أثار إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، التعبئة العسكرية الجزئية في صفوف الجيش ردود فعل سياسية دولية أبرزها من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو".
فقد أكّد البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة "تأخذ على محمل الجد" تهديد فلاديمير بوتين باستخدام الأسلحة النووية ضمن هجومه العسكري على أوكرانيا، محذّرًا من "عواقب وخيمة" إذا لجأ إلى ذلك.
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، الذي شدد في مقابلة مع شبكة "إي بي سي" على أن الخطاب "غير مسؤول من قوة نووية".
وأردف: "نراقب وضعهم الإستراتيجي بأفضل ما نستطيع حتى نتمكن من تغيير موقفنا إذا لزم الأمر. لا شيء يقول حاليًا أن هذا الأمر ضروري".
وصباح اليوم، أعلن بوتين في كلمة مباشرة للأمة بثها التلفزيون الرسمي، أنه وقع مرسوم التعبئة الجزئية لـ 300 ألف جندي احتياطي في روسيا لدعم الجهود الحربية في أوكرانيا، ملمحًا إلى استعداده لاستخدام الأسلحة النووية.
فقال بوتين: "عندما تتعرض وحدة أراضي بلدنا للتهديد، فسنستخدم بالتأكيد كافة الوسائل المتاحة لحماية روسيا وشعبها"، مؤكدًا أن كلامه "ليس هراء".
أميركيًا أيضًا، صرحت سفيرة واشنطن لدى كييف بريدجيت برينك أن روسيا أظهرت "ضعفها وفشلها" بإعلانها التعبئة الجزئية"، مؤكدةً أن "الولايات المتحدة لن تعترف بضم روسيا أجزاء من الأراضي الأوكرانية".
زيلينسكي يستبعد استخدام النووي
من ناحيته، استبعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قيام الرئيس الروسي باستخدام السلاح النووي بالحرب في أوكرانيا.
فقال في مقابلة تلفزيونية ألمانية اليوم الأربعاء: "لا أعتقد أن هذه الأسلحة ستستخدم. لا أعتقد أن العالم سيسمح له باستخدام هذه الأسلحة".
وتابع الرئيس الأوكراني: "غدًا قد يقول بوتين: نريد جزءًا من بولندا بالإضافة إلى أوكرانيا، وإلا فإننا سنستخدم الأسلحة النووية.. لا يمكننا قبول هذا النوع من المساومات"، مجددًا التأكيد على أن بلاده "ستواصل الهجوم"، وأنهم على ثقة بقدرتهم عل "تحرير أراضينا".
ويرى زيلينسكي، أن قرار التعبئة الجزئية يهدف من خلاله بوتين إلى "إغراق أوكرانيا بالدماء، بما في ذلك دماء جنوده.. إنه يحتاج إلى جيش عديده عدة ملايين ليرسله إلينا لأنه يرى أن قسمًا كبيرًا ممن يأتون يفرون".
وأردف "نحن نعلم أنهم حشدوا طلابًا عسكريين وفتية لم يتمكنوا من القتال. لم يتمكنوا حتى من إكمال تدريبهم".
"الناتو": تصريحات "خطيرة ومتهورة"
أما الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ فيرى أن قرار بوتين الأخير، سيصعد الصراع وإن تهديده باللجوء لأسلحة نووية هي تصريحات "خطيرة ومتهورة".
فقد ذكر ستولتنبرغ في حديث له مع وكالة "رويترز" أن أول تعبئة في الجيش تقوم بها روسيا منذ الحرب العالمية الثانية، "ليست مفاجأة لكنها ستصعد من حدة الصراع".
ويعتقد ستولتنبرغ أن خطوات بوتين هذه تدل على أن "الحرب لا تسير وفقًا لخططه"، وإنه أصبح واضحًا للرئيس الروسي من الواضح أنه "قام بخطأ كبير في الحسابات".
وشاركه هذا الرأي مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودولاك، الذي قال أيضًا أن "الخطوة تؤكد أن الحرب لا تسير وفق خطة موسكو".