تستمر حملة التوقيفات السياسية في تونس التي بدأت في الفترة الأخيرة، حيث أعلن مسؤول نقابي اليوم الخميس، أنّ السلطات التونسية تحفّظت على مسؤول نقابي في وزارة الثقافة، ليكون بذلك ثاني نقابي يتمّ توقيفه خلال شهرين، ما يهدّد بتأجيج الخلاف بين اتحاد الشغل والرئيس قيس سعيّد.
وفي تصريح لـ"رويترز"، قال مسؤول في الاتحاد العام التونسي للشغل: إنه "تم الاحتفاظ بعبد الناصر بن عمارة كاتب عام النقابة الأساسية لأعوان وإطارات وزارة الثقافة بدعوى إهانة الوزيرة عقب توجهه للقاء موظفين محتجين على نقلة تعسفية في الوزارة".
وألقت الشرطة الشهر الماضي القبض على أنيس الكعبي، وهو مسؤول نقابي عقب تنظيم إضراب في أكشاك الطرق السريعة، مما دفع صحيفة الاتحاد العام التونسي للشغل إلى اتهام سعيّد بإعلان الحرب على النقابة التي تقول إنها تضم نحو مليون عضو.
ورفضًا لما قال إنه استهداف للحريات والحقوق، نظّم اتحاد الشغل احتجاجات حاشدة في العاصمة ومدن أخرى منذ الشهر الماضي، بعد حملة سعيّد الأخيرة ضد المعارضين.
ولم تهدأ لهجة الاتحاد التصعيدية ضد السلطة منذ أسابيع، متهمًا إياها بشن حملة تحريضية ومحاكمات كيدية ضد نقابيين، وسط صراع غير مسبوق مع السلطات، ما قد ينذر بمزيد من التوتر.
#تونس.. اتحاد الشغل يواصل التصعيد ضد السلطة #العربي_اليوم تقرير: وسام دعاسي pic.twitter.com/94peab5bmi
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 7, 2023
اعتقال نحو 20 شخصًا
ومنذ بداية فبراير/ شباط الفائت، اعتقلت السلطات التونسية نحو 20 شخصية على الأقل معظمهم من المعارضين الأعضاء في حركة النهضة وحلفائها، بالإضافة إلى مدير محطة إذاعية خاصة كبيرة ورجل أعمال نافذ وناشطين سياسيين وقضاة، وهو ما أثار انتقادات دولية وأممية.
واتهمت السلطات المعتقلين بالتآمر على أمن الدولة، حيث قال سعيّد إنهم متورطون في نقص السلع الغذائية من الأسواق، وتعهد بالمضي قدمًا في محاربة كل أشكال الفساد والإضرار بمصالح الشعب والبلد.
ويواجه سعيّد انتقادات شديدة من منظمات حقوقية تونسية ودولية تندد بفرضه "قيودًا تعسفية" على الحريات.