الجمعة 19 أبريل / أبريل 2024

التصعيد الإسرائيلي في الضفة عقب عدوان غزة.. ما هي حدود الرد الفلسطيني؟

التصعيد الإسرائيلي في الضفة عقب عدوان غزة.. ما هي حدود الرد الفلسطيني؟

Changed

"للخبر بقية" يناقش دلالات سياسة التصعيد الإسرائيلي وحدود الرد الفلسطيني (الصورة: رويترز)
شيعت نابلس ثلاثة شهداء ارتقوا في اقتحامات شنّها الاحتلال في البلدة القديمة بنابلس، بعد ساعات من اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة واغتيال عدد من قادة سرايا القدس.

شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة اقتحامات في البلدة القديمة بنابلس اليوم الثلاثاء، بعد ساعات من اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة واغتيال عدد من قادة سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

خلال هذه الاقتحامات اغتال جيش الاحتلال المطلوب الأول لديه، قائد كتائب شهداء الأقصى في نابلس إبراهيم النابلسي، الذي استُشهد مع اثنين آخرين هما إسلام صبوح وحسين طه.

إدانات وغضب

على الأثر، توالت الإدانات الفلسطينية وساد الغضب الشارع في نابلس والبيرة والخليل. أما الفصائل الفلسطينية فقد دعت إلى تصعيد المواجهة على نقاط التماس في الضفة الغربية ردًا على هذا الاغتيال.

وقال داوود شهاب المتحدث باسم حركة الجهاد التي خسرت عددًا من قادتها، وواجهت الاحتلال في قطاع غزة قبل أيام، إن ما يحدث في الضفة الغربية هو عدوان، مشددًا على أن من حق الفلسطينيين أن يُدافعوا عن أنفسهم ما لم يتدخل العالم لوقفه.

واعتبر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن الاحتلال يقترب من المواجهة الشاملة مع الشعب الفلسطيني بأسره، مؤكدًا أن الحكومة الإسرائيلية غير معنية بتحقيق الهدوء والاستقرار وتعمل على استباحة الدم الفلسطيني لتحقيق مكاسب سياسية داخلية.

وحمّل أبو ردينة إسرائيل مسؤولية هذا التصعيد، الذي ذهب ضحيته عشرات من أبناء الشعب الفلسطيني.

"الاحتلال يحرّض على نفسه"

وفي هذا الإطار، يرى القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان، أن المقاومة في الضفة الغربية المحتلة في تزايد، لافتًا إلى أن حمل السلاح لمقاومة هذا الاحتلال وصد الاجتياحات اليومية للضفة المحتلة قائم.

ويقول في حديثه إلى "العربي" من جنين، "لا يقتلنا هذا الاحتلال ولم يُمت مقاومتنا عندما كان هذا القتل والاغتيال في صفوف شعبنا".

وفيما يشير إلى الجريمة في نابلس، يتوقف عند المحبة الفلسطينية العارمة للشهيد القائد النابلسي كما شهداء غزة خالد المنصور وتيسير الجعبري وكل الشهداء.

ويجزم أن "الاغتيالات والقتل في صفوف شعبنا تحرّض ضد هذا الاحتلال، ويحرّض الاحتلال على نفسه".

ويردف بأن الاحتلال يستعرض عضلاته على أبناء الشعب الفلسطيني، الذي لا يحوز سوى السلاح الخفيف، مذكرًا بأن الشهيد النابلسي لم يكن معه سوى عدة مخازن من الذخيرة الحية، وواجه الاحتلال لقرابة 3 ساعات ولم يرفع الراية، وهذا هو الانتصار. 

"آلية جديدة في المواجهة"

بدوره، يلفت الكاتب السياسي محمد هواش إلى أن الفصائل الفلسطينية والشعب الفلسطيني موحد في الميدان ضد العدوان الإسرائيلي وضد كل أشكال التحديات التي تفرضها إسرائيل، ويفرضه الواقع الذي تعيش فيه إسرائيل والفلسطينيون.

ويذكر في حديثه إلى "العربي" من رام الله، بأن "المجتمع الدولي لا يتمكن من مساءلة إسرائيل على الجرائم التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني وتجاهلها حقه في تقرير المصير، وانتهاكاتها المتواصلة لحقوق الفلسطينيين الفردية والوطنية"، مشيرًا إلى ضعف العالم العربي والحواضن العربية والإسلامية للقضية الفلسطينية.

ويؤكد أن كل ذلك يؤدي إلى تمادي إسرائيل في العدوان وفرض تحديات جديدة وواسعة أمام الشعب الفلسطيني.

ويلفت إلى أن تغوّل الاحتلال في اعتداءاته وانتهاكاته اليومية وإعداماته الميدانية وإطلاق مستوطنيه ومحاولة تقسيم القدس، وكل جرائمه التي يرتكبها أدّت إلى مواجهات حامية ودموية في الضفة الغربية وأيضًا في قطاع غزة. 

ويشدد على أن الفلسطينيين موحّدون في هذه التحديات في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر، متحدثًا عن آلية جديدة في المواجهة لا تبدو ملامحها بالكامل، لكن الأساسي فيها أن الشعب الفلسطيني يعتبر أن هذه حرب إرادات لا يمكن كسبها بعمل واحد، حيث تحتاج هذه المعركة إلى جهود كل الفلسطينيين.

ويردف بأنها تحتاج أيضًا إلى وضع فكرة الوحدة بين الفصائل والمؤسسات الوطنية الفلسطينية والسلطة والمعارضة وكل الأجسام السياسية الفلسطينية، باعتبارها القوة الرئيسة التي تمكّن الفلسطينيين من مواجهة هذه التحديات، وتمكن المقاومين من توسيع مقاومتهم.

"إسرائيل تدرس النتائج"

من ناحيته، يتوقف الباحث في الشأن الإسرائيلي علي الأعور، عند ما تحدثت عنه الصحافة الإسرائيلية، من حيث إشارتها إلى "تحقيق الجيش الإسرائيلي والشاباك إنجازات كبيرة جدًا". ويلفت إلى أن صحيفتَي "يديعوت أحرونوت" و"إسرائيل هيوم" تحدثتا عن أن "الجيش الإسرائيلي لم يحقق هذه الانجازات منذ خمس سنوات".

ويفيد الأعور في حديثه إلى "العربي" من القدس، بأن إسرائيل تدرس نتائج العمليات العسكرية ومآلاتها. 

ويشرح أن إسرائيل تدرس النتيجة الأولى وتفكر بها جيدًا، وهي أن هذه العمليات العسكرية ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية تعمل على إضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية، وتقوّي حركة حماس في الضفة الغربية، فربما تحشد الحركة الشارع الفلسطيني الآن فيها وتبدأ بالتالي انتفاضة ثالثة.

ويضيف الباحث في الشأن الإسرائيلي أن صور الآلاف الذين شاركوا في تشييع الشهيد إبراهيم النابلسي ورفاقه اليوم ذكّرته بمشاهد من الانتفاضة الثانية، متوقفًا عند ما شهده اليوم أيضًا من إضراب تجاري والتحامات ومظاهرات على نقاط التقاطع في بيت إيل والبيرة والخليل ونابلس.

وفيما اعتبر الأعور أن الكرة في ملعب السلطة الوطنية الفلسطينية، حيث يبرز سؤال هام هو "ما العمل؟"، يؤكد أن عليها الآن اتخاذ قرار حاسم. 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close