الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

الترسيم البحري للحدود.. ما مستقبل صراع حقول الغاز بين لبنان وإسرائيل؟

الترسيم البحري للحدود.. ما مستقبل صراع حقول الغاز بين لبنان وإسرائيل؟

Changed

فقرة من برنامج "قضايا" تناقش مستقبل صراع حقول الغاز بين لبنان وإسرائيل (الصورة: وسائل التواصل)
بدأ النزاع حول ترسيم الحدود بين الطرفين بمساحة تقدر بنحو 860 كلم مربع ضمن ما يعرف بالخط 23، ثم شمل مساحة أكبر بواقع 1430 كلم مربع، وتشمل حقل كاريش.

أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل لا تزال مستمرة، وأن أي عمل أو نشاط في المنطقة المتنازع عليها يشكل استفزازًا وعملًا عدائيًا.

وقدم لبنان في يونيو/ حزيران الجاري للوسيط الأميركي آموس هوكشتاين عرضًا جديدًا لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، لا يتطرق إلى حقل كاريش للغاز الذي اعتبرت بيروت في وقت سابق أن أجزاء منه تقع في منطقة متنازع عليها.

وبين لبنان وإسرائيل منطقة متنازع عليها غنية بالنفط والغاز. وانطلقت من أجل ذلك مفاوضات غير مباشرة بين الجانبين في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، برعاية الأمم المتحدة وبوساطة أميركية، وعُقدت 5 جولات من التفاوض آخرها كان في مايو/ أيار 2021.

وتكمن القصة في محاولة إسرائيل الاستحواذ على ثروات الغاز في البحر المتوسط، إذ إنها تنقب في حقول عدة، لكنها أعلنت في يوليو/ تموز 2013 عن نيتها البدء في التنقيب في حقل جديد أطلق عليه اسم "كاريش".

ومؤخرًا، وصلت المحادثات بين لبنان وإسرائيل إلى طريق مسدود، عندما وصلت باخرة إلى الحقل المذكور والذي تقول إسرائيل إنه يقع في منطقتها، بينما يؤكد لبنان أن الحقل في منطقة متنازع عليها ضمن الخط 29.

النزاع على ترسيم الحدود البحرية

وبدأ النزاع لترسيم الحدود البحرية بين الطرفين بمساحة تقدر بنحو 860 كلم مربع ضمن ما يعرف بالخط 23، ثم شمل مساحة إضافية أكبر بواقع 1430 كلم مربع، وتشمل حقل "كاريش" ضمن الخط 29 وفق المطالب اللبنانية.

وتقدر مساحة هذا الحقل بنحو 150 كلم مربع، وتشير تقديرات إلى أن به احتياطيات تتراوح بين 1.5 -2 ترليون مكعب من الغاز.

ووفق وزارة الطاقة اللبنانية، فإن حقل كاريش يبعد بـ 4 كلم عن الحدود مع إسرائيل ونحو 15 كلم عن مكمن غازي لبناني تم مسحه.

وتوقعت مصادر لبنانية في السابق أن تقيم إسرائيل ما بين 3-4 آبار في الحقل، واحدة إلى اثنتين منها على الأقل على مسافة مؤثرة من ثروة لبنان من الغاز.

كما يحذر خبراء لبنانيون من خطورة أن تسمح تقنيات الحفر الحديثة بشكل منحرف أو حتى أفقي في حقل كاريش ما بين 4-7 كلم بالوصول إلى البلوكين رقم 8 و9 وبالتالي يحصل التعدي على ثروة لبنان من الغاز في البحر الأبيض المتوسط.

مستقبل صراع حقول الغاز بين لبنان وإسرائيل

وفي هذا الإطار، تقول الخبيرة في شؤون الغاز والطاقة لوري هيتايان: "كان هناك وضوح أكثر مما سبق من قبل الموقف الرسمي اللبناني بعد آخر زيارة للوسيط الأميركي على اعتماد الخط 23".

وتشير إلى أن "رئيس الجمهورية ميشال عون طرح عرضًا مضادًا للعرض الذي قدمه هوكشتاين وهو مبني على الخط 23، الذي يقول إن على لبنان أن يأخذ كل المنطقة المتنازع عليها إضافة إلى بلوك 72 من الناحية الإسرائيلية".

وتضيف هيتايان وهي أيضًا مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط في حديث لـ"العربي" من جنيف، أن القوى التغييرية في لبنان واضحة في موقفها بالاعتماد على الخط 29 وإمكانية تعديله.

وتحذر من أن تعديل الخط 29 وتعديل المرسوم 6433، قد يؤدي إلى حرب، وقد تضطر بعض الأحزاب كحزب الله إلى اللجوء للعنف.

وتلفت إلى أن لبنان ينتظر الموقف الإسرائيلي على العرض الذي قدمه رئيس الجمهورية، وعلى الوسيط الأميركي أن يأتي بحل يرضي الطرفين، معتبرة أن العرض الذي قدمه هوكشتاين لم يكن مرضيًا للبنانيين وأن عرض بيروت لن يكون مرضيًا أيضًا للإسرائيليين، حسب قولها.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close