يبدو أن العلاقة بين صحة اللثة والخصوبة ليست بعيدة كما كان يُعتقد سابقًا، إذ أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Journal of Periodontology أن النساء المصابات بأمراض اللثة يتأخرن في الحمل بمعدل يتراوح بين شهرين وثلاثة أشهر مقارنة بغير المصابات.
ويشير الباحثون إلى أن الالتهاب المزمن في الفم لا يقتصر تأثيره على الفم فقط، بل يؤدي إلى إطلاق مواد التهابية في مجرى الدم، يمكن أن تؤثر على الهرمونات، وبطانة الرحم، وعملية التبويض. وتُظهر الإحصاءات أن نحو 40% من النساء يعانين من التهاب اللثة بدرجات متفاوتة.
ما العلاقة بين التهاب اللثة وخصوبة المرأة؟
وفي هذا الإطار، تشير طبيبة الأسنان الدكتورة ماريا سلّوم إلى أن التهاب اللثة قد يؤثر سلبًا في خصوبة المرأة، إذ تنتقل البكتيريا الموجودة في الفم عبر مجرى الدم إلى مختلف أنحاء الجسم، مما يؤدي إلى تنشيط جهاز المناعة بشكل مستمر.
ووفقًا للدكتورة سلّوم، فقد يترتب على ذلك ارتفاع في معدلات الالتهاب التي تؤثر بدورها في الهرمونات وعملية الإباضة، وهو ما قد يتسبب في تأخير حدوث الحمل.
وتوضح طبيبة الأسنان، في حديثها إلى برنامج "صحتك مع دانيا أرشيد" عبر "العربي 2"، أن هناك العديد من الدراسات التي تؤكد أهمية الحفاظ على صحة اللثة خلال فترة الحمل وفي جميع مراحله.
وتبيّن أن بعض الدراسات تشير إلى أن نحو 40% من النساء قد يعانين من تأخر في الحمل نتيجة الإصابة بالتهاب اللثة.
تداعيات التهاب اللثة على الحمل
وبشأن مدى ضرورة أن يكون الفحص الدوري لصحة الفم جزءًا من برنامج تقييم الخصوبة لدى المرأة، تلفت الدكتورة ماريا سلّوم إلى أن الفحص المنتظم ضروري للجميع، ولا سيما للنساء اللواتي يخططن للإنجاب.
وتبيّن سلّوم أنه من المهم في هذه المرحلة متابعة طبيب الأسنان لإجراء فحوصات دورية للفم واللثة، إلى جانب متابعة المراحل الأولى من الحمل، مؤكدة أن ذلك يساعد على ضمان حمل سليم وصحي.
أما بشأن احتمالية حدوث مضاعفات أثناء الحمل بسبب التهاب اللثة، فتشير الطبيبة إلى أن التهابات اللثة قد تؤثر سلبًا في الجنين ونموّه، وقد تتسبب في الولادة المبكرة أو الإجهاض.
وتضيف أن التهاب اللثة يؤثر كذلك في الدورة الدموية للجنين، مما قد يؤدي إلى انخفاض وزنه أو نقص وصول العناصر الغذائية إليه خلال فترة الحمل.