يأتي ملف "لم الشمل" الذي اقترحه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ليعيد تحريك الواقع السياسي بين الأحزاب في البلاد.
وقد التقى حزب جبهة القوى الاشتراكية وهو أقدم أحزاب المعارضة في الجزائر بالرئيس تبون بعد طرح تلك المبادرة. ويقول الحزب إن مشاركته في المبادرة ستكون مشروطة بضمانات تقدمها الرئاسة الجزائرية للأحزاب التي تنوي الاشتراك في الحوار.
انقسام بشأن مبادرة لم الشمل في #الجزائر تقرير: جهيدة رمضاني pic.twitter.com/Wmd9PDmgHO
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 18, 2022
وأشار المكلف بالإعلام في حزب جبهة القوى الاشتراكية وليد زغبار لـ"العربي" من الجزائر، إلى أنهم أكدوا وشددوا على أن أي حوار لا بد أن يكون مسبوقًا بإجراءات تهدئة وتعطي إشارات حسن النية على رأسها إطلاق جميع المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي.
"مبادرة غامضة"
وبعيدًا عن إيديولوجيا الأحزاب المعارضة وتياراتها المختلفة، يلتقي عبد الرزاق مقري زعيم حركة مجتمع السلم وهي أكبر مؤسسة معارضة في البرلمان الرئيس تبون. والوزير الأسبق عبد العزيز رحابي وهو أحد أبرز الوجوه السياسية المعارضة حل بدوره ضيفًا في القصر الرئاسي في الجزائر.
وبشكل حزبي، يتشكل الاصطفاف ضد أو مع مبادرة "لم الشمل" قد يؤدي إلى إعادة هيكلة الأحزاب المعارضة من الداخل وذلك من خلال عقد مؤتمراتها ولإعادة انتخاب رؤسائها لتشكيل موقف سياسي قد يحقق التوافق الذي يمكن أن تتبناه تلك الأحزاب مستقبلًا.
من جهته، يقول الباحث السياسي توفيق بوقعدة لـ"العربي": إنّ ما تشهده الساحة السياسية الجزائرية في الوقت الحالي هو محاولة الاصطفاف مع أو ضد لكن من دون وجود مشروع سياسي يمكن أن يكون سندًا في الموقف النهائي لهذه الأحزاب السياسية.
وبين الحسم والتردد وفي ظل غموض المبادرة نفسها والتي جاءت منذ شهر على شكل برقية نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية تتواصل سلسلة اللقاءات بين الرئيس ورؤساء الأحزاب السياسية.
ومع ذلك يبقى السؤال حول غموض مبادرة "لم الشمل" الرئاسية التي لم تُعلن عن تفاصيلها، وهي المبادرة التي جذبت بعض الأحزاب وقامت بتنفير أحزاب أُخرى.
