم أساليب التحنيط وتكشف عن اختلافات مرتبطة بالعصر والموقع والوضع الاجتماعي والاقتصادي.

ويمكن للمتاحف الآن استخدام هذه النتائج في إتاحة للزوار تجربة شمّ تراث مصر القديمة.

تابع القراءة

المصادر

رويترز