الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

التنوّع البيولوجي وتغيّر المناخ.. هل يُمكن للإنسان الاستمرار دون خط دفاعه الأول؟

التنوّع البيولوجي وتغيّر المناخ.. هل يُمكن للإنسان الاستمرار دون خط دفاعه الأول؟

Changed

ناقش برنامج "صباح جديد" التهديدات التي تحدق بالتنوّع البيولوجي على الأرض (الصورة: غيتي)
يرفع خبراء الصوت عاليًا من أجل إنقاذ الأرض، متسائلين عن كيفية قدرة الإنسان على توفير التوازن الطبيعي وحده بدون الكائنات الأخرى المهددة بوجودها.

يحذّر خبراء من استمرار فقدان التنوّع البيولوجي وتدهور النظم البيئية الذي يقلل من قدرة النظم الإيكولوجية على توفير الخدمات الأساسية للحفاظ على الحياة، من الأمن الغذائي والتغذية إلى تنظيم جودة المياه والهواء.

وأصبح التنوع البيولوجي قضية عالمية ذات أهمية كبيرة للحفاظ على التوازن الطبيعي، في وقت يشدّد فيه الخبراء على الحدّ من استغلال الإنسان للطبيعة من خلال قطع الغابات والصيد الجائر والتلوث والتوسع العمراني وقتل الحيوانات. وتعد هذه من العوامل التي تنهش كوكب الأرض وتتسبب في انهيار التنوع البيولوجي.

نشاط البشر الجائر

ويتمحور التدهور الحاصل في انقراض العديد من الأصناف الحيوانية والنباتية بوتيرة متصاعدة بسبب النشاط البشري الجائر. ويمثل الحفاظ على هذا التنوع وسيلة من وسائل إنقاذ البشرية من ويلات التغيّر المناخي.

ويرفع خبراء الصوت عاليًا من أجل إنقاذ الأرض، متسائلين عن كيفية قدرة الإنسان على توفير التوازن الطبيعي وحده بدون الكائنات الأخرى المهددة في وجودها.

ووفق الخبراء، فإنّ الزراعة مهددة بسبب انهيار التنوع البيولوجي، فالكائنات التي تعيش في التربة وتحقق التوازن بخصوبتها في مرمى الانقراض بفعل التعامل الجائر مع التربة وملوثاتها.

وتعد الصحة كذلك على المحكّ فتدمير الأوساط الطبيعية عامل من عوامل التلوث، وظهور فيروسات جديدة لم يعرفها الإنسان أحد نتائجها.

كيف يمكن لثمانية مليارات شخص في العالم الاتفاق على وقف استنزاف الأرض واستغلال الطبيعة؟ هذا سؤال محوري تؤرق إجابته نشطاء البيئة الذين يحذرون ليس من أثر التغير المناخي فحسب؛ بل ومن أثر الإنسان على الطبيعة أيضًا.

ويأتي الاهتمام الأممي لوضع حد لهذا الانهيار على شكل مؤتمرات عنوانها "السلام مع الطبيعة" لعلها تنقذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.

"حرب مستدامة"

وتعليقًا على ذلك، يرى رئيس جمعية البساط البيئي الأخضر مصطفى العيسات أنّ الإنسان في "حرب مستدامة" مع الطبيعة، إذ تشير التقارير الدولية إلى انقراض 60% من الكائنات البرية منذ عام 1974 إلى عام 2020.

ويلفت العيسات، في حديث إلى "العربي"، من الرباط، إلى تسجيل انقراض وانخفاض الكائنات البحرية بأكثر من 65%، رغم أن هذه الكائنات تزوّد البشر بـ50% من الأكسجين، وتخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وإذ أكد أن التنوّع البيولوجي هو أساس للتوازنات الطبيعية والحفاظ على المنظومة البيئية داخل كوكب الأرض، أوضح أن تغيّر المناخ يُعدّ جزءًا من الخلل الذي يُصيب التنوّع البيولوجي.

وشدّد على أن مشكلة الإنسان مع الطبيعة هي مشكلة أخلاقية، حيث يعيش البشر حالة من فقدان القيم والصراع نحو الكسب المادي، والاستهلاك غير المستدام وغير الرشيد دون مراعاة ما نخلفّه من أضرار حالية على البيئة ومستقبلية للأجيال المقبلة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close