توفي المخرج المسرحي التونسي أنور الشعافي، اليوم الأربعاء، عن عمر ناهز 60 عامًا بعد صراع طويل مع المرض، تاركًا سيرة فنية مميزة أغنت المسرحين التونسي والعربي لثلاثة عقود خلت.
ونعت وزارة الشؤون الثقافية التونسية الشعافي، في بيان رسمي على موقعها الإلكتروني، قالت فيه: "تنعى وزارة الشؤون الثقافية، بكل حسرة وأسى، الفنان المسرحي أنور الشعّافي الذي وافاه الأجل المحتوم اليوم الأربعاء".
وأضافت: "تمتدّ مسيرة الفنان الرّاحل أنور الشعافي على مدى ثلاثة عقود من الزمن، أسّس خلالها لفعل مسرحي اتّخذ من المنحى التجريبي طريقًا، فتعددت أعماله التي نذكر منها (بعد حين) و(والآن) و(أولا تكون) و(ترى ما رأيت)، و(هوامش على شريط الذاكرة)، و(كابوس اينشتاين) وغيرها.".
وأكمل البيان: "كما أسّس المخرج الراحل فرقة مسرح التجريب بمدنين سنة 1989، وقام ببعث المهرجان الوطني لمسرح التجريب سنة 1992، وكان أول مدير مؤسس لمركز الفنون الركحية والدرامية بمدنين سنة 2011. وقد تقلّد منصب مدير عام لمؤسسة المسرح الوطني من 2011 إلى 2014".
وذكر البيان أهمّ التّكريمات التي نالها المخرج الراحل، وبينها تكريمه في مصر بمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته 29، وذلك اعترافًا له بمسيرته الثرية والمختلفة.
كذلك نال الشعافي تكريما سنة 2022 في افتتاح مهرجان مسرح التجريب بمدنين، وفي مهرجان "أيام مسرح المدينة المتوسطي" بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي.
وختمت الوزارة بيانها بالقول: "بهذا المصاب الجلل، تتوجّه وزارة الشؤون الثقافية بأصدق عبارات التعزية لعائلة الفقيد والأسرة المسرحية والثقافية راجية من الله أن يلهم أهله جميل الصبر والسلوان".
تقدير تونسي وعربي لأنور الشعافي
وشارك زملاء الشعافي ومسرحيون عرب في نعي المخرج القدير، فكتب المسرحي الفلسطيني غنام غنام على منصة إكس: "وداعًا أنور الشعافي"، فيما قال بيان للهيئة العربية للمسرح: "نشاطر الفنانين في تونس والوطن العربي أحزانهم برحيل الفنان أنور الشعافي".
يذكر أن الشعافي وإلى جانب المسرح، كان ناقدًا وأستاذًا جامعيًا، وحظي على امتداد سيرته الفنية بالتقدير من الوسط الفني التونسي وكبار المسرحيين العرب.
بدورها، رثت الصحافة التونسية الشعافي، وأجمعت على الخسارة الكبيرة للوسط الفني في البلاد، حيث قال موقع توانسة: "لقد ترك الشعافي أثرًا لا يُمحى في الذاكرة المسرحية التونسية، وتجربة فنية تُصنّف ضمن الأجرأ والأكثر التزامًا فكريًا وجماليًا".
وأضاف: "أنور الشعافي لم يكن فقط مخرجًا، بل كان صوتًا مختلفًا في الساحة المسرحية: لا يرضى بالتصفيق المجاني، ولا يبحث عن الضوء، بل عن الصدمة الفنية التي توقظ الجمهور من غفوته، وبرحيله، يفقد المسرح التونسي أحد حرّاسه النبلاء، وأحد أولئك القلائل الذين آمنوا بأن المسرح ليس ترفًا، بل سلاح مقاومة".
وختم: "رحل الشعافي، لكن صوته لا يزال يتردّد على الخشبة: "لا تصالح مع الرداءة… ولا ترضَ بالجميل إن لم يكن ثوريًا."
ومن المرتقب أن يشارك كبار الفنانين التونسيين في جنازة المسرحي القدير، الذي كان واحدًا من رموز النهضة المسرحية الأخيرة في البلاد وفي العالم العربي.