أعلن مدير إدارة الفضاء الأميركية "ناسا"، بيل نيلسون خلال مؤتمر صحافي مساء أمس الأربعاء، أن تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي سيصدر أول صور ملونة عالية الدقة له يوم 12 يوليو / تموز المقبل.
وكشف نيلسون في إحاطته الإعلامية إن إحدى تلك اللقطات ستكون "أبعد صورة للكون يتم التقاطها على الإطلاق"، وأضاف: "إذا فكرتم في ذلك، فهذا تقدم علمي لم تره البشرية من قبل".
وأردف مدير "ناسا" أن "جيمس ويب" بدأ للتو في استعراض مهارته الفضائية وما يمكن أن يفعله وما سيفعله، شارحًا أن مهام هذه المركبة الفضائية ستكون استكشاف الأجسام الموجودة في النظام الشمسي والأغلفة الجوية للكواكب الخارجية التي تدور حول نجوم أخرى، "مما يعطينا أدلة حول ما إذا كان غلافها الجوي مشابهًا لغلافنا الجوي على كوكب الأرض".
أما بيل نيلسون البالغ من العمر 79 عامًا، فكان قد كشف أن الفحوص أثبتت مساء أمس الثلاثاء إصابته بكوفيد-19، وعليه لم يتمكن أمس من الحضور شخصيًا إلى فعالية في معهد مراصد علوم الفضاء في بالتيمور بولاية ميريلاند بمناسبة إصدار أول صور للكون من التلسكوب "جيمس ويب".
وأشار نيلسون للصحفيين عن بعد خلال المؤتمر الصحفي إلى أنه تلقى التطعيمات والجرعات التنشيطية للوقاية من فيروس كورونا، مؤكدًا أنه لا يعاني سوى من أعراض بسيطة.
جمع بيانات علمية عن الكون
وبالعودة إلى "جيمس ويب"، قُدر أن تستمر مهمة هذه المركبة الفضائية لمدة 10 سنوات، رغم أن التلسكوب لديه مخزون وقود زائد يكفيه للعمل لمدة 20 عامًا، وفقًا لنائب مدير "ناسا" بام ميلروي.
في غضون ذلك، يضع الفريق في "ناسا" اللمسات الأخيرة على الخطوات الأخيرة لإعداد المرصد وأدواته لجمع البيانات العلمية، والتي يجب أن تنتهي الأسبوع المقبل، كما قال بيل أوشس، مدير مشروع "جيمس ويب" في ناسا.
كذلك تحدث مهندسو البعثة خلال الحدث عن أن أداء المرصد أفضل من المتوقع، بينما يواصل الفريق العمل على تطوير استراتيجيات لتجنب تأثيرات النيازك الدقيقة عليه، مثل تلك التي ضربت جزءًا من مرآة المركبة في مايو/ أيار الفائت.
وهذه المرآة التي زود بها التلسكوب، يمكن أن تمتد إلى ستة أمتار ونصف المتر، الأمر الذي يسمح لـ"جيمس ويب" بمراقبة ورصد المعلومات بشكل أكبر.
تلسكوب جيمس ويب
وفيما يتعلق بصور الكون المرتقبة، فقد وثقها التلسكوب الفضائي بتقنية التحليل الطيفي لكوكب بعيد خارج المنظومة الشمسية، بالاستعانة بأداة خاصة تتيح معرفة تركيبة الأجسام البعيدة.
يذكر أن "جيمس ويب" أطلق إلى الفضاء شهر ديسمبر/ كانون الأول الفائ ، بعد ثلاثة عقود من الانتظار على متن صاروخ أوروبي عملاق من قاعدة إطلاق وكالة الفضاء الأوروبية في غيانا الفرنسية.
ويعدّ "جيمس ويب" أقوى تلسكوب على الإطلاق، وسيتمكن من استكشاف أقدم المجرات في الكون وهو ثمرة تعاون بين "ناسا" ووكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الكندية بتكلفة بلغت 10 مليارات دولار.