الإثنين 25 مارس / مارس 2024

التوتر بين روسيا وأوكرانيا.. ما هي مآلات التصعيد وسيناريوهاته الممكنة؟

التوتر بين روسيا وأوكرانيا.. ما هي مآلات التصعيد وسيناريوهاته الممكنة؟

Changed

حذر حلف الناتو وأميركا روسيا من عواقب أي هجوم محتمل على أوكرانيا، إلا أن الرئيس الأوكراني أكد أن حلّ النزاع ممكن عبر الانخراط في مفاوضات مباشرة مع موسكو.

تصاعدت حدة التوترات بين أوكرانيا وروسيا وسط تبادل الاتهامات لدى الطرفين بحشد قواتهما العسكرية على الحدود.

وحذر حلف شمال الأطلسي "الناتو" والولايات المتحدة روسيا من عواقب أي هجوم محتمل على أوكرانيا، إلا أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكد أن حلّ النزاع ممكن عبر الانخراط في مفاوضات مباشرة مع موسكو.

وكانت روسيا قد ضمت شبه جزيرة القرم الأوكرانية في وقت سابق، غير آبهة للمعاهدات الدولية. واليوم يعتقد أنها تسعى لإعادة الكرّة في دونباس شرقي أوكرانيا.

وسبق أن حذر رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية من أن روسيا تخطط لشن هجوم على بلاده أوائل العام المقبل. وفي المقابل تتهم موسكو كييف بنشر نصف عداد قواتها عند الحدود.

وتتفاقم الأوضاع وتقف على شفير نزاع قد لا يقف حلف الناتو أمامه مكتوف الأيدي، فأوكرانيا هي البوابة الشرقية للحلف، ويجب أن يستعد الناتو للسيناريو الأسوأ.

ويحذر الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ من أن الطموحات الروسية قد لا تقف عند دونباس بل تتعداها لغزو أوكرانيا، إلا أنه لا يفتح الباب واسعًا أمام تدخل مباشر للحلف في النزاع، ويتحدث عن تعاون عسكري مع كييف.

وفي ظل هذا التصعيد تتسارع عجلة التحركات الديبلوماسية، حيث تعرب تركيا وهي عضو في حلف الناتو عن استعدادها للتوسط بين البلدين، إلا أن التحرك الأبرز هو الكشف عن اعتزام وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن لقاء نظيريه الروسي والأوكراني بشكل منفصل على هامش اجتماع وزاري لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا يعقد في السويد.

تصعيد يبعث على القلق

وفي هذا الصدد، ترى الباحثة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية كادري ليك أن الوضع مقلق، لافتة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حريص على إبقاء سيطرة بلاده على أوكرانيا وعلى خياراتها المستقبلية.

وتضيف في حديث إلى "العربي" من برلين أن روسيا تود التوصل لاتفاق محدد بشأن السياسية الخارجية الأوكرانية، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن لا يبحث عن نزاع مع روسيا في أوكرانيا، أو بذل المزيد من الجهد في كييف، "لأنه يركز في سياسته على مكافحة السياسات الصينية، ولا يريد أن يعلق بمواجهات جانبية".

كما تستبعد انخراط أي دولة من حلف الناتو في حرب مع روسيا بسبب أوكرانيا، وتأمل ألا يقدم أحد على تقديم آمال غير واقعية لأوكرانيا في هذا الإطار.

وترى أن بإمكان أوكرانيا الحصول على دعم من أجل الدفاع عن نفسها، لافتة في الوقت ذاته إلى أن هذا الأمر سيكون مكلفًا وسيترتب عليه ثمن باهظ.

ولا تعتقد كادري ليك أن موسكو مهتمة بأي مفاوضات لأن طريقة حديثها مع الرئيس الأوكراني تغيرت عما كانت عليه في السابق.

"مسرحية"

وحول الانتشار العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية، يرى الباحث السياسي أندري أونتيكوف أن روسيا لا تسعى إلى احتلال أوكرانيا.

ويشير في حديث إلى "العربي" من موسكو إلى أن الناتو يدرك تمامًا أن انضمام أوكرانيا للحلف هو خط أحمر بالنسبة لروسيا، مشيرًا إلى أن تداعيات هذه الخطوة ستكون سيئة جدًا على العلاقة بين موسكو وبروكسل وواشنطن.

وييبدي أونتيكوف خشيته من تشجيع للسلطات الأوكرانية لتقوم بنوع من الاستفزاز أو عملية عسكرية محدودة في منطقة دونباس، متحدثًا عن وجود عناصر من الاستخبارات الأميركية في أوكرانيا.

ويصف ما يحدث في منطقة دونباس بمسرحية "كتب حلف الناتو وواشنطن سيناريوهاتها".

ويؤكد أونتيكوف أن روسيا ليست هي من تقود الصراع في المنطقة، بل الكرة في ملعب الولايات المتحدة وفي كييف، متهمًا أوكرانيا بنشر قواتها وقصف المدنيين في منطقة دونباس.

واشنطن تخشى من الغزو الروسي لأوكرانيا

وحول خشية واشنطن من اجتياح روسي لأوكرانيا، يعتقد المتحدث السابق باسم البنتاغون جيفري غوردن أن هذا الأمر مبعث القلق الرئيس للولايات المتحدة، لأن روسيا استولت على القرم سابقًا، وهي تتحكم بدونباس من خلال أذرعها على الأرض هناك.

وفي حديث إلى "العربي"، يرجح غوردن فرض عقوبات اقتصادية أميركية على موسكو في حال واصلت المضي في هذا المسار.

ويعتقد غوردن أن الولايات المتحدة الأميركية تود الإبقاء على الوضع القائم، بحيث ألا تقدم روسيا على غزو أوكرانيا، وبالتالي تصل إلى مرحلة تسيطر فيها على كل شيء في كييف، مشيرًا إلى أن روسيا لا تود أن تنضم أوكرانيا للناتو أو أن تكون عضوًا في الاتحاد الأوروبي.

ويرى أن واشنطن لا تريد أن تظهر بمظهر الضعيف، لكن الوضع محط سجال ومثير للخلاف في الولايات المتحدة.

ويعتبر غوردن أن الرئيس الروسي هو من يستفز أوكرانيا ويتحدى الولايات المتحدة الأميركية والغرب لجهة ما إذا كان باستطاعتهم أن يفعلوا شيئًا، ويريد أن يظهر بمظهر الرجل القوي الذي لا يخشى من أي طرف كان.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close