الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

التقارب الخليجي الروسي.. هل يؤسّس لتشكيل محور نفطي ضد الغرب؟

التقارب الخليجي الروسي.. هل يؤسّس لتشكيل محور نفطي ضد الغرب؟

Changed

تناولت حلقة "خليج العرب" لهذا الأسبوع دلالات وأهداف التقارب الخليجي الروسي (الصورة: رويترز)
تستبق تحركات روسيا في المنطقة الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي جو بايدن، في وقت تبحث دول الخليج عن معادلة توازن فيها بين حليفين في مشهد متعدد الأقطاب.

فرضت تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا تحركات في كل الاتجاهات، ومن بينها سُجّلت جولة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بدأها في البحرين، ثمّ السعودية، لحضور قمّة خليجية روسية.

وجاء الاجتماع الوزاري الخامس للحوار الإستراتيجي بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا الذي انعقد في الرياض، في ظلّ مناخ دولي مختلف عن السابق، وبعيد إقرار الاتحاد الأوروبي عقوبات على شحنات النفط الروسي هي الأشدّ على موسكو منذ بداية حربها على أوكرانيا.

وإذا كان الموقف الخليجي يبدو موحَّدًا من العقوبات الغربية على روسيا، تُطرَح العديد من علامات الاستفهام، فما دلالات هذا الموقف الخليجي؟ وما تداعياته على العلاقة مع الغرب وخصوصًا الولايات المتحدة؟ وهل تعد زيارة لافروف إلى السعودية بداية لتشكيل محور نفطي ضد الغرب؟

دول الخليج "توازن" بين حليفين أساسيين

لعلّ ما بدا لافتًا كان أنّ زيارة لافروف إلى المنطقة جاءت في وقت أبدت فيه دول الخليج التزامها بالحياد بشأن الصراع الروسي الأوكراني وسط دعوات غربية للالتحاق بمنظومة العقوبات على موسكو وعزلها دوليًا إلى جانب مساعٍ لاستبعاد روسيا من نادي منتجي النفط، ولا سيما أنّ الدول الخليجية تحوّلت إلى طرف متحكّم ونافذ في سوق النفط العالمية بترؤس أحد أكبر منتجي النفط في المنطقة، منظمة أوبك بلاس.

ويبدو أنّ إقرار أوبك + سيادة إنتاج النفط خلال شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب بمقدار 432 ألف برميل يوميًا لا يخلو من بصمة مفاوضات روسيا التي تسعى إلى المحافظة على مكانتها داخل المنظمة ونسبة زيادة الإنتاج خلال الفترة المقبلة.

وتستبق تحركات روسيا في المنطقة الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي جو بايدن الذي أشاد بدور السعودية في قيادة التحالف النفطي، فيما يبدو أنّ دول الخليج تبحث عن معادلة توازن فيها بين حليفين رئيسين في وقت تتشكّل فيه تحالفات جديدة في مشهد متعدد الأقطاب.

وتضع دول الخليج في حساباتها ما لوّح به رئيس الدبلوماسية الروسية في المنامة بشأن الأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط وشروط تحريك سفن الحبوب من السواحل الأوكرانية في اتجاه البحر الأبيض المتوسط.

جولة لافروف "مهمة جدًا"

بالنسبة إلى الخبير الاقتصادي عبد الله الخاطر، فإنّ زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى المنطقة تُعَدّ مهمّة جدًا، وذلك للعديد من الأسباب، ونتيجة للكثير من التحولات على المستوى العالمي.

ويسرد في حديث إلى "العربي"، من الدوحة، بعضًا من هذه العوامل، بدءًا من أزمة كورونا، مرورًا بالحراك الحاصل على المستوى الدولي والعالمي، وإعادة تموقع معظم دول العالم ومحاولات صياغة الواقع بشكل يرضي الغرب. 

ويشير إلى أنّ روسيا الاتحادية لها أيضًا بصمات على العالم العربي من ليبيا إلى سوريا، كما أنّ المنطقة أخذت مكانة كبيرة في الفترة الأخيرة في ضوء التوجّه من الولايات المتحدة وأوروبا لإيجاد مصادر طاقة بديلة.

ويلفت إلى أنّ جولة لافروف إلى المنطقة تسبق أيضًا زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ما يضعها في سياق عملية استباقية، ويرى فيها محاولة من جانب روسيا لإيجاد موقع ودرء أي حراك من الغرب أو ضغوط قادمة على المنطقة.

لروسيا "أصدقاء" في منطقة الخليج

أما الخبير في الشؤون الروسية هاني شادي فيعتبر أنّ الهدف الأساسي من الزيارة هو إظهار أنّ روسيا لديها أصدقاء في منطقة الخليج والحصول على ما يشبه الوعد بأن دول مجلس التعاون لن تنضم إلى العقوبات الغربية وهذا ما صرح به الوزير الروسي.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من موسكو، إلى أنّ روسيا تتنافس مع الولايات المتحدة حتى قبل الحرب على أوكرانيا حول منطقة الشرق الأوسط وتسعى جاهدة إلى تعزيز علاقاتها مع دول الخليج.

لكنّه يلفت إلى أنّ الحوار الإستراتيجي الذي جرى قبل أيام لم يفض إلى أيّ مشاريع محددة مع الأخذ في الحسبان أن حجم التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون وروسيا هو أقلّ من 1% من إجمالي التجارة الخارجية لدول الخليج.

ويعرب عن اعتقاده بأنّ آفاق الجانب الاقتصادي ليست كبيرة وهي تحتاج لوقت وربما سنوات لتعزيز العلاقات، لكن على المستوى السياسي، تريد روسيا ضمان أن دول الخليج لن تنضم إلى العقوبات وستلتزم باتفاقيات أوبك بلاس.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close