الخميس 18 أبريل / أبريل 2024

التعبئة الجزئية الروسية.. ما تبعاتها على مسار الحرب في أوكرانيا؟

التعبئة الجزئية الروسية.. ما تبعاتها على مسار الحرب في أوكرانيا؟

Changed

حلقة من "تقدير موقف" تلقي الضوء على قرار الرئيس الروسي التعبئة الجزئية في البلاد (الصورة: رويترز)
يقلل خبراء عسكريون من جدوى التعبئة الجزئية لجهة إحداث فرق بمجرى الحرب، لأن القصور الروسي ليس بعديد الجند، بل في ضعف التنسيق وإخفاق الاستخبارات في تقدير قوة الخصم.

ما كان متوقعًا في أروقة صناع القرار في روسيا، أصبح اليوم واقعًا، بعد إعلان موسكو التعبئة العسكرية، لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.

هذه التعبئة التي اعتبرتها روسيا جزئية، ستؤدي إلى استدعاء 300 ألف عسكري لدمجهم في "العملية العسكرية الخاصة" التي تخوضها موسكو في أوكرانيا منذ فبراير/ شباط الماضي.

جدوى التعبئة

إنها ليست حربًا بتعابير موسكو، ولا تعبئة عامة، في مفاهيم تنحتها القيادة الروسية استجابة لواقع عسكري يعاند أهداف الرئيس فلاديمير بوتين في إخضاع الجار العنيد.

فأوكرانيا ألحقت في الأسابيع الماضية أضرارًا وهزائم متتالية، في استنزاف كبير لجنود روسيا وعتادها، فضلًا عن تحرير مساحات واسعة احتلتها موسكو في ستة أشهر.

عملية إعادة الانتشار التي أعلن عنها الجيش الروسي في السابق، لم تلب حاجاته في استبدال قواته المتعبة على جبهات القتال، خصوصًا وأن الإحصاءات تقدّر مقتل الآلاف من الجانب الروسي.

هذه التعبئة تُعتبر مؤشرًا حقيقيًا لعجز بوتين عن حسم المعركة، وخطوة تصعيدية ترسل عبرها موسكو رسالة لكييف وداعميها، أنها على استعداد لإطالة أمد الحرب مهما كان الثمن.

لكن في نفس الوقت، يقلل خبراء عسكريون من جدوى التعبئة الجزئية لجهة إحداث فرق في مجرى الحرب، لأن القصور الروسي ليس في عديد الجند، بل في ضعف التنسيق وإخفاق الاستخبارات في تقدير قوة الخصم وعدم القدرة على اتخاذ خطوات استباقية.

أزمة في روسيا

في هذا السياق، يرى أستاذ الدراسات الأمنية والعسكرية في معهد الدوحة عمر عاشور أن "هناك فجوة في التصريحات الرسمية الروسية ومجريات أرض المعركة".

ويؤكد عاشور، في حديث إلى "العربي" من الدوحة، أن "روسيا تمارس التعبئة الجزئية بمفهومها الغربي منذ بداية الحرب، حيث استدعت الاحتياط وجندت الميليشيات والأوكرانيين في المناطق المحتلة".

ويشير عاشور إلى أن "روسيا حاولت علاج الأزمة العسكرية بالقوة العددية إلا أنها لم تنجح".

ويقول: "بناء على ما سبق، ما يحصل اليوم يختلف عن المفهوم الغربي، فالتعبئة الجزئية وفق روسيا هو استدعاء كل من لديه مفاهيم عسكرية وأخذ دروسًا بها، ووفق الوثيقة الرسمية لا يوجد تحديد لعدد من سيلتحق بالجبهات، وقد يتعدى ذلك الـ300 ألف شخص".

ويضيف: "ما يحصل اليوم يؤكد وجود أزمة في الجانب الروسي بعد فشل السيطرة على كييف".

بين التعبئة الجزئية والعامة

من جهته، يرى الكاتب المتخصص في الشؤون الروسية هاني شادي أن "الهجوم المضاد للقوات الأوكرانية تسبب بالتسرع بإعلان التعبئة الجزئية".

ويشير شادي، في حديث إلى "العربي" من موسكو، إلى أن "بوتين لجأ إلى التعبئة الجزئية لا العامة، لأن الدستور الروسي ينص على أنه في هذه الحالة، لا يكون الرئيس مجبرًا على إعلان الحرب، على عكس ما ينص عليه في حالة التعبئة العامة".

ويؤكد شادي أن "الغضب في الدخل الروسي نابع من أن بوتين وعد الشعب أكثر من مرة بأنه لن يلجأ للتعبئة، وهو اليوم يخالف وعوده".

ويقول: "التيارات المتشددة في روسيا ضغطت على الكرملين لإعلان التعبئة بعد الهزائم المتكررة، وقد نشهد في الأيام المقبلة تحويل التعبئة الجزئية إلى عامة".

ويضيف: "عدد المقاتلين الذين سينضمون إلى الجبهات، سيتم فرزهم إلى المناطق التي ستنضم للاتحاد الروسي بعد الاستفتاءات في الأقاليم الانفصالية".

اللجوء إلى الأسلحة النووية

بدوره، يعتبر الأستاذ في العلاقات الدولية بيار لوي ريمون أن "بوتين يعلم جيدًا أنه لو نفذ تهديداته النووية، فهو محاط بقوى أخرى تمتلك القنبلة النووية، وبالتالي فهو لن يلجأ إلى ذلك".

ويشير ريمون، في حديث إلى "العربي"، إلى أن "الرادع الآخر بالنسبة لروسيا هو الصين، التي أعلنت أكثر من مرة رفضها الوصول إلى هذه المرحلة".

ويقول: "القوى الغربية والأوروبية لا تملك لوحدها القدرة على ردع بوتين من اللجوء إلى القوة النووية".

ويضيف: "لا أعتقد أن الأحداث ستتحول إلى حرب نووية، لأن موسكو لا تريد أن تفقد مكانتها على مستوى القوى العالمية".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close